السلام عليكم
الشريف الرضيّ
هو أبو الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى. وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما). وأمه فاطمة بنت الحسين بن الحسن الناصر وينتهي نسبها أيضاً إلى الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما).
ـ ولد الشريف الرضي في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة للهجرة، واشتغل بالعلم، فتفوق في الفقه والفرائض وبزّ أهل زمانه في العلم والأدب، لقب بالشريف الرضي الموسوي، لأن سلسلة نسبه تضم موسى الكاظم، وكان والده نقيب الأشراف الطالبيين، ثم آلت هذه النقابة إلى الشريف الرضي نفسه في عام 382هـ ووالده ما زال حياً.
ـ اشتهر الشريف الرضي بالإبداع الشعري والتأليف الأدبي، فأما الشعر فقد تفتحت له قريحته بعد سن العاشرة بقليل، ثم ما لبث أن تفوق وذاعت شهرته الفنية فيه، وكان شديد التأثر بأبي الطيب المتنبي حتى يمكن أن يعد تلميذاً نابهاً في مدرسته، وقد أثنى عليه صاحب اليتيمة فقال عنه: ((لو قلت إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق)). وقال بعض واصفيه: ((كان شاعراً مفلقاً فصيح النظم، ضخم الألفاظ قادراً على القريض متصرفاً في فنونه، إن قصد الرقة في النسيب أتى بالعجب العجاب وإن أراد الفخامة وجزالة الألفاظ في المدح وغيره أتى بما لا يشق له فيه غبار، وإن قصد المراثي جاء سابقاً، والشعراء منقطعة الأنفاس)). تعمق الشريف الرضي في علوم القرآن، وتبحّر في علم الكلام واللغة والنحو، واتخذ له داراً سماها ((دار العلوم))، وكان الطلبة يلازمونها ويعين لهم من ماله، وكان الشريف الرضي ذا هيبة وجلالة وورع وعفة. قال الثعالبي عنه: ((يعد اليوم أبدع أهل الزمان وأنجب سادة العراق، يتحلى مع محتده الشريف بأدب ظاهر)).
ـ وقد ترك ديوان شعر كبيراً طبع عدة طبعات ومن أشهر أعماله: شرح نهج البلاغة في كلام الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، وكتاب تلخيص البيان في مجازات القرآن، وكتاب حقائق التأويل في متشابه التنزيل، وكتاب المجازات النبوية، وأخبار قضاة بغداد، وشعر ابن الحجاج، ومن تأليفه أيضاً: سيرة والده ثم ديوان رسائله.
ـ توفي عام 406 هـ الموافق 1016م.
اجتماع الأضداد حجازية الشريف الرضي الكافية والتي قالها في باب النسيب:
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ظبيةَ البانِ تَرعَى في خَمائلهِ =ليهنكِ اليوم أن القلبَ مرعاكِ
الماءُ عندكِ مبذولٌ لشاربهِ=وليس يرويك إلا مدمعُ الباكي
هبَّتْ لنا من رياح الغَور رائحةٌ=بعد الرُقاد عرفناها بريَّاكِ
ثم انثنينا إذا ما هزّنا طربٌ=على الرِّحال تعلّلْنا بذكراكِ
سهمٌ أصاب وراميه بذي سَلَمٍ=مَنْ بالعراق لقد أبعدتِ مرماكِ
وعدٌ لعينيك عندي ما وفَيْتِ به=يا قُربَ ما كذَّبتْ عينيَّ عيناكِ
حكَتْ لِحاظُك ما في الريم من مُلَحٍ=يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
كأن طرفكِ يوم الجَزْعِ يُخبِرُنا=بما طوى عنكِ من أسماء قتلاكِ
أنتِ النعيم لقلبي والعذاب له=فما أمَرَّكِ في قلبي وأحلاكِ
عندي رسائلُ شوقٍ لستُ أذكرها=لولا الرقيب لقد بلَّغتُها فاكِ
سقى مِنىً وليالي الخَيفِ ما شَرِبَتْ=من الغمام وحيّاها وحَيّاكَ
إذ يلتقي كل ذي دّينٍ وماطلُهُ=منا ويجتمع المشكوُّ والشاكي
لما غدا السِّربُ يعطو بين أرحُلِنا=ما كان فيه غريمُ القلب إلاّكِ
هامتْ بكِ العين لم تتبعْ سواك هوىً=من علَّم العينَ أن القلبَ يهواكِ
حتى دنا البين ما أحييت من كمد =قتلى هواك، ولا فاديت أسراك
يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا =ونطفة غمست فيها ثناياك
وحبذا وقفة والركب معتقل= على ثرى وخدت فيه مطاياك
لو كانت اللمة السوداء من عددي =يوم الغميم، لما أفلت أشراكي[/poem]
تحياتي
المفضلات