(عمر بن الخطاب) رضي الله عنه هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي
ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) وعرف عنه في شبابه بالشـدة
والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه
لقبه: الفاروق. وكنيته أبو حفص، والحفص هو شبل الأسد.
أمه : حنتمة بنت هشام المخزوميه أخت أبي جهل .
كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم : عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض،
وست من الإناث وهن : حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة
فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما
فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام
ورسوله
لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة
(دلوني على محمد )
( مايكل هارف )امريكي ألف كتاب (الأوائل المائة )
يقول فيه عن الفاروق في كتابه :
"إنما مآثر عمر مؤثرة حقاً، فقد كانت شخصية رئيسية في انتشار الإسلام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وبجهاده وتضحياته، ضرب الإسلام بعطنه عبر العالم"
لا غرابة في ان يقول ذلك ! فقد ذكر الترمذي والحاكم وصححه ..
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{لو كان بعدي نبيٌ لكان عمر بن الخطاب }
ورواه ابن عساكر والطبراني عن ابن عمر أيضاً..
وهو حديث صحيح.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه } رواه الترمذي ..
فهو يقول الحق, ويعتقد الحق، ويعمل بالحق ..
فهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
الفاروق يواجه الخطر الخارجي
بويع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" خليفة للمسلمين في اليوم التالي لوفاة "أبي بكر الصديق" [ 22 من جمادى الآخرة 13 هـ: 23 من أغسطس 632م].
وبدأ الخليفة الجديد يواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظة الأولى وبخاصة الموقف الحربي الدقيق لقوات المسلمين بالشام، فأرسل على الفور جيشًا إلى العراق بقيادة أبي عبيدة بن مسعود الثقفي" الذي دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين نبهوه إلى خطورة عبور جسر نهر الفرات، وأشاروا عليه بأن يدع الفرس يعبرون إليه؛ لأن موقف قوات المسلمين غربي النهر أفضل، حتى إذا ما تحقق للمسلمين النصر عبروا الجسر بسهولة، ولكن "أبا عبيدة" لم يستجب لهم، وهو ما أدى إلى هزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة وأربعة آلاف من جيش المسلمين.
الفتوحات الإسلامية في عهد الفاروق
بعد تلك الهزيمة التي لحقت بالمسلمين "في موقعة الجسر" سعى "المثنى بن حارثة" إلى رفع الروح المعنوية لجيش المسلمين في محاولة لمحو آثار الهزيمة، ومن ثم فقد عمل على استدراج قوات الفرس للعبور غربي النهر، ونجح في دفعهم إلى العبور بعد أن غرهم ذلك النصر السريع الذي حققوه على المسلمين، ففاجأهم "المثنى" بقواته فألحق بهم هزيمة منكرة على حافة نهر "البويب" الذي سميت به تلك المعركة.
ووصلت أنباء ذلك النصر إلى "الفاروق" في "المدينة"، فأراد الخروج بنفسه على رأس جيش لقتال الفرس، ولكن الصحابة أشاروا عليه أن يختار واحدًا غيره من قادة المسلمين ليكون على رأس الجيش، ورشحوا له "سعد بن أبي وقاص" فأمره "عمر" على الجيش الذي اتجه إلى الشام حيث عسكر في "القادسية".
وأرسل "سعد" وفدًا من رجاله إلى "بروجرد الثالث" ملك الفرس؛ ليعرض عليه الإسلام على أن يبقى في ملكه ويخيره بين ذلك أو الجزية أو الحرب، ولكن الملك قابل الوفد بصلف وغرور وأبى إلا الحرب، فدارت الحرب بين الفريقين، واستمرت المعركة أربعة أيام حتى أسفرت عن انتصار المسلمين في "القادسية"، ومني جيش الفرس بهزيمة ساحقة، وقتل قائده "رستم"، وكانت هذه المعركة من أهم المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، فقد أعادت "العراق" إلى العرب والمسلمين بعد أن خضع لسيطرة الفرس قرونًا طويلة، وفتح ذلك النصر الطريق أمام المسلمين للمزيد من الفتوحات.
