[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الأخوة - الأخوات :
لعل قضية التعامل مع المراهق من القضايا الهامة في مجتمعنا العربي والإسلامي تحديداُ .. من واقع معين ومن دراسات وافية خرجت بهذا الموضوع الذي أتمنى أن يلقي الضوء على المراهق ...
أولاً : البدايات :
البدايات.. وكيف تكون؟.. فالإنسان كل يوم في حياته بداية جديدة، وكل مرحلة من حياته تمثل جديد فيما تستلزمه من مسئوليات أو تتطلبه من تضحيات.
أنواع البدايات:
الطفولة مرحلة نبدأها بالميلاد من أرحام أمهاتنا، والشباب فترة نبدأها منذ أن يسمح الله للأعضاء الجسدية أن تتميز بمميزات الخدمة نوع الإنسان، والرجولة فترة تبدأ في حياة الإنسان عندما يصير مسئولاً بحرية أن يعطي عطاءاً حتى الفناء، والزواج مرحلة يبدأها الإنسان باختيار شريك الحياة من أجل تكوين أسرة ، والترمل مرحلة يبدأها الإنسان بفقد شريك حياته الذي كون معه أسرته.
وهكذا حياة الإنسان منا سلسلة من البدايات في مراحل ربما لا نستطيع الفصل بينها بدقة لطبيعة هذه المراحل في التلاحق السريع، وفي الإمكانيات التي تحتاجها كل مرحلة ويفاجأ الإنسان أنه غير مستعد للبداية، أما الأب والأم الذين يعطيهم الله ثمرة البطن ليوجد لهم مولود، فإنهم لا يفاجأون بهذا المولود إن كانت عندهم معرفة بحساب تكوين الجنين وما تستلزمه صحة الجنين، وما ينبغي أن يعد لإستقبال الجنين، أما الميعاد الذي يبدأ فيه وصول الإنسان للحياة، فلا يعتبر مفاجأة للأبوين الذين أعدا لبداية مرحلة طفولة إنسان.
والشاب الذي يهتم في شبابه أن يُحصّل ويجمع ويستفيد ويكد ويتعب، فإنه لا يفاجأ بما يسمى بالمراهقة، فالمراهقة ترهق الإنسان غير المستعد لها، أما الشاب الذي يستعد للتغير الجسمي والتغير الفكري والتغير البيئي الذي تستلزمه مرحلة الشباب، فإنه يدخل للشباب غير مبدد لطاقاته فيما لا ينفع، ويستفيد من كل ما تتميز به مرحلة الشباب من خصوبة الفكر وقوة الانطلاق والابتكار.
ومرحلة الرجولة أو عطاء الحياة من واقع حرية مسئولة تصل إلى حد الفناء، فهذا لا يباغت رجل أو امرأة أعدا أنفسهم لمثل هذه المرحلة، بما يستلزمها من اتزان وفكر موحد وعاطفة مستقيمة ونية طاهرة نقية، واختيار شريك الحياة كمرحلة يبدأ فيها الإنسان تكوين أسرة أو وصول الإنسان لمرحلة الترمل لفقدان هذا الشريك، لا يعرض أصحابهما للمفاجآت إن استعدا لهما بما ينبغي من فهم لطبيعة التكوين الأسري، أو الترمل الذي هو خطوة حتمية بعد الزواج.
كيف أبدأ أي بداية في حياتي؟، وكيف أستعد لكل مرحلة في بدايتها؟
ابدأ مع الله:
نحن نعرف جميعاً أن الذي يبدأ بمفرده يتعب جداً، والذي يبدأ بإنسان تشاركه طبيعة إنسانية فضلاً عن طبيعته هو كإنسان، أما الذي يبدأ ومعه الله الذي يعرف طبيعته ويعرف كل ما عنده في داخله وخارجه، هذا الإنسان بدايته في أي مرحلة دائماً بداية ناجحة...
فكل بداية يبدأها الإنسان تزينها له شهواته ورغباته، أو مواقف الناس أو مواقفه هو من الأحداث، لكن الذي يبدأ مع الله، فالله يزن داخله وخارجه.. يزن القلب، وميزان القلب أي ميزان الفكر والضمير والعاطفة، لا تجد لهم عند الناس ميزاناً ثابتاً، فكر الناس متقلب، ضمير الناس يتسع أو يضيق وفقاً للهوى والرغبة عاطفة الإنسان تزين له فكره دون بصيرة، فينكفىء الإنسان على وجهه في بدايته ويخسر نفسه.
