حتى لا أظلمكم معي سأورد لكم بعض الاقتباسات التي حواها كتاب الديوان ثم أعود بعد ذلك لأعرّج على ردودكم الكريمة :
يقول العقاد عن أحمد شوقي حول سبب شهرته :
" ولقد استخف شوقي بجمهوره واستخف واستخف حتى لامزيد , ماكفاه أن يسخّر الصحف سراً لسوقه إليه واختلاب حواسه واختلاس ثقته حتى يسخّرها جهرة ,, وحتى يكون الجمهور هو الذي يؤدي بيده أجرة سوقه واختلاسه " .
" والحقيقة أن تهالك شوقي على الطنطنة الجوفاء قديم عريق ورد به كل مورد وأذهله عما ليس يذهل عنه بصير أريب " .
ثم قال في مقدمة نقده لقصائد أحمد شوقي :
"وسنتناول شعر شوقي قصيدة قصيدة أو معنى معنى حتى نتبين الأثر جليا في تحول الآراء وسلامة القياس , وسيرى القراء أننا نغلظ له البلاغ ونصخه صخاً شديداً , وكذلك ينبغي أن يُجزى الزيف والدسيسة والاستخفاف بالعقول والاستطالة على الناس بالمقدرة على كمّ الأفواه وتسخير المأجورين " .
وقال في معرض نقده على قصيدة شوقي " النشيد القومي " :
" ولقد استوطأ شوقي مطية الفلسفة والمواعظ بعد أن ركب حمارها ببيت واحد سوقي المعنى وهو قوله :
وإنما الأمم الأخلاق مابقيت ** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فراح يجري عليه ذهاباً وإياباً في كل مكان ومقصد ,حتى طلع لنا بأذني حماره الفلسفي هذا في موعظته (( على الأخلاق خطّوا المُلك وابنوا )) ولم يجد على الباب من يقول له : يمينك أو شمالك .. "
ثم قال في موضع آخر مدافعاً عن آرائه السابقة ومنتقداً هجوم أصحاب شوقي ومؤيديه عليه:
" ذلك لأن أمير الشعراء هذا وجنوده سوقة لايفقهون للغيرة الأدبية وأريحية الفنون أقل معنى "
وفي نقده لمرثية شوقي التي يرثي بها مصطفى كامل وتحديداً هذا البيت :
(( لفّوك في علم البلاد منكساً ** جزع الهلال على فتى الفتيان
ما احمر من خجلٍ ولا من ريبةٍ ** لكنما يبكي بدمعٍ قان ))
يقول :
"ومن الغباء العجيب أن يصف هذا الرجل راية حمراء ملفوفة على نعش بطل من أبطال الوطنية فيسرع بنفي الخجل والريبة عن احمرارها...."
هذا غيض من فيض نقده لأمير الشعراء !!
أما مايتعلق بشكري فقد قالا :
" شكري صنم ولا كالأصنام ,, ألقت به يد القدر في ركن خرب على ساحل اليم ,, !!؟ "
" وقد سبق لنا أن نبهنا شكري إلى مافي شعره من دلائل الاضطراب في جهازه العصبي وأشرنا عليه بالانصراف عن كل تأليف أو نظم ليفوز بالراحة اللازمة له أولاً ولأن جهوده عقيمة وتعبه ضائع ثانياً "
أما فيما يتعلق بالمنفلوطي :
" ومن ظريف مانرويه في هذا المقام أن السيد "المنفلوطي"سمع بعزمنا على إخراج هذا الكتاب فجاء يدعونا إلى مائدته وأرسل يلح علينا في " تشريفه " فلم ينقذنا من إلحاحه ولم ينجنا من موقف الغدر ونكران جميل مائدته إلا المرض !! فما أحسن المصائب في بعض الأحيان ؟؟ "
وفي تعليقهم على قصته " العبرات " جاء نقدهما لاذعاً جداً :
"فبالله مالهذا الحانوتي"المنفلوطي" وللأدب الذي هو حياة الأمم وباعث القوة فيها ونافث الحرارة في عروقها وحافزها إلى أجلّ المساعي ؟؟ لقد كان المنفلوطي يستطيع أن يتعظ بمصير أبطاله وبموتهم في شرخ الشباب وميعة العمر وكان في وسع قرائه أن يعتبروا بهم لولا سقم أذواقهم ومرض نفوسهم ولكن لكل كاتب قراء على شاكلته منسوجين على منواله وإن أخوف مانخاف على هذه الأمة أن تجد هذه الجراثيم ثرى صالحاً في نفوسها في وقت هي أحوج ماتكون فيه إلى من يبذر فيها بذور القوة ويدفعها إلى تطلب الحياة "
هذه بعض السطور الواردة في كتابهما ,, وللحقيقة فالكتاب حين يقع بين يديك لن تملك أن تدعه قبل إتمامه
خصوصاً مايتعلق بنقد قصة العبرات للمنفلوطي
المفضلات