[align=center]
لقد إبتعدتم كثيراً .. فالمتهم الحقيقي هـــــو ...
الرقيب سعد !!
المجني عليه كان رجل أعمالٍ ناجح ومميز وقد كان الكثيرين من رجال الأعمال مِن من هم دونه يطمحون للشراكة معه , وذلك لأمانته ونزاهته وللمستقبل الناجح الذي سيحظى به من يؤسس معه مشروعاً ما .
وبسبب أن الرجل في أواخر عمره وشعوره بأنه لن يتمكن من متابعة تلك الشراكة بينه وبين المجموعة التي يرأسها ماجد , قام بتفويض سكرتيره والذي يثق به كثيراً , بأن ينوب عنه وأن يرأس الشركة . ولم يكن ليعارضه أحد , نظراً للحصة العظمى التي يمتلكها المجني عليه في هذه الشركة الوليدة .
لقد كانت بداية الشركة موفقة خصوصاً وأن المجني عليه قد تعهد بتسويق منتجات الشركة عبر مجموعته الخاصة , وهذا ما كان يزيد من فرص النجاح ويُعزز الثقة والشعور بالإطمئنان من جهة شركاء المجني عليه .
إلا أن الشركة قد بدأت بالتدهور وبجني الخسائر المتتالية , مما جعل الشركاء يضيقون ذرعاً بشريكهم خصوصاً بعد أن عاينوا الكثير من المشتروات والتي لم تكن لازمة لتدعيم الإنتاج , كما أن الإنتاج قد وصل لمرحلة الإغراق أيضاً .
حاول رجل الأعمال ماجد أن يتصل بشريكة والذي كان يرفض محادثته أو الإستماع إليه , حيث أعلمه بأنه ينوي تصفية الشركة وأنه لمس منه الخيانةَ والغدر .. حيث كان سكرتيره قد أعلمه بكل ما يحدث في الشركة .
لقد كان السكرتير في منزل المجني عليه في الساعة العاشرة , وأعلمه حينها بأن شركاء المجني عليه يعبثون في الشركة وأنهم يُسوقون المنتجات بطريقتهم والتي لم يكونوا قد إتفقوا عليها جميعاً وأنهم لا يلتزمون بالبنود والعقود التي بينهم , فقال له المجني عليه :-
سأخط لك خطاباً لتصفية الشركة وإنهاءها , وعليك أن تقوم بكامل الإجراءات وعلى عجل , كما أُريدك أن تُعلم الشركاء بذلك وأن تُخبرهم بأن الأمر غير قابل للقاء أو النقاش أو التفاوض .. فأيده السكرتير في ذلك وحمد الله أن الخسائر لم تصل إلى حد الإفلاس وأن الفرصة لا زالت سانحة في إدراك الأمر .. إلا أن المجني عليه قد عاتبه بسبب إخفاء هذا الأمر عنه حتى هذا الحد ..
أخذ السكرتير التفويض بالتصفية , ثم غادر إلى الشركة التي هي بين ماجد وبين المجني عليه للقيام بجرد وإحصاء ما لها وما عليها ..
لم يجد ماجد بُداً من أن يُباغت المجني عليه في منزله , ليُعلمه بأنهم ( كمجموعة ) لم يجهلوا خيانة المجني عليه لهم , وأنهم مع ذلك مستعدون للتفاوض في سبيل المحافظة على الشراكة بينهم ..
حضر ماجد في غياب الخادمة والسائق , وقابل المجني عليه في الساعة الواحدة والنصف , ثم أعطاه نسخ من عقود واتفاقيات خاسرة كان السكرتير قد أبرمها , فدُهش المجني عليه من تِلك العقود , وانتظر السائق حتى يعود إلى البيت , وكان ذلك في الثانية تقريباً , حيث دخلت عليهما الخادمة وسألت سيدها إن كان يُريد شيئاً , فسأل المجني عليه , ماجد إن كان يُريد كوباً آخر من القهوة .
فأجابه بالنفي وأنه قد إكتفى بالكوب الذي صنعه له المجني عليه , فأخذت الخادمة الكوب الفارغ من أمام الضيف ولما همت بالخروج سألها إن كان السائق موجوداً , فأخبرته أنه في المرآب يريد تنظيف السيارة , فخرج إليه المجني عليه وسلمه الظرف , وحينما أخرج السائق السيارة مرةً أُخرى , أوقفته الخادمة لكي تذهب معه , وأخبرته أنها حين دخل عليها المجني عليه من خارج البيت , أخذت منه الإذن بالخروج .. ووافق .
إلا أنها رأت البستاني وقد أنهى عمله , حيث حضر إلى البيت في الساعة العاشرة والنصف وذلك لكي يقوم بتحضير حديقة الزهور والتي كانت محميةً بطبقةٍ من العازل , فذهبت إلى الحديقة وأخذت كوب القهوة الذي أتت به إليه , ثم وضعته على طاولة المطبخ مع الكوب الذي تناوله رجل الأعمال ماجد . وهذا ما جعل الرقيب سعد في حيرةٍ من أمره لوجود بصمتي رجل الأعمال والبستاني على الكوبين اللذين في المطبخ , وكأنهما قد تقابلا وتحاورا وهما يحتسيان القهوة في المطبخ !!
