السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الإفراط والتفريــط .. داءان يفسدان الطبـع .. ويعطلان التطبــع السـوي
إنسجاما ً مع حيثيات السلوك ، وتداعيات العيـش ، وهواجس الفطـرة
السليمــة قولا ً وعملا ،،،
والمرء المصاب بأي من الدائيـن بلاء لنفسه .. وإبتلاء لغيرهـ من البشر
الذين لا ذنب لهم في فساد طبعه ، وإعتلال توازنه ؛ إفراطا او تفريطا !!
وهو لغز محيـر لخبراء النفس والتربية والإجتماع ؛ حيناً ،
وحيناً آخر ؛ يتعاملون معه كحالة مرضية تستحق التصدي ..
إنقاذاً لصاحبها من نفسه ..
وصيانة للآخرين من اذاهـ ـ الدانين منه والقاصين !!
وللدلالة على شيوع هذهـ الظاهرة المرضية بأمثلة من نسيج حياتنا المعاصرة ،،،
فمثلا ً :-
الإفراط في تناول الطعام لا يقل ضرراً عن الحرمان منه ، كلاهما يُجهد خلايا
البدن ، ويودي بصاحبه الى شيء من اعياء لا يستوي معه قول ولا عمـل !؟
والإفراط في الحب يجنح بصاحبه الى هاوية الشر ، ويوغر صدرهـ ضد صاحبه
بعواطف متضاربة من الغيرة والحقد ـ بل ونزع من العدوان على من يحب ـ ،،،
وهناك المفرطون في مثاليات العمل وأخلاقياته على نحو يضرهم ،
ويضر غيرهم ، فهم لا يرضون عن شيء ـ ولاحتى عن انفسهم ـ لأنهم في ظنهم
ينشدون الكمال ! في كل شيء ؛ او يتظاهرون به على الأقـل ، ويحتقرون الخطأ
وفاعله ؛ ويفتعلون ذلك الى درجة من الجنون ؛ لكنهم ينسون ان الكمال
للخالق لا للمخلوق ؛ وأن الخطأ غير المتعمد مدرسة يتعلم منها وفيها المرء
سبـل الصواب ، ونقيضهم اولئك الذين يفرِّطون في اداء ما كلفوا به ؛ فيكون
نصيبهم الفشل ، ومن عجب ان الكارهـ للخطأ ؛ طلبا ً للكمال ، والمتساهل
فيه ؛ زهدا ً في الفوز ، يردان مورد الفشل ـ في خاتمة المطاف !!
***
اللهم هب لنا من لدنك حكمة التقدير فيما نقول ونفعل ؛ فلا إفراط ٌ يعمي
البصيرة ؛ ولا تفريط يذيب الإرادة !!
والسوي من البشر من كان بين ذلك قواما ً !!؟
لكم التحيـــــــة ،،،
والسلاااااااام ...
..
المفضلات