[align=center]وعموماً .. سأدعك مع النقيب فايز ليوضح لك الحادثة من أولهــــــــــــا ....
كُنت في سوق المدينة وذلك لغرض التسوق , إلا أن الرقيب سعد إتصل بي وأفادني بخبرٍ عن قضية سطوٍ في أحد المنازل , ويبدو أنها قد أدت إلى قتل صاحب المنزل . أخذت منه العنوان وتوجهت بسيارتي إلى حيث المنزل , والذي لم يكن بعيداً عن المكان الذي أنا فيه , والذي أُقدر بأن أصل إليه في غضون خمسة دقائق , لولا أن المطر كان شديداً حيث استمر على ذلك لليوم الثالث ..
كانت الشرطة قد أحاطت بالمكان , وكان خبراء البصمات يقومون بعملهم في البحث عن أية بصمات وأية دلائل يجدونها . لقد أخبرني الرقيب سعد بأن نتائج التحاليل ستكون على مكتبي بعد ساعة أو ساعتين , طلبت من الرقيب أن يأخذني في جولةٍ في المنزل , وذلك قبل أن نتفحص الضحية .. وقد بدأنا بالدور الأول ..
لقد كانت الأمور في الطابق السفلي تبدو عاديةً جداً , ولا شيء يلفت الأنظار لعملية سرقة .. كُنت حينها وأنا معه اتأمل ما في المنزل من الداخل وأبحث عن أي شيءٍ قد أجعله منطلقاً لي في البحث , لقد كان المنزل فخماً جداً وكان يحوي الكثير من التحف الباهظة الثمن , وقد وقفت عند كل واحدةٍ منها كي اتأمل جمال صُنعها ودِقة زخارفها . فتوقف عندي ( سعد ) وقال بأن القتيل هو من هواة التحف والآثار وكل شيءٍ قديم وخصوصاً الساعات الأثرية .. وهذا ما لاحظته حيث كان هناك الكثير منها ..
توقفت عند واحدةٍ من تلك الساعات الأثرية حيث كانت معلقة على الحائط القريب من الدرج , فتوقف بجانبي الرقيب وقال متهكماً :- يبدو أنك لا تُفرق بين الحديث والقديم , فهذه الساعة حديثة .. ألا ترى أنها تعمل على الكهرباء ؟!
قُلت نعم أرى ذلك .. وأرى أيضاً أن الساعة تُشير الآن خطئاً إلى الخامسة والربع !! أي أنها مُتأخرة نصف ساعة تقريباً !!
دخلنا سويةً المطبخ وأخذ الرقيب سعد يُقلب في الأدراج وفي كل شيء وهو يقول .. لا شيء مريب هنا .. حتى وصل إلى الثلاجة .. ثم صاح بي وهو يقول .. وجدت أمراً !!
ثم ضحك ..
الرقيب سعد :- أيعقل أن تكون ثلاجة منزلي ممتلئةٌ من كل نوع , وهذا الثري لا يوجد لديه هنا غير الجبن والخبز والماء !!
النقيب فايز :- المريب ليس في الثلاجة .. بل في كوبين من القهوة كانا على الطاولة وكان فيهما أثر قهوة !!
الرقيب سعد :- قهوة !! أنت لماحٌ جداً ( تهكماً كالعادة ) .. هي أكواب قهوة !! فماذا تُريد أن يكون بداخلها ؟!
النقيب فايز :- إذاً ما رأيك بهذه النافذة المكسورة يا رقيب الدجاج واللحوم ؟!
الرقيب سعد :- عموماً .. لنذهب إلى حيث الضحية .. فمكانه في الغرفة التي فوقنا مباشرة !!
أخذني الرقيب إلى الدور العلوي حيث الغرفة التي كانت فيها الضحية , لقد كان النور خافتٌ جداً إلا من مصباح المكتب ونور عمود الإضاءة في الشارع , والذي يُطل على النافذة مباشرة ..
لقد كان الضحية مُكباً على وجهه , وقد أُصيب بأربعة طلقات نارية اخترقت جسده , حيث كانت آثار واحدةٌ منها على الحائط الذي خلفه , ويظهر أن القتيل قد أسند جسده على الحائط , أما البقية من الطلقات فقد خرجت من النافذة , ما يدل على أنها أُطلقت جميعاً عن قُرب , والصورة لدي هي أن الجاني قد تفحص المجني عليه إن كان قد مات .. ثم ألقاه أرضاً , لقد كان كل شيء في الغرفة كما هو مرتباً ولم تظهر أية آثارٍ لعراك حول الأثاث والأدراج القريبة من الرجل .. لقد كانت النافذةُ مفتوحةٌ مع أن السماء ممطرة , وقد كانت ستائرها الشفافة مسدلة .. وربما أن المجرم قد استخدم النافذة إما للدخول أو للخروج .. إلا أننا لم نجد ما يدل على ذلك , وما كان عليها سوى بصمات صاحب المنزل ..
لا شك عندي أنه هو من قام بذلك .. فقد كان مُبللاً من الأمام !!
لاحظت أن هناك ثلاثة طلقات نارية لم تُصب أهدافها , حيث أنها قد عملت آثاراً على الجدران وذلك بعيداً عن الجثة , واحدةٌ عند نهاية الدرج في الأعلى , والأخرى قد أصابت جدار الغرفة القريبة من غرفة الضحية , والأخيرة كانت على باب غرفة الضحية .. وربما أن القاتل قد بدأ بإطلاق النار عشوائياً وهو في الأسفل , وذلك لإخافة القتيل قبل القيام بالسرقة !!
كانت هناك أوراقاً كثيرة على المكتب , لاحظت أن أولها والتي كانت في مقدمة تِلك الأوراق , عبارة عن أمرٌ منه لمدير أعماله بأن يقوم بتصفية إحدى الشركات وذلك لأنه لا يثق بشركائه ..
لقد عبث الجاني بغرفة نوم الضحية فقط , حيث الأدراج مُفتحة , وما بها من أوراق أو ملابس مُبعثرة بعيداً هنا وهناك , ما يدل على أنه كان مرتبكاً وخائفاً , والغريب أن من يقوم بإطلاق سبعة طلقات نارية , ثلاثٌ منها عشوائية , لا بد ( إن كان محترفاً ) أنه يعي بأنه بذلك قد ضيق الوقت على نفسه وأنه سيُزيد من إرتباكه وخوفه .. إن كان سارقاً !!
سألت الرقيب سعد :- هل هناك مشتبهٌ بهم أو شهود ؟!
الرقيب سعد :- الرجل عاش وحيداً بعد موت زوجته , وقد مات وحيداً أيضاً , ولا يوجد معه في البيت غير مدبرة المنزل .. وهناك سائقه الخاص .
ذهبنا إلى مركز الشرطة .. وتم حصر واستدعاء جميع من كانوا في محل شُبهه أو كانوا في منزل القتيل في ذلك اليوم .. لقد كانت النتائج تقول بأن الرجل قد تم قتله بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظهر . كذلك فإن الذين يعيشون معه في المنزل أو على علاقةٍ معه , لا يعلمون إن كان يقتني نقوداً أو مجوهرات في المنزل ..
عموماً طلبت من الرقيب أن نبدأ التحقيقات وأن يُحضر لي المشتبه به الأول .. وقد كان محضر التحقيق هو الآتي :- [/align]
المفضلات