عندما وصل السائق إلى المكتب في الشركة الأُم وقابل السكرتير , وضع المظروف أمامه وأخبره بأن السيد ماجد هو في ضيافة المجني عليه .
السكرتير ( وهو يفتح المظروف ) :- وما كان الحديث بينهما ؟!
السائق :- لم يتسنى لي أن أعلم شيئاً .. فقد كنت في الخارج ..
ثم ذهب السائق .. وعندما أخرج السكرتير ما في المظروف وعلِم أن اللعبة قد كُشفت .. خرج مسرعاً على إثر السائق , فأوقفه وطلب منه أن لا يُخبر المجني عليه أو أي أحدٍ آخر بأنه قد إستلم المظروف أو أنه سيكشف سره والخادمة أمام المجني عليه وأمام الشرطة أيضاً !
وقال له :- ألم تُنهيا أثاث منزلكما ؟!
السائق :- لقد اقتربنا من ذلك !!
ثم فتح السكرتير باب السيارة الخلفي حيث كانت الخادمة , وقال لهما :-
أعلم بأن المجني عليه يرفض فكرة زواجكما , وأنه سيستبدلكما بسائقٍ جديد وخادمةٍ جديدة !!
السائق :- لا يهم الآن .. فنحن مستعدان لأن نبدأ حياةً جديدة !!
السكرتير :- أين ؟! في السجن !! أنا لا أدري لم نفسي قد ضاقت من كتمان رؤيتي لك في سوق الذهب وأنت تبيع عقداً و .. خاتماً و .. سواراً و ... ( فقاطعه السائق ) ..
السائق :- سيدي لقد وعدتني بأن لا تخبر أحداً بالأمر .. ثم إنك ما طلبت مني شيئاً إلا وأخبرتك به ولا إتصالاً أو زيارةً تأتينا في البيت إلا وأخبرتك عنها .. فماذا فعلت لكي تضيق نفسك بهذا السر ؟!
السكرتير :- عموماً فأنا أرى نفسي الآن وقد اتسعت لحمل هذا السر .. لكن عليك بتنفيذ ما أقوله لكما !
ذهب السكرتير إلى منزل المجني عليه وهو عازمٌ على أن يجد حلاً للأمر , وأن يُنهيه قبل أن يقوم المجني عليه بعزله وأن يقدمه إلى شرطة .
قام بكسر نافذة المطبخ , ليدخل منها , إلا أن المجني عليه قد سمع صوت تكسير الزجاج , ففتح النافذة لينظر إلى الأسفل إن كان هناك أحد , وهذا ما جعل جسمه يتبلل بالماء , إلا أن الكهرباء قد انقطعت فجأةً , وكان هذا هو السبب في تأخر الساعة , فخرج المجني عليه من مكتبه وهو ينادي على الخادمة , إلا أن السكرتير قد أطلق عليه النار من أسفل الدرج , ولعدم وجود النور وبسبب أن السماء غائمة حينذاك , لم يتمكن من إصابة المجني عليه من أول ثلاثة طلقات , فهرب المجني عليه إلى المكتب , فكان من السكرتير أن تبعه .
وتمكن من رؤيته جيداً بسبب أن عمود النور في الشارع كان يطل على النافذة مباشرة , لقد كان المجني عليه واقفاً أمامه لا يملك حيلةً من أمره , فأطلق السكرتير النار عليه وأصابه بأربعة طلقات نارية , ولما تأكد من أنه قد مات , أخرج التفويض الذي أعطاه إياه القتيل في أن يقوم بفض الشراكة ويقوم بتصفيتها , ثم وضعها على المكتب ..
ثم ذهب إلى غرفة النوم وقام بفتح الأدراج وإخراج ما فيها ورميه بعيداً , للإيحاء بأن هناك سرقة , وكان يقول في نفسه .. إن لم يتم إتهام ماجد بالقتل بسبب وجود تلك الورقة على المكتب , فسيتم إتهام السائق بذلك لدواعي السرقة !!
تحيتي للجميع .. فقد كان منكم من شك بالمتهم الحقيقي وكان منكم من إقترب من ذلك الأمر والبعض كالأخت الريم قد توصلت لكيفية وقوع الجريمة بحذافيرها ..
إلا أنني لم أوفق بالمتابعة والإجابة عن الإستفسارات بسبب إنشغالي كثيراً في الإسبوع الفائت ( سامع يابن جشعم ونت يا راعي الوقيد ) , وعموماً فهذا ما يُصيب بعض القضايا من إهمال أو تأخير أو عدم إهتمام .. أو ربما نسيان (( << هي زلة لسان ))[/align]
المفضلات