المشهد الأول : أجتماع قادة الأنقلاب
مجموعة من الضباط وأخرى من النشطين في الحزب المستور يجتمعون ويحددون ساعة الصفر ليبدأو بتغير ملامح الدولة ، ويقسمون على عدم الخيانه .
أحدهم ماذا نقول للناس بعد نجاحنا ؟
يرد آخر بعد أن نسيطر سيكون خطابنا موجه للفقراء والمزارعين والعمال والطبقة العامة ، فندغدغ مشاعرهم بشعارات رفع الظلم عنهم ، ونشر العدل والمساوات ، وحقوقهم المسلوبه ، ونطلب منهم الخروج للشارع تأييدا لنا .
فكرة رائعه فهم نصف المجتمع !!
بدأت الثورة ونجح الأبطال الثوريين أصحاب الشعارات الجميلة ، وفرح بشعاراتهم الناس .
سحقوا الملك وقتل كل من أرتبط معه من الأمبرياليين والخونه خدام الأستعمار .
المشهد الثاني : الناس
أجتمع الناس حول المذياع وفي المقاهي ينتظرون ليعرفوا أبطالهم ومنقذيهم ليلقوا لهم خطابهم حول هذه الثورة العظيمة .
أحدهم من هؤلاء الأبطال ؟
يجاوب آخر هم الضباط "الأشرار" أقصد الأحرار اللذين لا يفرقون بين عامل وصاحب مصنع ، ولا بين مزارع وأقطاعي ، ولا بين فقير وغني ، أبشروا بالخير فعصر الفقر ولى وأندثر .
آخر يقول الله يبشرك بالخير ، لقد شوقتني لأسمع الخطاب .
المشهد الثالث : الخطاب
أيها الشعب العظيم ، يا أبناء هذه الأمه المجيدة " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
اليوم هو عيد التحرر من العبودية والأمبريالية والأستعمار والفساد .
اليوم هو عيد الحرية والمساوات والعدل والقضاء على الخونة والمفسدين .
اليوم هو عيد العمال والمزارعين والفقراء والشبيبة .
أيها الشعب المناضل لقد قام أخوة لكم من الضباط بالتضحية من أجلكم ، ليرفعوا عنكم الظلم والقهر والفقر .
أيها الشعب الأبي لقد ولى عصر الطغاة الأمبرياليين ، وأنتهى عصر الأستعباد والخونه .
أيها الشعب المقهور لقد زال عنكم القهر والفقر وسوف تنعمون بخيرات وطنكم ، وثرواتكم المسلوبه
سوف تنعمون بالحرية والعدل والمساوات .
فأبشروا أيها الشعب العظيم .
عاشت الثورة وعاش شعبنا المناضل الصابروعاشت الأمة العربية والموت لأعداء الأمة .
المشهد الرابع : الناس
خرجت تملأ الشوارع رافعين شعارات " عاشت الثورة ، وعاش ضباطها ، والموت لأعداء الأمه .
المشهد الخامس : الأذاعة
بيان رقم "1"
جاءنا من القيادة العامة للثورة الآتي " على كل أبناء شعبنا العظيم عدم الخروج للشوارع ، والأبلاغ عن الخونه أتباع الشيطان والمستعمرين ، والتعاون مع أخوانهم وأبنائهم الثوار ، وسوف يحضر على الجميع التجول بعد السابعه حتى أشعار آخر"
لقد عين الثوار الزعيم ........ رئيسا للبلاد لحين عمل أنتخابات عامة ، ويختار الشعب من يحكمه .
المشهد السادس : بعد عام
الثوار مشغولين في البحث عن أعداء الأمة من الأمبرياليين والخونه .
الثوار منشغلين في توزيع المناصب والأدوار على بعضهم البعض .
الناس يخرجون رافعين صور المهيب الزعيم الذي قاد الثورة .
المشهد السابع : أنتهى العام ودخل آخر
ما زال الناس على وضعهم بل أزدادوا فقرا وقهرا .
وما زال الثوار الأبطال منشغلون بتصفية أعدائهم .
وما زال الوضع على ما هو عليه ، ولكن حتما هناك بصيص من الأمل .
المشهد الثامن : صراع الثوار
بعد أن قاموا الأبطال بتصفية جميع من عارضهم ، وهرب منهم من هرب ، بدأ الصراع الجديد بينهم
وأخذت التصفية حقها من أبناء الثورة ، " طبعا للسيد الرئيس " وأستمر صراعهم على حساب الوطن والمواطن ، وعلى حساب من ساندهم من الشعب المسكين الحالم بعيش أفضل .
المشهد التاسع : عاش الرئيس
بعد أن كان شعار الناس عاشت الأمة أصبح الشعار عاش الرئيس ، وبالروح وبالدم نفديك أيها القائد
وما زالوا يحلمون بأن الأمل آتي ، والخير يملأ الثورة وزعيمها ، والعدل والحرية ستأتي قريبا ، وسيفي
الزعيم بوعوده .
المشهد العاشر : بعد أربعين عام
الزعيم المناضل قتل زملاء الثورة وأستبدلهم بجدد .
الزعيم القائد يقتل كل من يطالب بشعارات الثورة .
الزعيم الأوحد يمنع كل وسائل الأعلام والحريات بسبب نظام الطواري .
الزعيم يسخر ثروات البلد لشراء ولاءات جديدة ، مستغلا الظروف الصعبة للناس .
الزعيم أصبحت قضيته أكبر ، فلا الشعب ولا الوطن مهم ، بل المهم هو القدس والأمة العربية المجيدة ، ولأجل ذلك على شعبه أن ينخرط بحزبه وجيشه ، وأموالهم يجب أن يستغنوا عنها من أجل قضية العرب والعروبة .
الزعيم بقى على عرشه ، وشعاراته معلقة على الجدران وفي نشرة الأخبار الرسمية ، والشعب ما زال يحلم بشعاراته .
وبعد كل تلك السنين ، وكل تلك التغيرات والأحداث ، ما زال هذا الشعب يحلم بتلك الشعارات ن وما زال يخرج بالمظاهرات من أجل السيد الرئيس .
وبعد كل هذه الأعوام لا الشعب حصل على الحرية والعدل والمساواة ، ولاتمتعوا بثروات وطنهم ، ولم تعد لهم القدس ولا حتى ماذهب من بعدها من أراضي.
تحياتي أيها الزعيم ، وتحياتي لحلمنا العظيم .
المفضلات