السلام عليكم :
مررت قبل قليل على موضوع لأحد الأخوة ... رمى بي الموضوع إلى ماوراء الحدود ... وخرجت عن المألوف لما رأيت نفسي أخرج من الروح لأعود لها ومن وطني لأعود له بعد أقل هنيهات واليكم الموضوع كاملاً ..
سأل ذاك الأخ الكريم عن الشاعر عبيد الرشيد وكنت قد مررت عدة مرات على مضيف الشاعر طلال الرشيد ولكن ماكان بالإمكان أكثر مما كان ... ذهبت بعيداً أبحث لعلي أنال الثواب وإذ بي على حدود اللامعقول وقفت ...
ووجدت ضالتي على تلك الصفحات وكأنها تقول تعالي ...
ومنها يسرني أن أنقل لكم هذه المعلومات حول الشاعر عبيد الرشيد ... الذي أظن والله أعلم من نفس عائلة شاعرنا طلال الرشيد طالما القبائل العربية ذات جذور واحدة ....
من كتاب قالت الصحراء
للكاتب : بدر الحمد
هُوَ الأمير الفارس الشاعر {{عبيد بن علي الرشيد }} و الرشيد كما هو معروف فخذ من آل جعفر من عبده .
أحد بطون قبيلة شمّر . ولد عبيد تقريبا عام 1220 هـ ، و يعتبر من أشجع فرسان الجزيرة العربية في ذاك الوقت .
يقول عنه طلال السعيد في الموسوعة النبطية الكاملة - الجزء الأول - : " كان بسيفه يشكل الدعامة الأساسيه
لحكم آل رشيد بحائل ، و كان قائدا للجيوش و محارباً صَلباً . علّق روحه على طرف سيفه و خاض المعارك
بجرأةٍ وإقدامٍ قلّما يوجد لها مثيل و هو من الرجال القلائل الذين امتازوا بالقوة الذاتية و الجسارة و المهارة الحربية منقطعة النظير".
ولد عبيد في زمن كله حروب و اضطرابات ، و كانت الحروب على وقتهم مثل شربة الماء .. أسهل شي عندهم
انك تحارب ! فما يمدي حرب تطفى إلاّ و ثارت حربُ أخرى . و عبيد نشأ على هالحياة و على هالحالة ، على صوت
الخيل و قرقعة السيوف ، اللي جعلَت مِنهُ فارساً شُجاعاً .. يقول في وصف احد الحروب :
أصبحت منهن خالي كود ثنتينسعدي و مصقول يداوي الغلايل
و يقصد بـ " سعدي " فرسه ، و المصقول هو سيفه اللي يداوي الروس ، كقول عنترةَ بن شداد :
و سيفي كان في الهيجا طبيبـايداوي رأس من يشكو الصداعا
*** *** ***
و لعبيد بعض القصائد الغزلية النادرة ، و هو مقلّ من ناحية الغزل ، و قال هالقصيدة بعد رجوعه من إحدى الحروب البعيدة, يقول ياصف الضلع اللي مر عليه :
لي بأيسره من لابسات العشاريـق خشف يخلط المسك و الزعفرانـي
وش عيشتي لولا رجا ذابل الريق لولا رجا لامـا زريـف المثانـي
ابو قـرون كنهـن دفـن الهيـقوامجدل فوق المتـن لـه وقانـي
من حط فوق الصدر زين العشاريق حص و مرجـان زهـا بالبيانـي
روض البختري زاهي بالزماليـق و امفلجات بـه كمـا القحويانـي
هي نقوتي من لابسات العشاريـق من مصر الى غربه لشرقي عماني
( و هو يوصف زوجته بهالقصيده ).