الطريق من المدائن إلى نهاوند
أصبح الطريق إلى "المدائن" عاصمة الفرس ـ ممهدًا أمام المسلمين، فأسرعوا بعبور نهر "دجلة" واقتحموا المدائن، بعد أن فر منها الملك الفارسي، ودخل "سعد" القصر الأبيض ـ مقر ملك الأكاسرة ـ فصلى في إيوان كسرى صلاة الشكر لله على ما أنعم عليهم من النصر العظيم، وأرسل "سعد" إلى "عمر" يبشره بالنصر، ويسوق إليه ما غنمه المسلمون من غنائم وأسلاب.
بعد فرار ملك الفرس من "المدائن" اتجه إلى "نهاوند" حيث احتشد في جموع هائلة بلغت مائتي ألف جندي، فلما علم عمر بذلك استشار أصحابه، فأشاروا عليه بتجهيز جيش لردع الفرس والقضاء عليهم فبل أن ينقضوا على المسلمين، فأرس عمر جيشًا كبيرًا بقيادة النعمان بن مقرن على رأس أربعين ألف مقاتل فاتجه إلى "نهاوند"، ودارت معركة كبيرة انتهت بانتصار المسلمين وإلحاق هزيمة ساحقة بالفرس، فتفرقوا وتشتت جمعهم بعد هذا النصر العظيم الذي أطلق عليه "فتح الفتوح".
فتح مصر
اتسعت أركان الإمبراطورية الإسلامية في عهد الفاروق عمر، خاصة بعد القضاء نهائيًا على الإمبراطورية الفارسية في "القادسية" ونهاوند ـ فاستطاع فتح الشام وفلسطين، واتجهت جيوش المسلمين غربًا نحو أفريقيا، حيث تمكن "عمرو بن العاص" من فتح "مصر" في أربعة آلاف مقاتل، فدخل العريش دون قتال، ثم فتح الفرما بعد معركة سريعة مع حاميتها، الرومية، واتجه إلى بلبيس فهزم جيش الرومان بقيادة "أرطبون" ثم حاصر "حصن بابليون" حتى فتحه، واتجه بعد ذلك إلى "الإسكندرية" ففتحها، وفي نحو عامين أصبحت "مصر" كلها جزءًا من الإمبراطورية الإسلامية العظيمة.
وكان فتح "مصر" سهلاً ميسورًا، فإن أهل "مصر" ـ من القبط ـ لم يحاربوا المسلمين الفاتحين، وإنما ساعدوهم وقدموا لهم كل العون؛ لأنهم وجدوا فيهم الخلاص والنجاة من حكم الرومان الطغاة الذين أذاقوهم ألوان الاضطهاد وصنوف الكبت والاستبداد، وأرهقوهم بالضرائب الكثيرة.
وهذه قصه على علو قدر خليفة رسول الله وما بلغت الدوله الاسلاميه من عز لا يكون لوالي الا لعمر ومن اقتدى بأثره ..
أرسل سيدنا عمر جيشاً عرمرماً لمحاصرة فارس الدوله العضمى بالعالم في ذلك الوقت ) ، وحاصرها من كل جهة، يريد إسقاطها، وبعد أن أسقطت أرسل أهل فارس مفوضاً ومندوباً اسمه الهرمزان يتكلم مع عمر في الأسرى وفي شئون المفقودين واللاجئين والفقراء، وهذا الهرمزان كان من أعيانهم، كان من وزرائهم كان ذكياً، وأصابه الله بالرعب؛ لأنه يريد أن يتكلم مع عمر ، وهو يسمع صيت عمر يدكدك الدنيا ويهز المعمورة ..
فكان يتساءل الهرمزان !!
كيف يقابل عمر ؟
بأي لسان يقابله؟
وكيف يجلس معه؟
وصل إلى المدينة ، وكان مع الهرمزان حاشية, وقال أهل العلم: كان يلبس حريراً وعليه تاج وكان مرصعاً بالديباج في يده، كان كافراً لا يعترف بأحكام الإسلام، فقال للناس وللمسلمين: أين قصر الخليفة؟
قالوا: لا قصر له، قال: دلوني على بيته، قالوا: تعال، فأتوا إلى بيته؛ فإذا هو مبنيٌ من طين في طرف المدينة ، قال: هذا بيته؟!
