بنت الجبال .. وأخت القصيد
عروس الشمال ..
عروس الغيم ..
أو باختصار (( حــائــل ))
تغزل فيها الدكتور غازي القصيبي قائلاً :
أتيت أعبر من بحر الهوى لججا حتى لقيتك طلـق الـروح مبتهجـا
لثمت جبهتـك السمـراء أعرفهـا للكبـر منطلقـا للعـز منعرجـا
سرحت عيني في وجه ملامحه السحر فيها وحلـو الهيبـة امتزجـا
ياحائل المجد كم مجد شمخت به تندي الشواهق مـن تذكـاره ارجـا
ما زلت تبتكرين المجد ملحمة إن شاعـر هزجـا او فـارس لهجـا
ما زال حاتم يقري الضيف ماتركت نيران حاتم في ليل الضيوف دجى
سفي البطولات لم يصدأ ولا تعبت أكف من علموه الضرب والوهجـا
يا حائل المجد مجدي أن أكون هنا أنيخ قلبي في سلمى الرؤى وأجـا
هديتي بضع أبيات ولو سمحت لنـا الأمانـي لأهدينـا لـك المهجـا
كلمات / د.غازي القصيبي
لمحات جغرافية:: نبذة
تقع منطقة حائل بقرب خط الطول 30-41 و خط عرض 33-27.
تبلغ مساحتها الإجمالية 118.232 كيلو متر مربع.
يقدر عدد السكان حوالي 655.000 ألف نسمة. أي بكثافة سكانية تصل 4.23 نسمة لكل كيلو متر.
عدد القرى و الهجر 495 محافظة و مركز.
يوجد في المنطقة ثاني بئر في العالم من حيث اندفاع الماء بعمق 1000م ، حيث يبلغ ارتفاع الماء من فوهة الأنبوبة ما يزيد على 60 متر و الماء شديد الحرارة.
يوجد في المنطقة وادي من أهم الأودية و تقع عليه منطقة حائل و يبلغ طوله حوالي 160 كيلو متر و هو الأديرع.
تبعد حائل عن الرياض 650 كيلو متر ، وعن المدينة المنورة 450 كيلو متر ، وعن بريده 290 كيلو متر ، وعن تبوك 650 كيلو متر ، وعن خط الأنابيب 400 كيلو متر.
ترتفع حائل عن سطح البحر 615 متر ، يبلغ طول جبل أجأ حوالي 100 كيلو متر و عرضه 25-30 كيلو متر و أعلى قمة فيه 1350 متر ، يبلغ طول جبل سلمى حوالي 60 كيلو متر و عرضه 13 كيلو متر و أعلى قمة فيه ترتفع 1200 متر عن سطح البحر.
لمحات جغرافية:: المناخ
الحقيقة البديهية المسلم بها هي إن لطبيعة منطقة حائل انعكاسات طيبة على النفوس والمشاعر يحسها ويستشعرها المقيمون في المنطقة والزائرون لها , فإذا تجاوزنا المظاهر الجمالية الخلابة للمنطقة فإن لهذه الحقيقة أسباب مادية في طبيعة تركيب البيئة للمنطقة وتأتي العوامل المناخية في مقدمتها.
إن منطقة حائل منطقة جافة المناخ لبعدها عن البحر ولقلة هطول الأمطار ,فالرطوبة النسبية منخفضة والتبخر مرتفعا ولا سيما في أشهر الصيف التي لا تسقط فيها الأمطار.
أما من حيث اعتدال الجو ومواعيد هطول الأمطار وهدوء الرياح وصفاء الرؤية فان منطقة حائل معتدلة وذات مميزات فريدة بوجه عام ويعود ذلك إلى عاملين كل منهما في غاية الأهمية.
العامل الأول: أن منطقة حائل تقع بعمق 600 -100 كيلو متر تقريبا شمال خط مدار السرطان فيما يعرف بالمنطقة المعتدلة الشمالية.
والعامل الثاني: إن منطقة حائل ترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 650 - 1000 م بالنسبة للأراضي المستوية و 1000 - 1350 م بالنسبة للجبال.
ومعروف إننا كلما اتجهنا شمالا أو ارتفعنا إلى أعلى انخفضت الحرارة والعكس بالعكس.
إن أمعدل درجة حرارة في فصل الشتاء هو 7 - 13 درجات مئوية وأعلى معدل في فصل الصيف 21- 39 درجة مئوية وانخفاض درجة الحرارة شتاء تحت الصفر يفيد المزروعات الشتوية , خاصة القمح والشعير.