أما كل كلمة من الله فهي ترس للمحتمين به، فالله سبحانه وتعالى يعرف دقائقي، حاضري وماضي ومستقبلي، يعرفها الله يفهمها بطبيعة المقتدر القادر أن يعطي الإنسان كل ما يحتاجه في الأوان الحسن دائماً.
ثانياً : التصرف مع الصدمات العاطفية
قد تكون الصدمة العاطفية: فقد شخص عزيز، أو شيء ثمين، أو في فشل في دراسة أو عمل، أو في فقدان علاقة صداقة، أو في اكتشاف خيانة أحد المقربين، أو في غيرها من المواقف الصعبة التي تتسبب في أزمات نفسية عنيفة..
وهنا يزودنا المتخصصون النفسيون بالأمور التي من شأنها مساعدتنا على عبور الصدمات، وترشدنا في كيفية مدّ يد العون لمساعدة من يمرون بأزمات مماثلة..
تجنّب العزلة:
فالمساندة من قبل الأصدقاء والأحباء تعطي سنداً نفسياً لا يستهان به، كما أنها تحمي من الشعور بالوحدة وما يتبعه من تأثيرات سلبية، علاوة على أنها تعطي إحساساً بالأمان، الذي بدوره يخفف من وقع الصدمة.
الإقرار بالمشاعر:
حدّد ما تشعر به بصراحة، وقرّ به لنفسك، فتقول مثلاً:
- أنا أشعر بالمرارة لاكتشاف خيانة صديقي.
- أشعر بخيبة أمل لفقدان صداقته.
- أشعر بالحزن لأنني لم أكتشف حقيقته قبل ذلك.
إن الإقرار بالمشاعر السلبية، يعتبر الخطوة الأولى في علاج الصدمة العاطفية. أما تجاهل هذه المشاعر بهدف نسيانها، فيؤدي إلى دفنها مؤقتاً وليس الخلاص منها.
مناقشة الموقف
مناقشة أبعاد الصدمة مع أحد والديك أو كليهما، أو أحد أصدقائك أو غيرهم ممن تثق في رأيه – تخرج ما بداخلك من حزن.
ولكن لا تضغط على نفسك كثيراً، إذا شعرت أنك تميل إلى الصمت لفترة من الوقت
الأمل وسط المحنة:
درب نفسك على توقع الأفضل، وتمسك بالأمل في وسط المحنة. وتذكر المرات السابقة التي كنت تمر فيها بأزمة، وكيف أن الموقف قد مر بسلام. فغالباً ما يرى الإنسان الدنيا سوداء في وقت الأزمة غير أنها في واقع الأمر لا تكون كذلك تماماً.
ألجأ إلى الله لأنه معك :
فالله دائماً يعينك على تخطي الصعاب؛ لأنه معك يهتم بحياتك. تحدث معه أن يلهمك الطمأنينة في القلب، تذكر أنه الشافي المعين وتأكد أنه مع كل تجربة يوجد لها مخرج . لكن من المهم أن تصلي، فالطمأنينة التي يمنحها الله، تفوق العقل، ورحمة الله واسعة ... وسعت كل شيء
وعندما تساعد شخصاً يمرّ بأزمة عاطفية..حاول أن تحيطه بالحب والتفهم، ولا تقلل من شأن الأزمة (في محاولتك للتخفيف عنه)، بل دعه يعبر عما يشعر به من أسى وحزن.
· استمع كثيراً وتكلم قليلاً، فالذي يمر بأزمة يحتاج لمن يسمعه حتى يخرج ما بداخله من مشاعر سلبية.
· لا تتردد في مساندتك مساندة عملية له بقدر استطاعتك.
· أدعو له وشجعه على أن يقوم ليصلي ركعتين ... لوجه الله تعالى ...
لرعايةالأطفال نفسياً عند مرور الأسرة بأزمة:
إذا تعرضت أسرتك لأزمة؛ مثل فقدان أحد أفرادها أو فقدان شخص عزيز عليها، فعليك دور هام، وهو الاهتمام بإحاطة الأطفال بالحب والأمان ومحاولة الرد على أسئلتهم بالصدق وببساطة تناسب أعمارهم. وذلك لمساعدتهم على تخطي الموقف بهدوء بدون أن يترك أي آثار سلبية عليهم.
وللموضوع بقية ... تابعوا معي ....
[/align]
المفضلات