لم يسبق لفريق او منتخب مهما كانت ضروفه المحيطة به ان ناضل وكافح لأجل كأس العالم كما حصل مع المنتخب البحريني .
كانت بداية المعاناة الحقيقيه حينما وضعته قرعة التصفيات النهائية لكأس العالم ضمن مجموعة بعض فرقها تبعد الاف الاميال عنها ويحتاج السفر اليها الى نصف يوم بالطائره هذا عدا ضروف التسونامي الرهيبه التي افزعت الجميع في تلك المناطق .
كانت البداية أمام كوريا الشماليه في أجواء مشحونه لدى الكوريين جراء الاوضاع السياسية التي تعيشها بلادهم فـتأثرت المباراة تبعا لذلك لكن البحارنه فعلوها في عقر دار الكوريين .
ومن ثم توالت المباريات بين مد وجزر وكانت ملحمة اليابان في اليابان اكثر روعة وأكثرها ألما ايضا فبعد ان قدم الفريق الاحمر كل فنون الكرة والروح العاليه اذا بهم يفاجأون بهدف يلج مرماهم وبقدم احد ابرز نجومهم عن طريق الخطأ .
وبعد هزيمة المارد الاحمر من المنتخب الايراني في المنامة بدأت الامال تخف شيئا فشيئا الا ان المكافحون من ابناء البحرين صمدوا واحرزوا المركز الثالث في نهاية التصفيات ليضمنوا عدم الخروج النهائي من البطوله .
كان هدفهم بقاء الامل لهم ببلوغ كأس العالم وكأن الشاعر قد فيهم :
أعلل النفس بالآمال أرقبها = ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لعبوا مباراة تحديد المركز الخامس آسيويا مع تركمانستان ثالثة المجموعة الثانيه واذا قلنا تركمانستان فأول ما يتبادر الى الذهن ضروف الطيران الصعبة في ذلك البلد الفقير .
لعبوا مباراتهم الاولى في بلد التركمان وبعد هزيمتهم بهدف مما يعزز آمالهم بالصعود للملحق أعاد الفيفا المباراة بسبب سوء ادارة الحكم الياباني للمباراة .
كان ذلك بمثابة الصدمة للفريق الاحمر ولكن كان في الامر خير أكثر فبعد إعادة المباراة استطاع المارد الاحمر من التعادل ايجابيا بهدف ليكون امر مباراة الاياب اسهل وبكثير .
وفي مباراة الاياب لم يستطع الفريق الاحمر ان يقدم شيئا في أرضه الا انه كسب النتيجة النهائيه بمجوع الاهداف بعد تعادله سلبيا مع التركمان بين جمهور المنامه .
تقدم الفريق شوطا ليلعب مع رابع الكونكاكاف ترينيداد وتوباغو .
عليهم الذهاب الى الكاريبي هذه المره , وعند ذكر الكاريبي يهون أمر شرق اسيا وشمالها .
استغرقت الرحلة الى ترينيداد يوما كاملا , تخيلوا عناء اربع وعشرين ساعة طيران كيف ستكون ؟
ومع كل ذلك استطاع الفريق الاحمر من التغلب على كافة الضروف المحيطة ليخرج متعادلا بهدف وكان بالامكان الفوز لو تصرف حسين علي ( بيليه البحرين ) مع الفرصة المحققة التي هيأها له محمد سالمين .
وبعد نهاية المباراة عاد الفريق لدوامة الطيران من جديد فعليه العودة للمنامة للقاء الرد الذي سيكون بعد ثلاثة ايام فقط !
ولكن لقاء الرد لن يكون بهذه السهولة ! كما اعتاد البحارنة مع الظروف الصعبه ! سيخسر الفريق ابرز لاعب في الفريق محمد سالمين وابرز مدافع عبدالله المرزوقي !
فهل سيتغلب المارد الاحمر على الظرف الاصعب في آخر خطوة لبلوغ كأس العالم ليحقق بذلك معجزة كرويه ولينضم لشقيقه الاخضر في برلين ليكون ولأول مره بلوغ فريقين خليجيين لكأس العالم .
أم تراه سيخذلنا وهذا مالا نريده ولكن الجمهور البحريني يخشاه كثيرا لسوء نتائج الفريق في أرضه .
وإذا ما خسر المارد الاحمر هذه الفرصة المواتيه فلا استطيع تشبيه هذه الملحمة السلبية النهايه سوى بتلك الملحمة التي عاشها الفريق الهندي حينما ذهب لكأس العالم في الأورجواي وبعد رحلة ثلاثة اشهر في عرض البحر وبين امواجه المتلاطمه رفض الفريق المشاركة بكأس العالم مالم يسمح لهم المنطمون اللعب بدون احذيه الامر الذي دعا اللجنة المنظمه لرفض طلبهم الغريب !!! فعادوا بلا أخفاف رافضين المشاركة لأجل خفي حنين !!!
قلوبنا مع المارد الاحمر وهو قادر بإذنه تعالى على تخطي هذه العقبه .
___________________________________
عذرا إن كانت هناك اخطاء فقد كتبته على عجل شديد.
المفضلات