[align=center]
الشاعر الراحل / عبد الله البردوني
من هذه الأم الحنون ، والحبيبة الحسناء ، من هذه الفاتنة الراقصة على القلوب ،
من هذا الفردوس الأرضي ، من هذه الحبيبة الغارقة في العطر والنور !!
[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
مِنْ أَرْضِ بَلْقِيسَ هَذا اللَّحْـنُ وَالوَتَـرُ=
مِنْ جَوِّهَـا هَـذِهِ الأَنْسَـامُ وَالسَّحَـرُ
مِنْ صَدْرِهَا هَذِهِ الآهَاتُ، مِـنْ فَمِهَـا=
هَذِي اللُّحُونُ ، وَمِنْ تَارِيخِهَـا الذِّكَـرُ
مِنَ « السَّعِيدَةِ » هَذِي الأُغْنِيَاتُ ، وَمِنْ=
ظِلاَلِهَـا هَـذِهِ الأَطْيَـافُ وَالـصُّـوَرُ
أَطْيَافُهَا حَوْلَ مَسْرَى خَاطِـرِي زُمَـرٌ=
مِنَ التَّرَانِيـمِ تَشْـدُو حَوْلَهَـا زُمَـرُ
مِنْ خَاطِرِ « اليَمَنِ » الخَضْرَا وَمُهْجَتِهَا=
هَـذِي الأَغَارِيـدُ وَالأَصْـدَاءُ وَالفِكَـرُ
هَـذا القَصِيـدُ أَغَانَيهَـا وَدَمْعَتُـهَـا=
وَسِحْرُهَـا وَصِبَاهَـا الأَغْيَـدُ النَّضِـرُ
يَكَادُ مِنْ طُـولِ مَـا غَنَّـى خَمَائِلَهَـا=
يَفُوحُ مِنْ كُلِّ حَـرْفٍ جَوُّهَـا العَطِـرُ
يَكَادُ مِنْ كُثْـرِ مَـا ضَمَّتْـهُ أَغْصُنُهَـا=
يَرُفُّ مِنْ وَجْنَتَيْهَـا الـوَرْدُ وَالزَّهَـرُ
كَأَنَّـهُ مِـنْ تَشَكِّـي جُرْحِهَـا مُقَـلٌ=
يُلِحُّ مِنْهَـا البُكَـا الدَّامِـي وَيَنْحَـدِرُ
يَا أُمِّـيَ اليَمَـنَ الخَضْـرَا وَفَاتِنَتِـي=
مِنْكِ الفُتُونُ وِمِنِّي العِشْـقُ وَالسَّهَـرُ
هَا أَنْتِ فِي كُلِّ ذَرَّاتِـي وَمِـلْءَ دَمِـي=
شِعْرٌ « تُعَنْقِدُهُ » الذِّكْـرَى وَتَعْتَصِـرُ
وَأَنْتِ فِي حِضْنِ هَـذَا الشِّعْـرِ فَاتِنَـةٌ=
تُطِـلُّ مِنْـهُ ، وَحِينَـاً فِيـهِ تَسْتَتِـرُ
وَحَسْبُ شَاعِرِهَا مِنْهَا - إذَا احْتَجَبَـتْ=
عَـنِ اللُّقَـا - أَنَّـهُ يَهْـوَى وَيَدَّكِـرُ
وَأَنَّهَـا فِـي مَآقَِـي شِعْـرِهِ حُـلُـمٌ=
وَأَنَّهَـا فِـي دُجَـاهُ اللَّهْـوُ وَالسَّمَـرُ
فَـلاَ تَلُـمْ كِبْرِيَاهَـا فَهْـيَ غَانِـيَـةٌ=
حُسْنَاً، وَطَبْعُ الحِسَانِ الكِبْـرُ وَالخَفَـرُ
مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ هَذِي الأُغْنِيَاتُ ، وَمِنْ=
رِيَاضِهَـا هَــذِهِ الأَنْـغَـامُ تَنْتَـثِـرُ
مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ حَيْثُ الضَّوْءُ يَلْثَمُهَـا=
وَحَيْـثُ تَعْتَنِـقُ الأَنْسَـامُ وَالشَّجَـرُ
مَا ذَلِكَ الشَّدْوُ؟ مَنْ شَادِيـهِ ؟ إنَّهُمَـا=
مِنْ أَرْضِ بَلْقِيسَ هَذا اللَّحْـنُ وَالوَتَـرُ [/poem]
بمناسبة الذكرى السادسة لرحيله ..
المصدر : ديوان عبد الله البردوني " من أرض بلقيس " دار العودة ـ بيروت [/align]
المفضلات