ونزول الثلج يكسب الطبيعة في منطقة حائل رداء ابيضا رائعا والناس المجربون يتفاءلون خيرا بالسنة التي ينزل فيها الثلج لأنه يبشر بالخصب بالرغم من إن انخفاض درجة الحرارة يلحق بعض الأضرار بالمواشي , إلا أنه يقضي على كثير من الآفات الحشرية والفطرية التي تسبب أنواعا من الإمراض للنوع الحيواني بصورة عامة.
لمحات تاريخية:: نبذة
لا احد يستطيع إن يحدد تأريخا بعينه لنشأة المدينة ... غير انه من المؤكد إنها نشأت في عصور ما قبل الميلاد ... وهو ما يجمع عليه المؤرخون بدليل وجود العديد من الآثار "الثمودية والنبطية والحبشية". ومن أشهر من سكنها قبل الإسلام قبيلة طيء التي ينتسب إليها "حاتم الطائي" الذي كان ولا يزال مضرب المثل في الكرم. وكذلك نشأتها تعود بالتقريب لأكثر من ألف سنة حيث يؤسس الاستنتاج هذا على وجود بعض الآثار في أسفل مدينة حائل التي تسمى "السويفلة" و "الربيعية" و "الجر" ، إضافة إلى وجود بعض المساجد التي تتجه صوب بيت المقدس ، وقيل إن بعضها أثار لمعابد قديمة قبل ظهور الإسلام. وقد استمدت منطقة حائل أهميتها التاريخية من خلال موقعها المتميز والفريد وقد وصفها بعض المستشرقين بأنها "مفتاح الصحراء" نسبة لذلك الموقع. فهي تقع على مفترق الطرق المؤدية للشام والعراق حيث معقل الحضارات القديمة ، كالبابلية والآشورية. وهي أيضا فيما بعد معبر جيوش الفتح الإسلامي جهة الشمال. هذا الموقع الاستثنائي حينما يضاف إليه مستوى التحصين الطبيعي الذي وهبه لها الخالق سبحانه من جبال ورمال وما تميزت به المنطقة من خصوبة لا توفرها الصحاري عادة .. كل هذا جعلها جزء من حركة التاريخ على مر العصور .. وأحداثه. وإذا كان المؤرخون قد سجلوا شيئا من تأريخها في كتبهم وأبحاثهم فإن المنطقة لا تزال تحتفظ بالكثير الكثير من حكايا التاريخ ورواياته والتي لا تزال مطمورة مع أثارها.
السياحة في حائل
تمتاز المنطقة بكثرة متنزهاتها وتعددها بحيث لا يعوز السائح أو الزائر المكان الذي يقضي فيه جزءا من وقته حيث تتوفر أمامه المتنزهات الجبلية العديدة في تلاع الجبال الجرانيتية الوردية ومناظرها الرائعة الخلابة في صفحات الجبال الشاهقة وغابات النخيل الخضراء المتراقصة وفوق بطحاء المسائل ذات اللون المرجاني المتوهج وقرب المياه الجارية الرقراقة خاصة بعد هطول الأمطار , هذه ألاماكن تعد بالعشرات إن لم تكن بالمئات في كل من جبال أجا وسلمى ورمان الأحمر وقنا , أو في الكهوف الصخرية الواسعة في الجبال ذات الصخور الرملية مثل غار زامل في جبل حبران الذي يستوعب عشرات السيارات فضلا عن البشر , وتحتل الأودية التي تظلها أشجار الطلع والسيال على امتداد عشرات الاكيال , فوق بطحاء تلك الأودية النظيفة الفضية والوردية نوعا من هذه المتنزهات , هذا النوع يتوفر في كافة أنحاء المنطقة على امتدادها الواسع, كما تمثل الكثبان الرملية الذهبية جانبا مهما من المتنزهات لمن يهوى نعومة الرمال وليونة الموطئ وإمتاع النظر في مناظرها الرائعة وتعرجاتها وتموجاتها البديعة , أما في فصل الربيع عند ما يكتسي أديم الأرض بالخضرة والازاهير العطرية الفواحة فلا يعوز طالب النزهة المكان الذي يقضي فيه أمتع الأوقات وأجمل اللحظات على امتداد هذه المنطقة وخاصة في موسم جني الفقع أو الكمأة من منابتها فضلا عمن له اهتمام بالمناطق الأثرية ,ولا يغيب عن الذهن أن كل هذه المتنزهات طبيعية ليس للإنسان دخل في إيجادها وإبداع مناظرها إضافة إلى ما أقامته بلدية المدينة والمجمعات القروية في المدن الأخرى ومن أبرز هذه المتنزهات قرية مشار إلى الشمال عن مدينة حائل وتعتبر المتنزهات للسكان والزوار رئة الحياة التي يتنفسون من خلالها متعة البقاء وينفثون فيها وضر همومهم الحياتية اليومية , وتكاد متعة التنزه بين غالبية سكان المنطقة أن تكون جزءا مهما من حياتهم إن لم تكن هذه المتنزهات يومية فأسبوعية أو شهرية وتسمى هذه النزهة ب "القيلة" أما في فصل الربيع فإن الكثير من السكان ينصبون المخيمات بصفة مستديمة يقضون فيها أوقات المتعة على الناظر الطبيعية المتمثلة في المروج والتلال والواحات الخضراء وبين الازاهير متعددة الألوان ما بين أبيض وأزرق وأحمر وزهري حيث تفوح منها الروائح العطرية الفاغمة , هذه المتع يوليها أغلب السكان عناية خاصة لدرجة أن مجموعات الشيوخ والشباب والموظفين والمدرسين قد رتبوا نزهات برية "قيلات" أسبوعية تكون تكلفة كل نزهة على واحد منهم بالدور في كثير من مدن المنطقة وبلدنها وقراها فالتنزه والخروج للبر تكاد إن تكون سمة ثابتة من سمات السكان وكثير منهم لا يهمه من الحياة ألا إن يعيش مستمتعا بها بقدر إمكانياته وذلك بفضل ما أوجده الله في هذه المنطقة من طبيعة جذابة .
