[align=justify]لقد أفجعني وآلمني جداً خبر مقتل ذلك الضابط ، وليس ألمي لمعرفة شخصية به ولا لما يقوم به من عمل ولكن لأنه مسلم أستحل دمه بغير حق ، وآلمني ما سمعت من تخبطات في هذا الموضوع فأرى أن الناس أصبحوا بين إفراط وتفريط ، إخوتي أن دم المسلم لم يُحل من قبل أي من علماء المسلمين الثقات قديماً وحديثاً فهذا إبن تيمية الذين عاش في عصر مشابه كثيراً لعصرنا فلم يحل ولم يقر هكذا أفعال وإن وجدت الظلم والزور وغمطاً لحقوق الناس وكثير من مثل هذه الأخطاء برأيك ، فلم تجعل هذه الأخطاء مسوغاً شرعياً لنزع يد الطاعة وتبني قول جواز قتله أو قتل أتباعه ، وإنما منهج أهل السنة والسلف الصالح النصيحة ويكون الرفض وعدم القبول بهذه التخبطات والمطالبة بالتصحيح بشتى الطرق المشروعة ، ولكن أن تصل إلى الدماء والعصيان والخروج فلا وألف لا ، ونتبهوا لما أريد أن أقول هذا إبن تيمية لاقا ما لاقا في عصره من أذى ولكن يوم أن وجد أمته وإمامه بحاجة له يوم غزا التّتار البلاد ، وقف بين الصفوف يشحذ الهمم ويحرض للجهاد من على أعواد المنابر تحت لواء ولي أمر المسلمين ويحلف لعامة الأمة المرعوبة من قوة التّتر والمتخاذلين عن الجهاد أنهم منصورون ولما قالوا له قل أن شاء الله يا إمام ، قال أن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً ، أنظروا إلى هكذا يقين بنصرة الله للمسلمين ، فلم يقف يتفرج عليهم ويقول جاءك الموت يا تارك الصلاة ، فضلاً على أن يقوم أو يفتي بجواز قتلهم لمعصية حادثه ، ثم لم ينتظر الحظوة والمطامع الدنيوية بعد ذلك ،بل عاد يتكلم وينصح ويعلم ويدعوا إلى الخير ويأمر بالمعروف بالمعروف وينهى عن المنكر بالمعروف ، أنظروا كيف هي مواقف العلماء الربانيون ، فليست المسألة مسألة مع أو ضد ، ولكن الهدف الرئيس هو ما فيه خير للعباد والبلاد ، ومن هذا المنطلق يتحرك محبو الخير لأممهم ، فلتتفتح القلوب قبل الآذان لسماع قول فيه شيئاً من التفصيل ، نعم نحن نرفض هذه الطغمة الخارجة التي إستحلت دماء المسلمين بغير حق ، ونحن كذلك نرفض هذا العبث بمقدرات العباد والتقطير عليهم حتى أصبح العاقل حيراناً في أمرهم ، فمتى أصبحت المطالبة بأداء الحقوق إلى أصحابها مع حفظ حق الطاعة معصية وخروج فلا يقول بذلك إلا ناقص علم تربى على الخوف والجبن ، فإن لم نخرج هذ1 المفهوم الأعوج من عقولنا فلا نحن أهلاً لحق يوأدا إلينا ، ولا هُم أهلاً للتولي على هكذا مواطنين بهذه العقليات ، فلنرتقي بأنفسنا على قدر التحديات ولنثبت أننا أهلاً للسماع لنا ولمطالبنا ، قارنين هذه المطالب بكثيرٍ من الاحترام وبالضوابط الشرعية التي تنظم العلاقة والتعامل مع ولي الأمر وليس منها بأي حال من الأحوال الخروج ولا القتل ، ولا سفك للدماء ، والشرع يكفل هكذا مطالبات بهذه الصورة والكيفية وكل يسلك ما يحسن من مسلك .
والله من وراء القصد ..
والسلام ..[/align]
المفضلات