بدأ الضباب ينزاح شيئا فشيئا ويتلاشى حول شبح التوحد الذي دمر عقول الأطفال المصابين به حتى أصبحوا سجناء داخل قضبان من أشواك تجعلهم صامتين عاجزين عن التعبير والتواصل والبوح بما يجول في خاطرهم على الرغم من ذكائهم الخارق في بعض الجوانب، وحبهم للعب والمشاركة، لكن الشبح الذي في داخلهم أبى ان يجعل اجسادهم تترجم الرسائل التي يطلقونها، بل أحيانا تترجم بشكل خاطئ.
هم ثلاثة أبطال، بل فرسان خاضوا حربا ضروس ضد شبح التوحد المزعج وتفوقوا أخيرا في حربهم هذه، هؤلاء الثلاثة هم:
ـ الباحث السعودي والبروفيسور مصطفى عبدالله الصالح، الأستاذ والاستشاري لطب الجهاز العصبي للأطفال في كلية الطب في مستشفى الملك خالد الجامعي بجامعة الملك سعود.
ـ الدكتور إبراهيم بن علي العريني، الأستاذ المشارك واستشاري أشعة المخ والأعصاب في كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي بجامعة الملك سعود.
ـ الدكتور توماس بوسلي، استشاري أمراض أعصاب العيون في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون.
توصل هؤلاء الثلاثة الى تحديد الجين المسبب لمرض وراثي جديد تم اكتشافه أول مرة واطلق عليه اسم متلازمة بوسلي ـ صالح ـ العريني، وتعود هذه التسمية نسبة لأسماء مكتشفيه الثلاثة.
وحول ذلك، أكدت عبير الصفران مسؤولة مركز Abeer2 لذوي الاحتياجات الخاصة بقولها: «ان اكتشاف الجين المسبب لهذا المرض استغرق ما يقارب السنتين من الأبحاث المتواصلة بالتعاون مع جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأميركية».
وأردفت: «تؤكد الأبحاث ان أهم الظواهر المصاحبة لمرض التوحد هو الاضطراب الذي يحدث في حكة العينين ويظهر على شكل «حَوَل» وتشوهات خلقية في الأذن الداخلية تسبب الصم وكذلك اضطراب في النمو».
وتتحدث الصفران بسعادة بالغة وتقول: «أصبح الحلم حقيقة أخيرا، ولذا أبارك وأطلق التهاني ومن أعماق قلبي لهذه «البشارة» السعيدة على قلوبنا جميعا آباء وأمهات وإخوة واطفال وشباب، وأتمنى من المولى القدير ان يحفظ ابناءهم وقرة أعينهم وان يبعد عن كل أم وأب شبح التوحد الأسود عن فلذات اكبادهم».
فكل الشكر والتقدير للباحثين الثلاثي لجين متلازمة «بوسلي ـ صالح ـ العريني»، الأبطال الذين قاموا بفك رموز اللغز الذي أسر الآلاف من الأطفال خلف القضبان الشوكية المؤلمة وحل لغز التوحد واكتشافه.
[grade="00008B FF6347 008000 FF1493"]الخبر منقول من جريدة القبس بتاريخ 9-11-2005 [/grade]
ساتواصل معكم باخبار قد نشرت سابقا بالنسبة لهذه الفئة من خلال جريدة القبس ( المعدة لصفحة ذوى الاحتياجات الاخت / فاطمه دشتى ) ولم يسعفنى الوقت لنقلها لكم
المفضلات