قالوا: نعم هذا بيته، فطرق الباب فخرج ابن عمر ، قال: أين أبوك؟
قال: خرج وأظنه نائماً في المسجد، التمسه في المسجد، قال: أليس له حرس؟ قال: لا حرس له، فذهب إلى المسجد والناس حوله ينظرون إلى الديباج والحرير الذي يلمع مع الشمس، لأن المسلمين ما رأوا تلك الحضارة البراقة، حضارة المادة، حضارة البطون، عرفوا حضارة القلوب، وحضارة الأرواح، ولكن هذا الديباج، وهذا الذهب والحرير ما رأوه.
فذهبوا إلى المسجد فما وجدوه، فخرجوا معه فوجدوه تحت شجرة قد نام، وعصاه الدرة عند رأسه، وقد توسد ذراعه، فقال الهرمزان : أهذا عمر ؟
قالوا: هذا عمر .
قال: أهذا الخليفة؟
أهذا الذي أسقط دولة فارس؟
قالوا: هذا الذي أسقط دولة فارس، فقال وهو ينتفض: "حكمت فعدلت فأمنت فنمت".
قال حافظ إبراهيم :
وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً
بين الرعية عطلاً وهو راعيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً
ببردةٍ كاد طول العهد يبليها
فقال قولة حقٍ أصبحت مثلاً
وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهمُ
فنمت نومَ قريرِ العين هانيها
من لجسم شفه طول النوى
ولعينٍ شفها طول السهر
جسدٌ لفف في أكفانه
رحمة الله على ذاك الجسد
رضي الله عنه وأرضاه ..
كان رضي الله عنه اذا صلى بالناس.. وقرأ سورة الصافات .. واستمر يقرأ حتى اذا وصل قوله سبحانه وتعالى :
( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ )
فإنه يجهش بالبكاء حتى كأنه ليقطع صلاته من شدة بكائه ..
قال ابن كثير :
كان يعاد شهراً كاملاً إذا سمع الآية من القرآن ..
فإذا تأثر بالآية مرض في البيت شهراً وعاده الناس..
هذا وهو خليفة رسول الله .. واحد المبشرين بالجنه ..
اللهم ارحمنا برحمتك .. والحقنا بهم في دار المقام .. وعمّر قلوبنا بالقرآن وارزقنا تلاوته وتدبر معانيه ..
رضي الله عنه وأرضاه
من صفاته
قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم
فقد استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده نسوة من قريش ، يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل عمر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك ،
فقال عمر ( أضحك الله سنك يا رسول الله )
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )
فقال عمر : ( فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله )
ثم قال عمر ( يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)
فقلن ( نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إيها يا ابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غيرفجك )
عمر بن الخطاب
وهو أول من وضع التاريخ الهجري، وأول من اتخذ بيت المال للمسلمين، وأول من جمع الناس على صلاة التراويح في المسجد النبوي الشريف، وأول من أنشأ الدواوين وفرض الأعطيات.
وكان شديداً على عماله وولاته، يحاسبهم في نهاية ولايتهم على أموالهم وممتلكاتهم الخاصة.وكان في خلافته يؤم المسلمين في الصلوات والجمع والأعياد.
كان عمر رضي الله عنه طويلاً جسيماً، قوياً في دينه، ذا هيبة ظاهرة، شديد الورع، واسع العلم، طاهر اليد، وكان نقش خاتمه: (كفى بالموت واعظاً يا عمر).
وله من الفضائل والمناقب الشيء الكثير:
روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان يَفْرَقُ من عمر) أخرجه أحمد.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر: ((... فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك)). أخرجه البخاري.
لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ،بل كان متواضعا يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب
تمنى عمر بن الخطاب الشهادة فقال داعيا ربه
( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)
وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده
ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة
هذه بعض من سيرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه جمعتها ونقلتها لكم ومن لديه المزيد فليتحفنا بسيرة صحابة رسولنا الكريم لنأخذ منها العبر والمواعظ .
أتمنى أن أكون قد وفقة لما فيه فائدة وعلم للجميع ولكم مني جزيل الشكر .
المفضلات