النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

  1. #1
    راعي محل الصورة الرمزية هموم داعيه


    تاريخ التسجيل
    10 2005
    العمر
    54
    المشاركات
    135
    المشاركات
    135

    فكرة أين أهل المعاصي من بركات الطاعة



    [blink]أين أهل المعاصي من بركات الطاعة[/blink]

    إخواني كثيراً ما سمعنا وقرأنا عن آثار الذنوب والمعاصي ولكن قليلاً ما نسمع ونقرأ عن آثار الطاعة والإيمان والصلاح فلو علم المسلم ما للطاعة والايمان والعمل الصالح من آثار مباركة في حياته وبعد مماته لعاش حياته ذاكراً مخبتاً خاشعاً طائعاً للواحد الديّان .

    [blink]أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟ [/blink]

    فالطاعة أولاً راحةٌ للقلب وانشراحٌ للصدر وطمأنينة للنفس

    إنّ المؤمن إذا سمع منادي الله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال: سمعًا وطاعة لربِّنا، فبادرَ بالوضوء وإتيان المسجد رغبةً في الخير، وحبًّا لهذه الصلاة،
    فهو يجدُ فيها راحةَ قلبه، ويجد فيها انشراحَ صدره، ويجد فيها طمأنينةَ نفسه، ويجد فيها قرَّة عينه، فهو لا يسأمُها ولا يملّها ولا يستثقلُها، بل أشرفُ اللحظاتِ وأسعدُ الأوقات أن يكون في صلاته مناجيًا لربّه، فتلك اللحظاتُ أسعدُ لحظاته وأكملها وأغلاها عنده، مقتديًا بنبيه صلى الله عليه وسلم القائل:
    ((حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب، وجُعلت قرّة عيني بالصلاة)) وقوله: ((أرِحنا يا بلال بالصلاة)) فيجد في الصلاة لذَّةً وطمأنينة وراحة وانبساطًا.

    [blink]أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟[/blink]

    فالطاعة ثانياً تُزكي النفس وُتهذِّب الأخلاق و تفتح أبواباً لطاعاتٍ أُخرى
    إن للأعمال الصالحة أثرًا في زكاة قلبِ العبدِ ونفسه، فالأعمالُ الصالحة تزكيِّ قلبَه وتهذِّب أخلاقَه وتفتح أبوابا لطاعاتٍ أخرى فالحسنة تلد حسنات أخرى

    ولذا قال الله: في اثر الزكاة والصدقات
    ((خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا)) التوبة:103.
    والصلوات الخمس كفارةٌ لما بينها من صغائر الذنوب، ومَثَل الصلواتِ الخمس كمثَل نهر جارٍ بباب أحدِنا يغتسلُ منه كلَّ يوم خمسَ مرات، وما فائدة ذلك؟ لا يبقى من درنه شيء والصلاة كذلك تنهى عن الفحشاء والمنكر
    وفي الصيام قال الله تعالى في أثره ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))البقرة183
    وكذلك والحج وسائر الطاعات
    [blink]
    أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟[/blink]

    فالطاعة ثالثاً قوةٌ وبركة في البدن
    جاء في البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة حين طلبا خادم (( إذا أويتما الى فراشكما أو إذا اخذتما مضجعكما فكبرا أربعاًوثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين ))
    ومن هذا الحديث استنبط العلماء أن الطاعة عموماً والذكر خاصة يزيد المؤمن قوة الى قوته وهاهو نبي الله هود عليه السلام يوصي قومه ويقول كما قال تعالى
    ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ))هود52

    [blink]أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟[/blink]