و في آخر أيامه له هالقصيده اللي تَحوي الكثير من الحِكَم . و مثل ماهي عادته يعتزّ بنفسه و يفخر بأفعاله الحميده
و يحق له الفخر و الاعتزاز, لأنه كان قول على فعل :
طلبت ربـي عالـم السـر والغيـب يقبل صلاتي لـه و يقبـل صيامـي
و يحعل لنا عرض نزيه عن العيـب و يفكّنا مـن شـرّ سُـو الأثامـي
بـن آدم ملفـا الخطـا والعَذاريـب لو ما فعل رميـت عليـه التهامـي
حميت أنا نفسي عن الشك و الريبولا أحسب إن يلقا بعرضي كلامـي
ربعي لقوا بي عقب ما شبت انا عيبتسطير كتـب مفسريـن الحلامـي
قلت اخبروني يا مـلا وش ذالعيـب قالوا على ساقـة رفيقـك اتحامـي
قلت ان هذا من قديـم لنـا عيـب مستارثينه مـن خـوال و عمامـي
العيب ترك المعرضـه بالمواجيـب والا الرفيـق بطاعتـه مـا نلامـي
رفيقنـا كنـه بـروس الشخانيـب في راس حـد نايـف مـا يظامـي
عندما مرض الأمير عبدالله الرشيد مرض الموت كان عنده اخوه عبيـد يُواسيـه ، وكـانت زوجـتـ عبيد متوَفيَه ،
وتزوّج بعدها اخـتـها ، ومـن كثـر جلـوس عبيـد عنـد اخوه قـالـوا الـنـاس عبـيـد مايبـي المرَه ، لـكـن خــذاها
عـلـشــان تْراعـي لعـيـال إخـتــها ، وفي ليله من الليالي تأخر عبيد عند اخوه عبدالله ،فأرسلت له ولده حمود ،
وقالت : قله خالتي مريضه وتوِن . راح حمـود لأبـوه وقـال لــه الـخـبـر ، فـرَدّ عـبـيـد بهاللأبـيـات ..يــقــول :
ماهّمني ياحمود لـو ونّـت أمـكولو أزعجَت بالصَّوت بأعلى الوِنيني
ماهمِّنـي ياكـود ونّـات عـمـكالونّه اللى حرّكَـت مَـوق عَينـي
اللى نقل ياحمـود همـي وهمّـكحيد(ن) يشيل الحِمْل ماهو دوينـي
ياما على الأمتـان ياحمـود زمّـكوقام يتمشى بـك بهـاك البِطينـي
*** *** ***
هناك من يزعمون بِأنّ عبيد الرشيد - رحمة الله على روحه - بعض الأحيان يجور في حكمه ، ومن اللي يروونه عنه القصيدة هذي عند غزوه لأحدى الديار :
البارحة يوم الخلايق نعوسيحذرت للديرة بسيفن و فردين
إلى أن يقول :
قالت لصيح قلت منتـي عروسـيوالله لصيـح الا بغيتـي تصيحيـن
قالت يجونك قلت مانـي نسوسـيوالله ان يحظر بليس و أنتي تشوفين
و هو هنا يروي قصّته يوم دخل البيت على المره ، وقالت له انها تبي تصيح ان كانه سوّى فيها شي ، قال:
انتي منتي عروس ، وأبصيح بصياح أعلى من صياحك ان بغيتي تصيحين ، قالت له ان قومها يبي يجونك
على صوتها ، قال لها انه مهوب خوّاف و يحتري حظور بليس اذا جوا و هي تشوف .
وأيضاً قالوا إن عبيد الرشيد شُبِّه حكمه بحكم الهزازين بالحريق اللي كانوا جبّارين إذا حكموا .. وإذا غزوا .
يقول:
مادّا حقوق الدار كود الهزازينو حنا ليا عدوا رجال الحمايل
و هو يعني بهذا ان شغل الهزازين في الحرب و السلم هو الشغل المضبوط ,
وتحبّ أن نبيِّن لمن ظنّ أنّ عبيد الرشيد جاير بحكمه .. إنّ عبيد رحمة الله عليه رجل ديّن (صاحب دين وصلاح) .
و الدليل على هذا إن أغَلب كُتُب التفسير والحديث هي أوقاف من عبيد . فمثَلاً .. أول طبعه لتفسير الطبري كانت مقابلة على نسخة من اوقاف عبيد العلي .
( مواقف طريفه حصلت للأمير عبيد الرشيد ) :
* كان عبيد كأمير وفارس ممدوحاً من قبل شعراء عصره ، وله في ذلك مواقف طريفه
لابأس من أن نورد بعضها ، ومنها ان شاعراً أعمى جاءَ ليسأله "يشحذ منه" جاء يمدحه
فقال عبيد : "سأكافأك بقصيده أجود وأطولَ منها " .
