[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة أسرة وأعضاء ومشرفي المضايف :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لدي مجموعة قصصية يسرني ان أفردها عبر صفحات المضايف ولتكن دعوة للجميع للمشاركة كل من عنده قصة فيها دعوة إلى الله أو عبرة مفيدة للدنيا والآخرة الرجاء كتابتها ونشرها ليتمكن الجميع من الاطلاع على هذه القصص التي ستكون قصيرة ولكن فائدتها كبيرة ومني البداية
[align=center]باطن راجح [/align]
طوبى لعبدٍ آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة وإن كان في السّاقة ، كان في السّاقة إن استأذن لم يؤذن له ، وإن شفع لم يشفع .
هذا ما قاله نبينا وقائدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . عن تلك الصفوة المميزة من عباد الله .
يتميز أولئك العُباد أن عملهم واجتهادهم مستور عن أعين الخلق بل شخصهم بعيد جداً عن ساحة التأثير .:00107:
ووجودهم وعدم وجودهم سيان لا يلفت إليه أحد .إن ظروف حياتهم البعيدة جعلت منهم أناساً ثانويين ( بنظر الناس ) بالرغم من اجتهادهم بمهامهم الموكلة إليهم وعدم التفريط بها.
إنهم مخلصون محبون بل إن بعدهم عن واجهة الأحداث إلى الصف الثالث والرابع حعل الناس يستهينون بآرائهم أساساً إنهم مرفوضون .
ولكنك إذا جلست إلى أحدهم تسمع كلامه علك تقرأ أفكاره أصابتك الدهشة من رجاحة في العقل ووصول للقلب مع بساطة اللفظ والبيان .
هو لا يجيد صياغة العبارات كما تجيدها أنت بل غالباً تسبق عبراته عباراته فينطق بكلمة أو كلمتين يتجاوز بهما الحدود الدنيا لهذه الحياة ملِّحقاً في ملكوت الله سبحانه .
لن تفهم عشقه وتعلقه وصدق توكله على الغني الحميد أغناه الله ورفع شأنه واختصه من بين عباده .
تجده عند ذكر حبيبه –سبحانه وتعالى – يبتعد ويبتعد عن الخلق والآثار والصور خشية دخول شريك يفسد عليه صلته بحبيبه وإذا أراج تلاوة كتاب الله تبارك وتعالى فإنه يفعل ذلك في الخفاء حتى يئست منه نفسه فخضعت لحبه .
كان حداءً بسيطاً خرج مع الجيش الإسلامي بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى خيبر في الأيام الأخيرة من محرم من السنة السابعة للهجرة كان الوقت ليلاً وكل شيء هادئ لا تمل من النظر إلى السماء وأنت تسير وسط مساحات واسعة من البراري والفيافي .
رائحة الليل تبعث الراحة في الصدر أضف إلى ذلك كله أنك تسير برفقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأكرم بها من نعمة .
قال رجل من القوم لسيدنا عامر بن الأكوع وهو ذلك الحادي البسيط الذي تكلمنا عنه – رضي الله عنهم جميعاً –
ياعامر ! ألا تُسمعنا من هنيهاتك وكان عامر رجلاً شاعراً حدّاء فنزل يحدو بالقوم :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينــــا
فاغفر فداءً لك ما أبقينـا وثبت الأقدام إن لا قينا
وألقين سكينة علينـــــا إنا إذا صيح بنا أبينــــــا
وبالصياح عوَّلوا علينا
ثم سكت ..
وسكت الناس كلهم يتاملون جمال تلك الكلمات التي لا تخرج إلا من قلب مغموس يعبوديته لله سبحانه وتعالى كيف جمع بين تذلله لله سبحانه وتعالى وإظهار فقره وعجزه وبين الفخر في نصرة القوم للحق حتى فخره هذا كان ممزوجاً بتوكله على الحي القيوم .
هبت نسائم عطرة وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من : من هذا السائق ؟ قالوا عامر بن أكوع .قال يرحمه الله .:001:
سبحان الله أي بشارة تلك التي هلت على عامر رضي الله عنه ومازال الجيش على الطريق لما يصل بعد إلى حيث تظهر المعادن والنوايا .
لقد كان من تلك الصفوة المميزة التي تجتهد في إخفاء نفسها حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف اسمه حتى سأل عنه .
لقد تواضع ذلك الحداء لله ومن تواضع لله رفعه الله في في الدنيا والآخرة .
ما زال قلبه ينبض وما هي إلا لحظات قليلة ... فلنسرع .... لم اعد أطيق الانتظار أكثر .
( لا راحة للمحب في الدنيا ، إن أحس بالحجاب بكى على البعد وإن فتح له باب الوصل خاف الطرد )
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم ويبكي إن دنوا خوف الفراق
خرج يهودي اسمه ( مرحب) داعياً للمبارزة وقد طاف الكبر في رأسه حتى أخذ يقول :
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحرب أقبلت تلهبت
فبرز له عامر مجيباً :
قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر
عامر يعلم أن السيف الذي في يده قصير ولو كان يمتلك سيفاً آخر أفضل من هذا السيف لشهره ولم يدخره .
تواجه الاثنان ولكن لكل وجهة هو موليها .
