[align=center]في خضم الاحداث والتطورات المتلاحقة في الآونه الأخيرة على الساحة العالمية وخاصة على الساحة المحلية اصبح المرء منا في حالة ذهول وحيرة من متناقضاتها الغريبه ، وكأنه فقد الصواب ، وأصبحت العتمة طريقه في هذه الدنيا العجيبة .
لقد أصبحنا في ضياع ما بين الحق والباطل ، وما بين الحقيقة وغيابها ، وما بين الجاني والمجني عليه ، وبين تلك الامور ضاع من بين أيدينا كلمة حق يجب أن تقال .
الجميع متابع لتلك العمليات التي حدثت في المملكة العربية السعودية ، وفي الكويت ، وفي قطر ، وفي العراق ، وسوريا ولبنان ومصر وغيرها من الدول ، وهنا لا أتكلم عن العمليات ضد المحتل كما في العراق ، وأنما أتكلم عن العمليات التي يذهب ضحاياها من الأبرياء والآمنين .
هذه العمليات التي أختلف عليها الجاهل والعالم ، والأمي والمثقف ، والعامي والمسئول ، والمتشدد والمعتدل ، وأصبحوا في دوامة من الضياع والبحث عن الحقائق .
فمنا من يسمي تلك العمليات بالجهادية ومنا من يسميها بالأرهابية ، ومنا من يجد لها مبرر ، وآخر يصفها بالترويع وتقويض الأمن ، ولكن لماذا لا نطرح بعض التساؤلات حول تلك العمليات لعلنا نجد لضياعنا بصيصا من الأمل ، ومخرجا من هذه الأبواب المؤصده .
عندما يقتل شيخ طاعن بالسن أو طفل يتطلع لمستقبله أو أمرأة لاحول لها ولاقوة على يد شخص حمل جسده بالمتفجرات ، وأبى أن يموت لوحده فقتل هؤلاء الأبرياء ، فمن برأيك الجاني ومن المجني عليه ، ومن منهم يحسب عند الباريء شهيدا ؟
عندما يقتل رجل أمن نذر نفسه لأمن وأمان وطنه وأمته على يد شخص يرى بوجوب قتل كل من يمتثل لأوامر السلطة ، فمن برأيك الجاني ومن المجني عليه ، ومن منهم يحسب عند الخالق شهيدا ؟
عندما يقتل علماء الدين والمصلين في مساجدهم أو من حولها على يد فئة تعتقد بأنهم ليسوا على ملتهم ولا على مذهبهم ، فمن برأيك الجاني ومن المجني عليه ، ومن منهم يحسب عند المولى شهيدا ؟
عندما تدمر مقدرات الشعوب وتفجر أحيائها وممتلكاتها على يد فئة تعتقد بأنها تكبد السلطة فقط خسائر تلك التدميرات فمن برأيكم الجاني ومن المجني عليه ، وهل يحتسب فاعلها شهيدا عن العزيز عز وجل شهيدا ؟
عندما يغتال شخص ذو رأي معارض ووجهة نظر مخالفة على يد فئة لا تؤمن بالرأي والرأي الآخر فمن هو برأيكم الجاني ومن المجني عليه ؟
هل من يموت بهذه الطريقة ، وبهذه العمليات ، وبقتل الأبرياء والعزل والآمنين على حق فيما فعل ؟
لماذا البعض منا يصفهم بالمجاهدين ، والبعض الآخر يقول عنهم أرهابيين ؟
لماذا من يؤمن بما يفعلون لا يفعل فعلهم ؟ ومن يعارض ما يفعلون لايحتوي فكرهم ؟
هل جلبوا للأمة العزة والخير كما يقول البعض ؟ أم شوهوا صورة الأمة وجلبوا لها الشر كما يردد الآخرين ؟
هل ضحاياهم مذنبون ويستحقون الموت ؟ أم أبرياء لا حول لهم ولا قوة ؟
من هو سالك الطريق الصواب هم ومؤيديهم ، أم ضحاياهم ومعارضيهم ؟
قد يدور بذهنكم أحبائي الكثير من الأسئلة ، وقد تستحق منا الجهد على أجوبتها ، ولكن الا تعتقدون بأن علينا أن نتساءل عن تلك الأمور والأحداث وأن نبحث عن حقائقها ، وأن نصل الى نقطة
قد تنتفق عليها بدلا من هذا الجدل الذي نعيشه .
النقاش برحابة صدر وبمنطق وعقل حتما سيوصلنا الى ما نبحث عنه .
مع خالص الود والتقدير للجميع .[/align]
المفضلات