فقال الشاعر:
لاصرت أنا قصّاد و"عبيــد" قصـاد..ما للعمى عند المفتـح حذيّـه !!
( يعني أنا جاي أبيه يعطيني فلوس .. يعطيني بدالها قصيده ) ؟!!
وبعد هذا الرد السريع أمر عبيد له بناقه ، ولما أخذها الشاعر أخذ يتحّسس سنامها ،
فقال له الرجل المكلف بالعطايا : لاتخاف ، إنّها سمينه ، فرد الشاعر : أعلم أنها سمينه ..
فالأمير لايعطي إلاّ السمينه ، ولكنني أتلمّس سنامها لأرى ماإذا كان الامير خبّأَ لي في
شعفة سنامها "خرجيه" من النقود ! فأسرع الرجل الى عبيد اللذي أمر بالإسراع في
وضع النقود لكي لايُكذِّب حدس الشاعر في كرمه .
** ومن مواقف عبيد مع الشاعارات وفود شاعره تدعى "ظاهره الشراريه" من أهل الجوف ..
وقد جاءته مستنجِده من قوم يدعون "السبيلة" اشتروا منها شاةً ورفضوا دفع ثمنَها ولا
المسير معها للقضاء "الشرع" فقالت :
ياعبيد عيّوْا لايجـون السبيلـهعيّوا معي للشّرع ياعبيد يمشون
الحق ظلما ..والمصقّـل دليلـهولاتنقِضي حاجات من يتِّبِع الهون
فمكّنَها عبيد من حقها . ويبدو أن هذه الشاعره كثيرة الوفود على عبيد ، وذات مره جاءت
إليه تشتكي من ابنتها التي كبُرَت ونبغَت في الشِّعر وسابقتها على الوُفودِ على الحُكّام ،
وتعدّتها في الشُّهره فقالت الأُم غيرة :
ياعبيد وحده من بناتي كوتنـيكوي المريض اللي تجدّد مكاويه
عرّفتها الحكـام ليـن اغلبتنـيالعفو ، كيف الكلب ياكل مربِّيـه
لا واحسايف نقلَها فـوق متنـيغير الرّضاع اللي لجسمه يغذّيه !
ومن الأمثال التي سارت عن "عبيد" أنه كان حوالي سنة1275هـ (1858م) أميراً لحجّاج حائل ،
فمروا بأرض يأخذ أهلها"الخوة_الضريبة"على الحجاج ، ولما جاءه مندوب صاحب الأرض
قال له عبيد: "قل لمن أرسلك أن هؤلاء حجاج حائل وأنا عبيد بن رشيد" ، وبعد فتره عادَ
المندوب ينقل رسالة سيّده وهي :
" كلٍ عبيد بديرته !! " .. فأعجب عبيد بالردّ الشجاع ودفع الضريبة ، وصار قول صاحب
الأرض مثلاً يضرب للإستقلاليّه في الأمور وعزّة كل رجل في بلاده .
واليكم هذه القصيده لعبيد الرشيد وهي ايضا عن فرسه كروش ولكن هذه المره عندما طلبها حاكم مصر عباس باشا
فرد عليه عبيد وقال :
ما ذقت عنك شي يا طوعة. الرأس ....=.... لو هو من المطعوم شيْ قلايل
ولا درت من سرجك مثامين واكياس....=.... اربع سنين فوق الارباع. حايل
باغ(ن)عليك.. ان فرَعت كل مكياس....=.... وذهلوا مصانيم الدروع الحلايل
أنطح عليه... أوجيه شرابة الكاس.....=.... مع وجه مروين الغلب بالدمايل
حلفت ما تنصين حي(ن) من الناس.....=..... لا بالثمن ولا بدرب .....الجمايل
هم... ويش لو كز المراسيل عباس......=.... ما سلت عن رأس به الزوم طايل
انا ب جا ما سلت عن باقي الناس.....=....لولا المعزة ما سكنا....... بحايل
أما للدقة والأمانة ورفع المسئولية فالموضوع كله منقول عن الموقع يمكن يكون أخ أو ابن عم لمضايفنا العزيزة .... اليكم الرابط ...
http://www.allshmr.com/vb/showthread...6&page=3&pp=10
المفضلات