[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=justify]ها أنا أتعجب من جديد ، واسمحوا لي أن أتعجب !! بعد طول غياب ليس لي فيه حل ولا حيله ، وتعجبي من كيد متين ، لهذه الأمة من أعدائها ، وأهلها بين لاهي معرض ، وبين منطلي عليه مساهماً فيه ، من حيث يشعر أو لا يشعر ، فالغرب إذا أراد في هذه الأيام رفع وخفض كيان اتبع معه كيده المتين وهو الإعلام ، ولكن يكيدون وما يكيدون إلا بأنفسهم ولسوف يعلمون ، فإذا أراد المشرفون على الإعلام الغربي أن يهاجموا كياناً وينزله من عليائه فإنهم يًطبقون عليه من كل الجهات ، وتنهال الكتابات عنه انهيالاً ، وتنثال انثيالاً ، فمن محلل ، ومن مظهر للسيئات دافن للحسنات ، ومن مشكك بالمقاصد والنيات ، فلا يسلم منه حينذاك شيء لا رسماً ولا جسماً ، فلا يزالون يبدئون ويعيدون في ذلك حتى يعجز معه المتخصصون عن الإحاطة به فضلاً على الرد عليه ، فيضل المتتبع والباحث عن الحقيقة في خضم ذلك الهُراء .
وعلى العكس من ذلك إن أرادوا رفعتاً لكيان ، فيقلبون لك ظهر المجن ويجعلون القدح فيه مدح ، والسيئات حسنات ، وإنا لنذكر ذلك كي نرى كيف تصنع الأساطير في دهاليز الأساطير وهي أجهزة الإعلام ، ولكي نتبين مواطئ أقدامنا ونحن نسير بين ذلك الزيف والكذب والمكر فلا نغتر به فلا يؤثر ولا نتأثر به ، وبعد التبصر نقيس قدراتنا إلى القدرات الشيطانية التي يمتلكها هذا الإعلام الكافر الذي يحارب الحق بالأباطيل ويغطيه بالأساطير ، وإنه ليحز في النفس أن تنعكس الصورة الشريرة لهذا الإعلام على شعوب الأمة الإسلامية ، وتبتلى به في عقر دارها على أيدي المقلدين والممسوخين الذين يقلدون الغربيين في أسوأ أعمالهم ، وإذا كان الإعلام الغربي يترك مجالاً لوجهات النظر المختلفة ، فإن ربيبه المتسلط فوق رقاب المسلمين لا يؤمن بخرافة اختلاف الرأي ، وإن ادعى خلاف ذلك ، فهو قهر وإرهاب فكري مضروب على المسلمين ، يتصاغر أمامه كل قهر ذاقته الأمة على مر عصورها السالفة .
ولكن مهما أصر الغي على غيه ، وتشبث بباطله ، فإن على المسلم أن يقابل ذلك بالصبر والمصابرة ، والإصرار على الحق الذي يؤمن به ولا يلفته عن ذلك ما يلاقي من كيد وعنت ، فهذه هي سنة الله في أنبيائه ورسله وحملة دعوته ( ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ، ولنصبرن على ما آذيتمونا ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) .[/align]
المفضلات