المنتزهات الطبيعية::
وادي مشار:
يقع في الطرف الشمالي الغربي من مدينة حائل .. يتميز بطبيعته الجميلة حيث الجبال العالية ذات الأشكال الفريدة و كثرة أشجار الطلح و الشعاب ذات التربة النظيفة. لذا فهو يعتبر من أهم المنتزهات لأهالي حائل و زوراها لسعته و تعدد أمكنته و لقربه من المدينة حيث يصل بينهما طريق معبد.
وقد تم تحويل الوادي بكامله إلى منتزه وطني تحت رعاية المديرية العامة للزراعة و المياه في حائل و في طرفه الأول تقع قرية مشار السياحية.
عقدة:
قرية صغيرة تقع في وسط تحصين جبلي غرب مدينة حائل. و بها مزارع صغيرة و سدود مائية .. شهرة عقدة فاقت محيط المنطقة إلى خارجها لجمالها و تكوينها المميز.
وادي الشعبين:
على طريق الحفير المتفرع من طريق حائل/جبة يبعد عن مدينة حائل 35كم. يتميز بكثافة أشجاره و تعدد أمكنته ويوجد بالقرب منه عيون مائية.
توارن:
عبارة عن وادي طويل متعرج محاط بجبال عالية و هو من الأماكن القديمة في المنطقة و يعتبر من المناطق الأثرية المشهورة و يوجد به القصر الأصفر و قصر و قبر حاتم الطائي. وتوران قرية صغيرة تبعد عن حائل حوالي 55كم على طريق حائل/جبة.
نقبين:
قرية صغيرة ذات مزارع محدودة تقع على جنبات وادي طولي بجبال عالية تنتهي بسد مائي و بجواره أماكن للتنزه.. تصل هذه القرية بمدينة حائل بطريق مسفلت متفرع من طريق جبه.
بلطه :
ضمن جبال أجا تبعد عن مدينة حائل حوالي 25كم جنوبا يوجد فيها شعاب صغيرة و أشجار كثيفة و عيون مائية.
الرصف و السلف :
موقعان متقاربان بينهما مساقط مياه و شعاب متفرقة في جنوب غرب مدينة حائل ضمن سلسلة جبل أجاء وهما قريبان من مدينة حائل بحدود 18كم وقد تم إقامة سد مائي في السلف
غار الحجاج:
عبارة عن غار كبير في أحد الجبال المتصلة بسلسة جبل أجاء عن طريق جبة بعد قرية نقبين شمالا، ويقال أن سبب تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي عندما قصده للاستراحة بعد مروره بالمنطقة إلى الديار الحجازية.
جو:
ضمن جبل أجاء جنوب غرب حائل يبعد حوالي 30كم وهو من الأماكن المشهورة.
كما يوجد العديد من المناطق السياحية ضمن سلسلة جبال أجاء و سلمى من أشهرها: زهرة أجا ، الوريد ، الأزور ، صحا و صحي ، العاجزة ، صيحان ، المختلف ، عانقة ، الصباحة ، مافقه ، ضبع ، شطيب ، اركان ، المشط و غيرهم كثير.
وختاماً تبقى هذه الجميلة اجمل من ما يكتب عنها .. ومن الصور ايضاً ..
دمتم بخير ..
الحزين
المفضلات