أخي نبراس ,,
أختك لم تقع في هذا الوسواس إلا لحرصها على الدين وعلى التمسك بكل مافيه إرضاء لله ولرسوله ,,
وإبليس لعنه الله لايدخل على المؤمنين والمؤمنات إلا من هذا الباب ,,
بعد أن يعجز عن استمالتهم إلى دربه فإنه يدلف إليهم من باب الطاعات حتى يجعلهم يشعرون بالهم والغم كلما هموا إليها ,, ثم يفرطون في طاعات كثيرة ,,
وتجدهم بدل أن يستشعروا الأمن والراحة في ممارسة العبادة فإنهم يصيبهم الضيق والحزن مما يجدونه عند فعلها ,,
أخي الكريم ,,
ليس هناك أفضل من معالجة الداء بمثله ,, ولست أعني بداء مثله لكن ماتشعر به أختك أعانها الله وإن كان في ظاهره جميل إلا أنه بلاء عظيم ,,
دعها تقرأ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في وضوءه وغسله ,,
ذكّرها أنه عليه الصلاة والسلام كان يكفيه لوضوءه ملء كفيه فقط !!
تخيل كيف يمكن أن يكون ملء كفي الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم كافياً له وهو خير البشر وأعلمهم بالدين وأحسنهم عبادة ,,
ودعها تنظر لما تقوم به في وضوءها وتقارن بين فعلها وفعله عليه الصلاة والسلام ,, لتعلم أنها جانبت السنة وأن ماتفعله ليس إلا من همزات الشياطين كفانا الله وإياها شرهم ,,
صدقني أخي نبراس لن تجد لأختك أفضل من ذلك وأنصحك بكتاب زاد المعاد لأنه سهل ولغته بسيطة ومشوقة ولن تمل أختك قراءته ,,
حدثها عن قصص الذين ابتلوا بمثل وسواسها ,, كيف أنهم فرطوا في طاعات كثيرة بسبب انشغالهم بتلك الوساوس ,,
أذكر أن امرأة كانت ابنتها تشتكي من الوسواس ,, قالت لنا أن ابنتها كانت محافظة على قيام الليل وقراءة القرآن ,, وبعد أن أصابها الوسواس في وضوءها وصلاتها ضيعت ذلك بل صارت تشعر بضيق وحسرة حين يؤذن المؤذن لأنها تعلم أنها ستُقبل على هم الوضوء ,,
تذكّر أن أختك لن تصدق أنها تعاني من الوسواس بل هي مقتنعة بما تقوم به وتظن أنها على صواب وأنكم أنتم على خطأ لذلك لاتنتقدها مباشرة ,,
فقط ناقشها بمثل قناعتها ,, فهي تعمل ذلك من منطلق حرصها على حسن عبادتها لذلك اعرض عليها منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وذكّرها أنه ليس هناك من أحد أحسن من فعل الرسول عليه الصلاة والسلام ,,
ثم بعد أن ترى ذلك اقرأ عليها وعيد الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال : " هلك المتنطعون ,, هلك المتنطعون ,, هلك المتنطعون "
والمتنطعون هم المتعمقون الغالون المتجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم ,,
أسأل الله لأختك المعافاة مما ابتلاها به ,,
المفضلات