جلست وصديقاتي في إحدى الغرف نتجاذب أطراف الحديث وكان التلفاز مفتوحا على القناة الأولى
ينقل لنا احتفالات مدينة الرياض بالعيد ، وقد كان الصوت مكتوما ،ويرجع ذلك إلى رغبة محدثتي بذلك فهي من النوع الذي لا يحب إطفاء التلفاز ، لو لم يكن فيه ما يدعو إلى المشاهدة ،كنوع من الإيناس و التسلية...
المهم .....
كانت الصورة المنقولة ،تصور حشدا كبيرا من الشباب السعودي في إحدى الصالات ، وكان من الواضح أن الأجواء ، تعج بالغناء و الموسيقى ، وذلك واضح من خلال رقص أولئك الشباب....
و أي رقص.....
و الله لم يدعو لراقصات النساء شيئا ....
أخذت الصديقات بالتعليق على تلكم الصورة..... ما بين
(شوفي عقاله طااااااااااح)
(لا ... لا شوفي الثاني طاح شماغه)
(الحمد لله هذا رافع الثوب مرررررررة......من كثر يردح)
و.......و.......و......
بالنسبة لي ..... عندما يرقص الرجل ، سعوديا كان أو غير سعودي،فلا يكون الساقط عندي..
شماغه أو عقاله أو جاكيته
بقدر ما تسقط من عيني
رجولته
وهيبته
بل وحتى وسامته
........
والله إن لا أرى الشاب طويلا ،وسيما ،أنيقا ، قوي البنية ،فلا يلبث أن يسقط كل ذلك من عيني
لتتبدل وسامته قبحا ، و أناقته قشورا ، وهيبته سفها ،ورجولته و قوته ضعفا
وذلك في موضعين...
حينما يتسكع في الطرقات و المؤذن يقيم لصلاة الفريضة....
و
حينما يرقص...
أجمل ما في الرجل عندي بعد خلقه و دينه
رجولته ،مروءته ، رزانته ، وهيبته
وكل هذه الأربعة تسقط عندما يرقص ، قبل أن يسقط شماغه و عقاله
بل إن سقوطها أفجع و أشنع ،فلأن كان في مقدوره أن يعيد شماغه و عقاله ،إلى وضعيتهما
الأولى ، بل و لربما إلى وضعية وهيئة أجمل ،فإن تلك الأربعة لا تعود ، لأنها ليست بماديات يتناولها المسلم بيده
ليبحث لها عن مكان مناسب......
هي معنويات ، ومبادئ ومُثُل ، لا تعود ، ولا تُمْتلك ، إلا حينما يعود له عقله وخلقه
قد يقول قائل..... ليس كل من رقص من الرجال بلا أخلاق و لا عقل !!!!!!!!!!
أقول نعم .... ولكنه ناقص الأخلاق ..... و .... سفيه
أما لماذا هو ناقص الأخلاق ....
فلأن الرجولة من أجمل أخلاق الرجال ،وحينما يرقص الرجل ،ويهتز ويتمايل ،فأين هي رجولته؟!!!!
وأما لماذا هو سفيه....
فلأن العقل و الرقص لا يجتمعان،ولإن كان الرقص يُضيّعُ في المرأة رزانتها وعقلها وحيائها ، فكيف الحال إذا كان الراقص رجلا؟!!!!
كما أن علماءنا كانوا يرون أن من خوارق المروءة ،أن يمشي الرجل ويغني ،فكيف به إذا رقص؟!!!!
.
.
هنالك من الشباب ،من لا يكون ملتزما ، بمعنى الإلتزام ، بل عليه شيءٌ من المؤخذات الدينية ، كحلق اللحية مثلا ، ولكنك إذا ماجالسته وعاشرته وجدته ،مرضي الخُلق
عاقلا
رجلا
بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ....
فأنعم به من شابٍ و أكرم
وسلامي .....
إلى كل رجلٍ ، يَعِي أنه رجل .
المفضلات