الحقيقة علينا أن نحمد الله على نعمه ووافر خيراته علينا ، ومن هذه النعم وفرة الأموال الفائضة هذا العام بسبب أرتفاع أسعار البترول ، جعلها الله علينا نعمةً لا نغمة ، أنه سميع عليم .
من خلال مطالعتي للصحف اليومية شدني خبر المليارات الفائضة بسبب أرتفاع البترول ، فتذكرت الفنان عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج في مسلسل (( درب الزلق )) في أحدى الحلقات التي ثمن لهم منزلهم وتسلموا أمواله ، فأخذ يصيح سعد الفرج بعبارة (( ياربي بسنا فلوس )) ومن خلال ذلك وردت على مخيلتي هذه المحادثة بين الوزير والنائب :
النائب : معالي الوزير أشعليه هالسنه فلوسنا واجد .
الوزير : الحمدلله عسى الله يزيدها .
النائب : علمني شراح تسونا فيها ؟
الوزير : راح نصرفها على المشاريع المحلية وغيرها من الخطط الآخرى والباقي لأحتياطي الأجيال القادمة .
النائب : علينا ها الحجي معالي الوزير ، أخاف كالعادة توزعونها على هالدول والباقي زيادة في رواتبكم ومخصصاتكم ، وتنفيع للتجار والمقربين .
الوزير : حرام عليك يا اخي ، صج حنا زودنا مكافأتنا السنوية فقط ومثلك عارف التعب اللي نقوم فيه لخدمة الوطن والمواطن ، أم الدول فواجبنا أن نكسبها من خلال منحها تلك الهبات وغيرها .
النائب : أي تعب الله يهديك اللحين المواطن ما يتعب ليش ما تزيدون رواتبه ، وليش ما تعطونه مكافآت حاله حالكم ، وبعدين وين هالدول الي تكسبها يا معالي الوزير نسيتوا مواقفها يوم الغزو الغاشم .
الوزير : يا أخي اللي فات فات وبذيله سبع لفات ... أنسوا الماضي وفكروا في المستقبل .
النائب : ماشي يا معالي الوزير نبيكم تزيدون رواتب المواطنين ، وتسقطون عنهم الديون ، وتعطونهم قروض ترميم لبيوتهم ، وتسقطون عنهم فواتير الكهرباء والماء المتراكمه عليهم ، ويا ليت لو تجيبون موظفين بدالهم يعملون وهم يقبضون رواتب في بيوتهم .
الوزير : من صجك !!! تبينا نعود المواطن على الرباده والكسل ، وعدم وفائه بواجباته للدوله .
النائب : اللحين وقفت على هالمواطن المسكين ، يا أخي الفلوس اللي جت ما هي لهم خلاص عطوا كل واحد مليون وبكيفه أنشاء الله يحرقها .
الوزير : الله يهداك هذا منطق نائب يهمه مصلحة بلده وشعبه .
النائب : أجل هذا منطق وزير يبي يفسفس فلوس البلد على زوير وعوير .
الوزير : عموما راح نحاول أن نحقق بعض من طلباتك أو جزء يسير منها ، فنحن أيضاً يهمنا المواطن.
النائب : للحين ما خلصت مني ، وحنا يالنواب وش راح ينوبنا من هالخير .
الوزير : لا حول لله حتى أنتوا تبون بعد .
النائب : ليش حنا عيال العبده ، هم حنا حالنا حالكم .
الوزير : خير أشرايك توقف معانا في المجلس وتترك عنك المهايط الزايد وأبشر بالخير .
النائب : شقصدك والناخبين والوعود اللي وعدتها لهم .
الوزير : ربعنا نعرفهم يبونك تخلص لهم المعاملات ( توظيف / نقل / علاج بالخارج / مخالفة .. وهالأمور ) وحنا نساعدك فيها بعد شتبي .
النائب : عز الله أنك صاج ... وش تعطوني .
الوزير : مزرعة / شاليه / تعديل وضع / بالأضافة الى تسهيل معاملات ناخبينك .
النائب : والله العرض مغري عطني فرصة أفكر ، والا تدري خلصني هات بسرعة لا يجي واحد من الزملاء ويهف هالعرض الطيب قبلي .
أنتهت فترة هذا الوزير وهذا النائب فتقابلا بالصدفه وكلٍ منهم قد لطم على خديه لأنهم خسروا وطنهم وخسروا شعبهم وخسروا مناصبهم ، وسوف يخسرون أموالهم .
طبعاً هناك من الوزراء والنواب من هم لا يقبلون أن يساومون على قسمهم ووطنهم وأمتهم وهم كثر ، وما جلبته من مخيلتي هو نقد وتخوف مما قد يحصل خلف الكواليس .
تقبلوا تحياتي .
المفضلات