وجه عامر سيفه ليضرب ( مرحباً) اليهودي فصد مرحب الضربة بترسه بقوة شديدة أعادت السيف إلى عامر فدخل سيفه في عين ركبته .
جرح جرحاً بليغاً نزف كثيراً واستشهد رضي الله عنه .
فتحت حصون خيبر وقلاعها بفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل الخطة العسكرية الذكية وطريقة توزيع المقاتلين واستغلال عنصر المباغتة .؟
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا سلمة بن الأكوع يمشي وحيداً حزيناً فأخذ بيده ليسأله عن حاله فقال : مالك ؟:00110:
فقال سيدنا سلمة : فداك أبي وأمي زعموا أن عامراً حبط عمله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذب من قاله إن له لأجرين وجمع بين أصبعيه إنه لجاهد مجاهد ، قلَّ عربي مشى بها مثله ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نحن لا نتكلم عن مجرد مجاهد من المجاهدين مع ما للمجاهدين من رفعة ومقام وأمن ......
نحن هنا نتكلم عن رجل تجاوز المجاهدين ورفعه الله فوقهم مع أنهم ظنوا أنه قد قتل بسيفه فظاهره لا يفصح عنه وعن مقامه فمقامه بين الناس ثانوي مهمش لكنه عند الله عظيم وطوبى لأمثاله .:00124:
ما أروع ما قال سيدنا علي كرم الله وجهه : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ، ثقل ميزانه يوم القيامة .
يا أحياء القلوب ترحموا على ميت ، يا سفراء احملوا رسالة مُحصَر ويا أقدام الصبر احملي بقي القليل .
:31:
القصة الثانية :
أرضى بما كتب الله لك يكتب الله لك ما تريد
يحكى أن سيدنا لقمان عليه السلام كان له ابن لا يؤمن بقضاء الله وساخط على كل أحواله في الدنيا وحاول سيدنا لقمان كثيرا نصحه في هذا الامر ولم يفلح أبداً .
وأخيرأ نصحه بعض الناس بالذهاب به إلى أحد الزهاد في أحدى القرى المجاورة لكي يعلمه الايمان بقضاء الله وفعلا اخبر سيدنا لقمان ابنه بالفكرة الذي اعترض كثيرا وقال ومالنا نكلف انفسنا عناء السفر ومشقته لأمر كهذا. وبعد محاولات ذهب ابن سيدنا لقمان مع أبيه على مضض
وبينما هما يسيران في الطريق اذا اشتد عليهما الحر جدا فأخذ ابن لقمان يؤنب أبيه
ويقول (أرأيت ما فعلت بنا أرأيت ما أوردتنا من المهالك) :0016:
ولم يستطع سيدنا لقمان الرد وانتظروا حتى انتهى الحر وسارا في طريقهما مرة أخرى
وفجأة قامت عاصفة كبيرة عليهما اضطرتهما الى التوقف وجلسا يحتميان بشجرة عظيمة من شدة العاصفة وبينما هما كذلك اذا بالراحلتيبن تفران بما تحملاه من طعام وماء
وهنا انفجر ابن لقمان بالشكوى (أرأيت ما فعلت بنا لقد أوردتنا المهالك بعد هروب الراحلتين كيف سنبلغ قرية هذا الزاهد ) :00118:
وسيدنا لقمان لا يستطيع الرد ويكتفي بالنظر للسماء سائلاً الله ألا يخذله حتى يتعلم أبنه
وبعدها اقنع سيدنا لقمان ابنه أن يكملا الطريق سيراً فلم تعد هناك الا مسافة يسيرة
وبينما هما يسيران اذ بدت القرية عن بعد وتهلل سيدنا لقمان وامتعض ابنه كالعادة
واشار سيدنا لقمان لابنه ان القرية أصبحت قريبة وهنا صرخ ابن سيدنا لقمان صرخة عظيمة
وتظر سيدنا لقمان فوجد شوكة عظيمة دخلت في قدم ابنه وان ابنه اغشي عليه
وحاول سيدنا لقمان كثيرا لاخراج الشوكة حتى خرجت وانتظر حتى أفاق ابنه الذي ما ان استيقظ حتى ضج بالشكوى من ابيه وأفعاله الذي اخذ يقول له ان القرية اصبحت قريبة
وأشار اليها فاذا بها غير موجودة وهنا جن جنون ابن سيدنا لقمان الذي حاول الوقوف والعودة لقريته مرة أخرى
وهنا ظهر فارس ملثم وسأل سيدنا لقمان (ماذا كان يقول لك هذا السفيه )
فحكى سيدنا لقمان له ما حدث ثم سأله من أنت
فقال (أنا جبريل بعثني الله لأهدم هذه القرية بسبب معاصي اهلها وعلمت انكما قادمان فسألت الله عز وجل أن يقيم عليكما الحر وتشتد العاصفة وتهرب الراحلة وتدخل الشوكة في قدم ابنك حتى لا تدخلا القرية وأنا أهدمها)
أعتقد أن الحكمة في القصة واضحة وجلية فحكمة الله في أفعاله لا نستطيع نحن بعقولنا القاصرة أن ندركها في حينها ولكن هذه دعوة للجميع .
(أرض بما كتب الله لك يكتب الله لك ما تريد) سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه [/align]
[align=left][align=right][/align][/align][align=left][img][align=left]
المفضلات