قالوا وكم أكبت فتنة العشق رؤساً على مناخرها في الجحيم ، وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم ، وجرعتهم بين اطباق النار كؤوس الحميم ، وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين ، كخروج الشعرة من العجين ، وكم أزلت من نعمة ، وألحت من نقمة ، وكم أنزلت من معقل عزة عزيزاً فإذا هو من الأذلين ، ووضعت من شريف رفيع القدر والمنصب فإذا هو أسفل السافلين ، وكم كشفت من عورة ، وأحدثت من روعة ، وأعقبت من ألم ، وأحلت من ندم ، وكم أضرمت من نار حسرات حرقت فيها الأكباد ، وأذهبت قدراً كان للعبد عند الله وفي قلوب العباد ، وكم جلبت من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء ، فقل أن يفارقها زوال نعمة ، أو فجاءة نقمة ، أو تحويل عافية ، او طروق بلية ، أو حدوث رزية ، فلو سألت النعم ما الذي أزالك ؟ والنقم ما الذي أدلك والهموم والأحزان ما الذي جلبك ؟ والعافية ما الذي أبعدك وجنبك ؟ والستر ما الذي كشفك ؟ والوجه ما الذي أذهب نورك وكسفك ؟ والحياة ما الذي كدرك ؟ وشمس الأيمان ما الذي كورك ؟ وعزة النفس ما الذي أذلك ؟ وبالهوان بعد الإكرام بدلك ؟ لأجابت بلسان الحال اعتباراً ، إن لم تجب بالمقال حواراً .
هذه والله بعض جنيايات العشق على أصحابه لو كانوا يعقلون ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ) .
=====================================
((((((((((( ذلٌ وخضوع )))))))))))))
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ينبغي للمرء أن يذل نفسه ) قال الإمام احمد : تفسيره أن يتعرض من البلاء ما لا يطيق ، وهذا مطابق لحال العاشق ، فإنه أذل الناس لمعشوقه ولما يحصل به رضاه ، والحب مبناه على الذل والخضوع للمحبوب كما قيل : إخضع وذ لمن تحب *** فليس في شرع الهوى أنف يشال ويقعد .
=====================================
((((((((((( هل في العشق محمود ؟ ))))))))))))
فنقول : العشق لا يحمد مطلقاً ولا يذم مطلقاً وإنما يحمد ويذم باعتبار متعلقة ، فان إرادة التابعة لمرادها ، والحب تابع للمحبوب ، فمتى كان المحبوب مما يحب لذاته أو وسيلة توصله الى ما يحب لذاته ، لم تذم المبالغة في محبته بل تحمد . وصلاح حال المحب كذلك بحسب قوة محبته .
ولهذا كان أعظم صلاح العبد أن يصرف قوى حبه كلها لله تعالى وحده بحيث يحب الله بكل قلبه ووحه وجوارحه ، فيوحد محبوبه ويوحد حبه ، وتوحيد الحب أن لا يبقى في قلبه حب حتى يبذلها له ، فهذا الحب وإن سمى عشقاً فهو غاية صلاح العبد ونعيمه وقرة عينه ، وليس لقلبه صلاح ولا نعيم إلا بأن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما ، وأن تكون محبته لغير الله تابعة لمحبة الله ، فلا يحب إلا لله ، كما في الحديث : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الأيمان : من كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان يكره أن أن يرجع في الكفر بعد ان أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ) .
أن قيم رحمه الله ،،،
=====================================
((((((((( ما هي أول خطوة للحب ؟ )))))))))))
قال الخرائطي : وأنشدني بعض أصحابنا :
الـحـب أولــه شــئ يهيم به *** قلب المحب فيلقى الموت كاللعب
يكون مبذؤه من نظرة عرضت به *** ومزحه أشعلت في القلب كاللهب
كـالنار مبدؤها من قدحــة فإذا *** تضرمت أحرقت مستجمع الحطب
وقد جاء في الحديث أن النظرة سهم من سهام أبليس ، وقد أمر الله عز وجل المؤمنين والمؤمنات بغض البصر لما فيه من سلامة الدين وسعادة الدنيا والآخة .
المفضلات