    فالطاعة رابعاً سكينة ورضا وحلاوة

    إن المتأمل في أمور الحياةِ وشؤون الأحياءِ يجِد فئاتٍ مِن النّاس تعيش ألوانًا من التعبِ والشقاء، وتنفث صدورُها أنواعًا مِن الضّجَر والشّكوى، ضجرٌ وشقاء يعصِف بالأمانِ والاطمِئنان، ويُفقِد الراحةَ والسعادة، ويتلاشى معه الرّضا والسّكينة، نفوسٌ منغمِسةٌ في أضغانِها وأحقادِها وبؤسِها وأنانيّتها.
    ويعود المتأمل كرّةً أخرى ليرَى فئاتٍ من النّاس أخرى قد نعِمت بهنيءِ العيش وفُيوض الخَير، كريمةٌ على نفوسها، كريمة على النّاس، طيّبة القلبِ سليمة الصدر طليقة المحيَّا.
    ما الذي فرّق بين هذين الفريقين؟ وما الذي باعَد بين هذين المتباعِدين؟ إنّه الإيمان وحلاوةُ الإيمان،
    ((ذاق طعمَ الإيمان من رضيَ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد صلى الله عليه وسلم رسولاً)) حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد ومسلم

    هل للإيمان طعم

    إخواني للإيمان طَعمٌ يفوق كلَّ الطعوم، وله مذاقٌ يعلو على كلّ مذاق، ونشوةٌ دونَها كلُّ نشوة. حلاوةُ الإيمان حلاوةٌ داخليّة في نفسٍ رضيّة وسكينة قلبيّة، تسري سَرَيان الماءِ في العود،
    وتجري جَرَيان الدّماء في العروق، لا أرَقَ ولا قلق، ولا ضِيق ولا تضيِيق، بل سعَةٌ ورحمة ورضًا ونعمة، ((ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمًا)) النساء:70، ((ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ)) الحديد:21.
    الإيمانُ بالله هو سكينةُ النّفس وهداية القلب، وهو منارُ السّالكين وأمَل اليائسين وأمانُ الخائِفين ونُصرة المجاهدِين، وهو بشرَى المتّقين ومِنحَة المحرومين. الإيمانُ هو أبو الأمَل وأخو الشّجاعة وقرينُ الرجاء، إنّه ثقةُ النّفس ومجدُ الأمّة وروحُ الشعوب.
    [blink]
    أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟[/blink]

    فالطاعة سعةً في الرزق ومحبةً في قلوب الخلق ونوراً في الوجه

    أخي الحبيب
    هَل رأيتَ ـ رحمَك الله ـ زِيًّا ومنظرًا أحسنَ وأجمل من سَمت الصّالحين؟!
    وهل رأيتَ ـ وفّقك الله ـ تَعبًا ونصبًا ألذّ من نعاسِ المتهجّدين؟!
    وهل شاهدتَ ـ حفِظك الله ـ ماءً صافيًا أرقَّ وأصفى من دموع النّادمين على تقصيرهم ومتأسِّفين؟!
    وهل رأيتَ ـ رعاك الله ـ تواضُعًا وخضوعًا أحسنَ من انحناء الراكعين وجِباه السّاجدين؟!
    أخي الحبيب
    هل رأيتَ ـ عافاك الله ـ جنّةً في الدّنيا أمتع وأطيب من جنّة المؤمن وهو في محراب المتعبِّدين؟! إنّه ظمأ الهواجِر ومجافاة المضاجع، فيا لذّةَ عيشِ المستأنسين. هذه حلاوتُهم في التعبُّد والتحنّث.
    أمّا حلاوتُهم في سَبح الدّنيا وكدِّها وكدحِها فتلك عندهم حلاوةٌ إيمانيّة، تملأ الجوانِحَ بأقدار الله في الحياة، اطمئنانٌ بما تجري به المقادير، رضًا يسكن في الخواطِر، فيُقبِل المؤمن على دنياه مطمئنًّا هانئًا سعيدًا رضيًّا مهما اختلفت عليه الظروفُ وتقلّبت به الأحوال والصّروف،
    لا ييأس على ما فات، ولا يفرَح بطَرًا بما حصّل. إيمانٌ ورضًا مقرون بتوكّلٍ وثبات، يعتبِر بما مضَى، ويحتاط للمستقبَل، ويأخذ بالأسبابِ، لا يتسخّط على قضاءِ الله، ولا يتقاعَس عن العمل، يستفرغ جهدَه من غير قلَق، شعارُه ودثارُه:
    ((وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)) هود:88
    موقنٌ أنّ ما أصابَه لم يكن ليخطِئَه، وما أخطأه لم يكن ليصيبَه، لو اجتمع أهلُ الأرض والسماوات على نفعِه بغير ما كتِب له فلن يستطيعوا، ولو اجتَمَعوا على منعِه ممّا قدِّر له فلن يبلُغوا، لا يهلِك نفسَه تحسّرًا، ولا يستسلِم للخَيبة والخُذلان، معاذَ الله أن يتلمّس الطمأنينةَ في القعودِ والذّلّة والتّخاذل والكسَل،
    بل كلّ مساراتِ الحياة ومسالكِها عنده عملٌ وبلاء وخير وعدل وميدانٌ شريف للمسابقاتِ الشّريفة، جهادٌ ومجاهدة في رَبَاطة جأش وتوكّل وصبر، ظروف الحياةِ وابتلاءاتُها لا تكدِّر له صفاءً، ولا تزعزِع له صبرًا، ((عجبًا لأمر المؤمِن،
    وأمرُه كلّه خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، ولا يكون ذلك إلاّ لمؤمن))
    بالإيمانِ الرّاسخ يتحرّر المؤمن من الخوفِ والجُبن والجزَع والضَّجر، ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـٰنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ)) التوبة:51، لا مانعَ لما أعطى ربُّنا، ولا معطيَ لما منَع، ولا ينفع ذا الجدِّ منه الجدّ، وربّك يبسط الرزقَ لمن يشاء ويقدر.

