[align=center]بعد 38 عام من القتل والتشريد والدمار والأحتلال تنسحب الدولة العبرية من قطاع غزة ، ويهلل الفلسطينيون ويرقصون في الشوارع ويعتبرونه أنتصار سحق الأحتلال وطرده شر طرده ، كما وأن السلطة الفلسطينية تتباهى بما وصلت اليه من نتائج لتلك الأتفاقيات والمعاهدات مع أسرائيل والراعي الكبير لخارطة الطريق أمريكا ، وفصائل المقاومة التي ضحت برجالها ونسائها من أجل طرد اليهود من ديارهم أصبحوا يهيئون منتسبيهم للقبول بهذا الأنسحاب وأعتباره نصراً لهم .
أما الشعب اليهودي فيخرج معارضاً ومتوعداً حكومة شارون على هذه المكافأه التي قدمها لأعدائهم
الفلسطينيون ، وأستغل الأعلام الصهيوني هذا الحدث ليمجد هذه الخطوة الشجاعة بنظرهم ، وأن الدولة العبرية لم تكن تريد الأحتلال بل كانت تريد القضاء على الأرهاب المتمثل في فصائل المقاومة
وأمريكا والدول الأوربية والعربية فرحين بهذه الخطوة المباركة من قبلهم لتحقيق سلام الشجعان الذي نادى به كلنتون وياسر عرفات ورابين ، رغم علمهم بأن هذا الأنسحاب هو أنسحاب صوري ووهمي ولا يمثل الحقيقة والواقع (( يعني ضحك على ذقون الشعوب )).
الحقيقة أنه لا يوجد أنسحاب على أرض الواقع حيث أن الجيش الأسرائيلي سوف يحتفظ بأجزاء كبيره من القطاع ، كما أنه سيبقى مسيطراً على المنافذ الحدودية والأجواء الفلسطينية ولا يسمح لكائن من كان الدخول أو الخروج بدون موافقة الحكومة العبرية .
أيضاً سيكون لهم الحق في العودة والأحتلال في حال حدوث أي عمليه تنفذ ضدهم سواءاً في غزة أو
في تل أبيب ، ولهم الحق في حالة عجز السلطة من تجريد سلاح فصائل المقاومة ومحاكمة قياديها
وزجهم في السجون ، وهنا تلعب الدولة العبرية لعبة الفتنه ، أو على قولت المثل (( حط حيلهم بينهم )) .
المرارة هنا أننا نغير الحقائق ونزور الأحداث ونغلبها رأساً على عقب ، فالهزيمة نعتبرها أنتصار ، والمكافأة نعتبره هزيمة ساحقه لأعدائنا ، ولا نملك سوى الرقص والهتاف على أي عطف أو هبه نحصل عليها وهي بالأصل ملك لنا .
وسجل يا تاريخ [/align]
المفضلات