[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
ومن أعظم قصائد الرثاء هذه الأبيات ...
علي بن أبي طالب
أَمِنْ بَعْدِ تَكْفِيْنَ النَّبِيِّ ودَفْنِهِ * نَعِيْشُ بآلاءِ وَنَجْنَحُ للسَّلْوَى
رُزِئْنَا رَسُوْلَ اللَّهِ حقًّا فَلَنْ نَرَى * بِذَاكَ عَدِيْلاً ما حَيِيْنَا مِنَ الرَّدَى
وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْنِ مِنْ دُوْنِ أَهْلِهِ * لَهُ مَعْقِلٌ حِرْزٌ حَرْيِزٌ مِنَ العِدَى
وَكُنَّا بِهِ شُمَّ الـأُنُوفِ بِنَحْوِهِ * على مَوْضِعٍ لاَ يُسْتَطَاعُ ولا يُرَى
وَكُنَّا بِمَرْآكُمْ نَرَى النُّورَ وَالْهُدَى * صباحا مَسَاءً رَاْحَ فينَا أَوِ اغْتَدَى
لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمَةٌ بَعْدَ فَقْدِكُم * نَهارا وَقَدْ زَادَتْ على ظُلْمَةِ الدُّجَى
فَيَا خَيْرَ مَنْ ضَمَّ الجَوَانِحَ وَالحَشَا * وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرى
كَأَنَّ أُمُوْرَ النَّاسِ بَعْدَكَ ضُمِّنَتْ * سَفِيْنَةَ مَوْجِ البَحْرِ والبَحْرُ قَدْ طَمَى
وَضَاْقَ فَضَاءُ الـأَرْضِ عَنَّا بِرَحْبِهِ * لِفَقْدِ رَسُوْلِ اللـه إِذْ قِيْلَ قَدْ مَضَى
فَقَدْ نَزَلَتْ بالمُسْلِميْنَ مُصِيْبَةٌ * كَصَدْعِ الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا
فَلَنْ يَسْتَقِلَّ النَّاسُ ما حَلَّ فيهمُ * وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّذي مِنْهُمُ وَهَى
وَفِي كُلِّ وَقْتٍ للصَّلاَةِ يَهْيْجُهَا * بِلالٌ وَيَدْعُو باِسْمِهِ كُلَّما دَعَا
وَيَطْلُبُ أَقْوَامٌ مَوَارِيْثَ هَاْلِكٍ * وَفِينَا مَوَارِيْثُ النُّبُوَّةِ والْهُدَى
**********
مَا غَاَضَ دَمْعِي عِنْدَ نَازِلَةٍ * إلاَّ جَعَلْتُكَ لِلْبُكَا سَبَبَا
وإِذَا ذَكَرْتُكَ مَيِّتا سَفَحَتْ * عَيْنِي الدُّمُوعَ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا
إِنّي أجُلُّ ثَرًى حَلَلْتَ بِهِ * عَنْ أَنْ أُرى لِسِوَاهُ مُكْتَئِبا
للـه دَرُّ فَتىً مَرّوا بِهِ أُصُلاً * مُهَشَّمَ الوَجْهِ مَكْسُورَ الثَّنِيّاتِ
**********
أَعَينَيَّ جُوْدا بارَكَ اللُه فيكُما * عَلى هَالِكَيْنِ لاَ يُرَى لَهُمَا مِثْلا
عَلَى سَيِّدِ البَطْحاءِ وابْنِ رئيسِها * وسَيِّدَة النِّسوَانِ أَوَّلِ من صَلَّى
مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللُه خِيْمَها * مُبَارَكَةٌ واللُه سَاقَ لَهَا الفَضْلا
إِلاّجَزَى اللُه عَنِّي عُصْبَةً أَسْلَمِيَّةً * صِبَاحَ الوُجُوهِ صُرِّعوا حَوْلَ هاشِمِ
وَعُرْوَةُ لا يَنْأَى فقد كان فارسا * إِذَا الحَرْبُ هَاجَتْ بالقَنَا والصَّوَارِم
**********
مَا لِي وَقَفْتُ عَلَى القُبُوْرِ مُسَلِّما * قَبْرَ الحَبِيْبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي
أَحَبِيْبُ مَا لَكَ لاَ تَرُدُّ جَوَابَنَا * أَنَسِيْتَ بَعْدِي خِلَّةَ الـأَحْبَابِ
قَالَ الحَبِيْبُ: وَكَيْفَ لِي بِجَوَابِكم * وأنا رَهِيْنُ جَنَادِلٍ وَتُرابِ
أَكَلَ التُّرابُ مَحَاسِنِي فَنَسيُتكُم * وَحُجِبْتُ عَنْ أَهْلِي وَعَنْ أَتْرَابِي
فَعَلَيْكُمُ مِنِّي السَّلاَمُ تَقَطَّعَتْ * مِنِّي ومِنْكِمُ خِلَّةُ الـأحْبَابِ
**********
إلى اللِه أَشْكُو لاَ إلى النَّاسِ أشتكي * أرى الـأَرْضَ تَبْقَى والـأَخِلاَّءِ تَذْهَبُ
أَخِلاَّيَ لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُمْ * عَتَبْتُ ولكنْ ما على الموتِ مَعْتَبُ
**********
نَفْسِي على زَفَراتها مَحْبوسةٌ * يا لَيْتَها خَرَجَتْ مَعَ الزَّفراتِ
لا خَيْرَ بعدك في الحياة وإنّما * أبكي مخافَةَ أنْ تطولَ حياتي
**********[/align]
المفضلات