الصّباح مُنعش..والسّماء تتلبّد بالغيوم منبأةً بمهرجان مطر،وعيناك تتلألآن فرحاً،فتذكّرت كلماتكِ قبل أشهر يوم كنتِ تذوبين حرّا وكمدا…..
_ لو تعلم كم أحب الشتاء…كم أحب المطر!!
لم تكن المسافةَ بيننا وبين مطعمنا المفضّل إلاّ بضع دقائق حين بدأت هبات السماء بالهطول، فدبّت في أوصالنا نشوةٌ عارمة ..وقرّرنا المسير تحت رذاذ المطر ……
لطالما وقفتُ صبيّاً أمام بيتنا القديم ،أرقبُ الشوارع والبيوت وهي تسبحُ عاريةً أمامي ثمّ تعزف (المرازيب)سمفونيتها الجميلة.. فينساب في داخلي خيطٌ من حزنٍ شفيف يلتفّ حول قلبي ……
شعرتُ بدفئك يجتاحني وأنت تتعلّقين بذراعي وتضمّينها إلى صدرُكِ..ثُمّ فرحتُ كطفلٍ وأنا أسمعُ كلماتكِ المبلّلة بالمطر…….
_أرجوك أحضنيّ ….قبّلني….
فتعثّرت خطواتي نشوةً ….وقلتُ مستدركاً….
- النّاسُ يراقبوننا..ماذا سيقولون..أنتبادلُ الحبّ والمدينةُ تحترقُ في الجانبَ الآخر!!!!
- الّلعنةُ على الحرب….الّلعنةُ على كلّ شيء..ألا يدعونني أهنأُ معكَ للحظات…
لا أدري لما تمنّيت لحظتها أن نسير حفاةً في الوحل..بلا حقائبِ عمل..أو حقائب عمر…فأشاكسُكِ وأزيل قطراتِ البللِ عن شعرُكِ البصراوي….
فجأةً.. أحسستُ بأكفّكِ تتراخى..وسبحتْ ذراعي يتيمةً في الهواء …..
_مابكِ حبيبتي ؟؟
_ أنظر إنّها دوريّةٌ أميركيّة..!!
فضحكتُ من كُلّ قلبي وأحسستُ بقطرات المطر تدخلُ فمي ..وأنتشيتُ لعذوبتها ….. وقلتْ:
_حبيبتي لا تخافي ….إنّهم الآن جنودٌ مبلّلون…!!!
المفضلات