    اللهم حبب الينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكرّه الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين .

    أمير بن محمد المدري



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #2
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    الأخ الكريم :
    يسلموووا ألف مرة على الموضوع المفيد والغني بالمعلومات ..
    جزاك الله كل الخير ...




  3. #3


    أشكرك أخوي هموم داعية على مواضيعك المميزة,
    والمفيدة للكبير والصغير,


    وأعجبني نقلك الهادف, لدرجة أني حفظت هذه الصفحه على جهازي الخاص,
    واريد ان اسئذنك بنشرها..



    [blink]تحياتي أخوك المحب,[/blink]



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  4. #4
    راعي محل الصورة الرمزية هموم داعيه


    تاريخ التسجيل
    10 2005
    العمر
    54
    المشاركات
    135
    المشاركات
    135


    [blink]ايمان قويدر [/blink]
    مشرفة مضيف الإهداءات
    باااارك الله فيك

    [blink]الدغيشم الشمري [/blink]
    راعي محل
    تحياااتى لك مسموح يالحبيب شكر الله لك حرصك




  5. #5


    جزاك الله خير على السماح,

    والحرص على عموم الفائدة,

    وعلى ردك السريع,



    [blink]تحياتي,[/blink]



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  6. #6
    ذَاَتَ شَغَبْ الصورة الرمزية سيدة القـــــلم


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    الدولة
    لستُ اتو
    المشاركات
    5,533
    المشاركات
    5,533


    جـــزاكـ الله خير اخوي ابو غـــازي..

    وينفع بعلمكـ البلاد والعبـــاد..








    تحياتي
    عشـق القصـيد



    :



    كِلِمَاْتِيْ تَحْتوِيْ عَلَى نِسْبَة مــُـفـْـرِطَة مِنْ "الكُحول "

    ولاْ يَعْنِيْ هَذاْ بأنِيْ كَاْتِبَة " مُتَرَنِحَه :xsmile: "

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. تهنئة للمضايف بمناسبة شهر الطاعة
    بواسطة المطنوخ في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-08-2009, 02:35
  2. ترى المعاصي لها برهان ....
    بواسطة ((عبدالله بن غيث)) في المنتدى مضيف ا لشّعر الشعبي"النّبطي"
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 02-04-2008, 01:43
  3. فوائد ترك الذنوب و المعاصي
    بواسطة شام في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09-09-2007, 22:07
  4. فطوبى للذي ترك المعاصي
    بواسطة ابو ضاري في المنتدى الشعر المنقول
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-04-2007, 01:28
  5. فطوبى للذي ترك المعاصي
    بواسطة ابو ضاري في المنتدى مضيف فيض المشاعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-04-2007, 02:34

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته