من درر الكلام
&&&&&&&&&&&&
[align=right]> قال الحسن بن الربيع: خرج فارس ملثم من المسلمين فقتل فارسا من العدو كان قد نال من المسلمين، فكبر له المسلمون وعاد فدخل في غمار الناس ولم يعرفه أحد، فتتبعته حتى سألته بالله أن يرفع لثامه فعرفته وقلت: أخفيت نفسك مع هذا الفتح العظيم، الذي يسره الله على يدك فقال: الذي فعلت له لا يخفى عليه شخصي.
> قال حكيم لابنه: يا بني إني موصيك بوصية، فإن لم تحفظ وصيتي عني لم تحفظها عن غيري، اتق الله ما استطعت، وإن قدرت ان تكون اليوم خيراً منك أمس وغداً خيراً منك اليوم فأفعل، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه، فإنك لن تعتذر من خير أبداً، وإذا قمت إلى صلاتك فصلّ صلاة مودع، وأنت ترى ألا تصلي بعدها.
روي أن المنصور كان جالساً يوماً في احدى قباب المدينة، فرأى رجلا ملهوفاً يجول في الطرقات، فأرسل إليه من أتاه به، فسأله عن حاله، فأخبره انه خرج في تجارة، فأفاد منها مالاً كثيراً، وانه رجع إلى زوجته، ودفع اليها المال، فذكرت المرأة أن المال سرق من المنزل، ولم ير نقبا ولا مسلقا، فقال له المنصور: منذ كم تزوجتها؟ قال: منذ سنة قال تزوجتها بكراً أم ثيباً؟ قال: ثيبا شابة أم مسنة؟ قال: شابة فدعا المنصور بقارورة طيب وقال: تطيب بهذا فانه يذهب همك، فأخذها وانقلب إلى أهله، فقال المنصور لجماعة من نقبائه، اقعدوا على أبواب المدينة، فمن مر بكم وشممتم فيه رائحة الطيب، فأتوني به ومضى الرجل بالطيب إلى بيته، فدفعه إلى المرأة وقال: هذا من طيب أمير المؤمنين، فلما شممته أعجبها للغاية، فبعثت به إلى رجل كانت تحبه، وهو الذي دفعت المال إليه، وقالت له: تطيب بهذا الطيب، فتطيب به، ومر يجتاز ببعض الأبواب، ففاحت منه روائح الطيب، فأخذوا به، وأتى إلى المنصور، فقال له: من أين استفدت هذا الطيب، فتلجلج في كلامه، فسلمه إلى صاحب شرطته وقال له: إن أحضر كذا وكذا من الدنانير، فخذ منه، وإلا فاضربه ألف سوط، فما هو إلا أن جرد وهدد، حتى أذعن برد الدنانير، وأحضرها كهيئتها، ثم علم المنصور بذلك، فدعا صاحب الدنانير، وقال له: أرأيتك إن رددت اليك الدنانير، اتحكمني في امرأتك؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ها هي دنانيرك، وقد طلقت امرأتك، وقص عليه الخبر[/align]
المفضلات