[align=center]ياليتني أهجرُ الألحانَ والشعرا
ولم أبحْ للورى الأشواقَ والسرَّا
ـ
ياليتني في حياتي حالمٌ فرحٌ
أعيشُ كالطفلِ في أيَّامهِ سُرَّا
ـ
يزهو بروضتِهِ والنورُ طلعتهُ
وبسْمةٌ بالمُحيَّا تأنفُ القَهْرا
ـ
لم يقترفْ في ربيعِ العمرِ مندبةً
براءةٌ لاتلوكُ الذنبَ والعهْرا
ـ
لايعرفُ الضيمَ إنْ لاحتْ عوارضُهُ
ولم يذقْ علقماً أو يحتسِ المرَّا
ـ
فراشةٌ حلَّقتْ طابتْ لناظرِها
جمالهَا يبرىءُ الأسقامَ والضرَّا
ـ
ياليتني في رحابِ الصمتِ منْطَرِحٌ
لم أهذِ شعراً إذا ماطيفُها مرَّا
ـ
أعيشُ في دَعَةٍ والشعرُ أجهَلُهُ
وأغتدي أقطفُ الريحانَ والزهْرَا
ـ
أرحتُ سمعَ الورى مِنْ صوتِ قافيتي
وجعجعاتٍ تثيرُ الخوفَ والذّعْرَا
ـ
وماصدحتُ بأشعارٍ مُلَعْثَمَةٍ
فليسَ مثليْ يجيدُ الكَرَّ والفَرَّا
ـ
كفيتُ صحبيَ مِنْ شعريْ وثرثرتي
فأفضلُ الشعرِ أنْ يستنهظَ الحُرَّا
ـ
الصمتُ أولى لأمثالي إذا شَعَروا
أنا الضعيفُ وغيريْ يجلبُ الدّرَّا
ـ
فقيرُ موهِبَةٍ أزري بمَثْلَبَةٍ
مُسْتَشْعِرٌ لاأرومُ الصعبَ والوَعْرَا
ـ
فهلْ أعيشُ بلا شعرٍ أسَطِّرُهُ
وأُطفىءُ النارَ إنَّ القلبَ قد حُرَّا
ـ
هلاَّ قبلتمْ سُراةَ القومِ دندنتي
وهلْ قبلتمْ بني أفذاذنا العُذْرا
ـ
صرختُ في ليلةٍ ظلماءَ مِنْ قَلَقٍ
أوَّاهُ لو أهجرُ الأوزانَ والشِّعْرَا[/align]
المفضلات