الأفراط والتفريط:-

يقول ابن القيم في هاذه المسأله:

((وماأمرالله-عز وجل- بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان:إما تقصير وتفريط ،وإما إفراط وغلو ،فإنه يأتي إلى قلب العبد فيشامه ، فإن وجد فيه فتوراً وتوانياً وترخيصاًأخذه من هذه الخطة ،فثبطه وأقعده ،وضربه بالكسل والتواني والفتور ،وفتح له باب التأويلات والرجاء وغير ذلك ،حتى ربما ترك العبد المأمور جملة .
وإن وجد عنده حذراً وجداً ،وتميزاً ، وأيس أن يأخذه من هذا الباب ،أمره بالاجتهاد الزائد ،وسول له أن هذا لايكفيك ، وهمتك فوق هذا ، وينبغى لك أن تزيد على العاملين ،وأن لا ترقد إذا رقدوا،وأن لا تفطر إذا أفطروا ،وأن لا تفتر إذا فتروا،وإذا غسل أحدهم يده ووجهه ثلاث مرات ،فاغسل نت سبعاً،وإذا توضأ احدهم للصلاة،فاغتسل أنت لها ، ونحو ذلك من الإفراط والتعدي،فيحمله على الغلو والمجاوزة،وتعدي الصراط المستقيم،كما يحمِلُ الأول على التقصير دونه وألايقربه.
ومقصوده من الرجلين إخراجهما عن الصراط المستقيم :هذا بألا يقربه ولايدنو منه ،وهذابأن يجاوزه ويتعداه، وقد فتن بهذا أكثر الخلق ،ولا ينجي من ذلك إلا علم راسخ ،وأيمان وقوة على محاربته،ولزوم الوسط. والله المستعان)) .

تحياتي