[align=center]التســــــــــامح .... ( صحة القلوب ) **
بسم الله الرحمون الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
قال صلى الله عليه وسلم :-
( إن الشيطان قد يئِس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ،ولكن في
التحريش بينهم ) ''رواه أحمد والبخاري''.
أخي في الله :
كلما قرأت أو تذكرت الحديث ممن (لا ينطق عن الهوى) وجدت التفسيرالواضح لحال المسلمين اليوم ،
فالخصومات (المبررة وغير المبرة)على أشدها ، والتنازع المؤدي إلى الفشل ، وضيق بعضنا
بالآخروعدم التقبل للنصح أو الإرشاد وإتباع الهوى ، كل هذه الأمور
بدأت تتجلى بشكل واضح وأصبحت ملازمة للكثير منا (إلا من رحم ربي) .
والأسباب المؤدية ألى ذلك كثيرة ويتعذر حصرها وتحديدها ولكنها في مجملها
تدور حول موضوع أساسي وترجع إليه في كل مرة ، ألاوهو
(الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ) ولاتتوقع ياأخي أن الإستعاذة أمرها هين،
أو أنها مجرد كلمه تقولها بشكل عابر لقفل موضوع صعب عليك الإسترسال فيه .
لا بل هي العلاج النافع والاكيد لحالات الضيق بالآخر والجدل المثير للفرقة.
وحاول أن تسترجع المرات التي حصل لك فيها من الخصومات ما حصل ،
تجد أنك لم تستعذ بالله من الشيطان الرجيم عند حصول مشادة في موضوع إستدعى النقاش ،
وسترى أن القرار يختلف ، والحدة تزول و السكينة تعم والتعقل يطغى على التسرع والنزق ،
وهكذا يجب أن نكون في مجمل أحوالنا وحوارتنا ،
وليحرص كل منا على ألا يلحق ذمته شيء من ظلم لاخيه المسلم أو استخفاف بمشاعره
أو ذكره بما يكره أن تقوله فيه أو إهانته . و لنتذكر دائما أن الاعتذار لا يكلف شيئا من المال
أو الجهد (فقط كلمة بسيطة تعتذر فيها و ابتسامه تتصدق بها على أخيك و دعاء بأن يغفر الله لك و له ).
وما أحوجنا هذه الأيام و الفتن توشك أن تعصف بالامم،
ما أحوجنا الى رص الصفوف وتقوية الروابط و العلاقات الاجتماعية .
و لا تظنن أخي المسلم أن هذه دعوة الى تحزب أو قوميه أو عنصرية لا ،
بل هي دعوة الى أن يقوي المسلم شخصيته و يجعل رابطته الاسرية كذلك
ثم يساهم في تقوية روابط الاسرة بالاقارب و الجماعة الخاصة ثم الجماعة العامة
( المجتمع) وهكذا إلى أن يعم الترابط جميع المسلمين باذنه تعالى وليس الامر مستحيلا ،
فعندما نتوكل على الله و نعزم ، سنجد أن الامور بدأت تتحقق لنا شيئا فشيئا ،
قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه )، حسبه :أي كافيه من الشر ومعينه على الخير .
وأعظم بها من منه ، أن يكفيك الله الشر و يعينك على الخير .
فأن هذا والله .. ملاك الأمر كله ،
وقصب السبق الذي نسأل الله تعالى أن نكون ممن يحوزه ( في الدنيا والآخرة ) .
احرص ..اخي المسلم على الأعتذار والتسامح ،
لتسهم .. بأذن الله في ازالة الشحناء بين المسلمين ،
فيكفينا ما وصلت اليه الحال بين المسلمين ، الى درجة ان يسمع البعض من غير المسلم ..
ولا يسمع من اخيه المسلم ، ويثق بغير المسلم .. ولا يثق بالمسلم !
وما ذلك الا والله من نزغات الشيطان ( انه عدو مبين ) .
لنجعل التسامح يسود بيننا في المنزل ، وذلك بحسن التربية والبعد عن
الخصومات بين الوالدين أمام الأولاد أو بين الإخوان أنفسهم ،
وليحذر الآباء من السكوت على خصومات الأبناء والتساهل بذلك ،
بل يجب أن يتم النصح والتوجية ( بالشكل المباشر وغير المباشر)
ونشر المحبة بينهم بأي أسلوب كان والحذر كل الحذر من إستغلال تلك الخصومات
على طريقة (فرق تسد) فإن هذه حيلة العاجز الضعيف في كل شيء
(الضعيف في إيمانه ، والضعيف في علاقته بربه، والضعيف في مروء ته وأخلاقه) .
لنجعل التسامح يسود بيننا في الطريق ، نعم في الطريق ،
فكم من الخصومات تحدث بين الناس اليوم في الطريق ، سواء أثناء القيادة
(وما أكثر ذلك) فمع الأسف أن البعض يتغير أثناء القيادة كلياً حتى (والعياذ بالله)
لاتكاد تصدق أن الشخص هو الذي كنت تعرفه وتثق من تصرفاته ، فلماذا ذلك ؟؟؟
إذا أحسست أنك أخطأت على أحد أثناء القيادة فأرفع يدك مسلماً معتذراً
ومبتسماً وسترى الفرق واضحاً ، أما التلاعن وإطلاق العنان ل (أجهزة التنبية)
فقلَ أن تحصل منها على نتيجة ؛
بل هي مفتاح الشر ، ولاحظ ذلك بنفسك .
لنجعل التسامح يسود بيننا في العمل ، ولنحسن الظن ببعضنا ،
فالظن السيئ (ليس واجبا تعاقب على تركه ، بل تركه أوجب ،
وليس سنه تثاب عليها ، بل تثاب على تركه)
ولك أن تتخيل مجتمعا تقل فيه الظنون ويغلب فيه حسن الظن !
لنتسامح في المدرسة ، بين المدرسين وبعضهم البعض ، وبين المدرس
وتلاميذه والحرص على ألا تكون العلاقة بين المعلم وتلاميذه علاقه عداء
(والعياذ بالله) وهضم حقوقهم والتشفي منهم بالدرجات وغيرها ،
وكذلك على الطالب إبتداءً تقدير معلمه ومدرسته وزملاه .
أسأل الله العلى القدير أن يجعل ما كتبته خالصاً لوجهه الكريم
وأن يعينني وجميع أخواني المسلمين على طاعته والتوكل عليه
والإستعاذة به من الشيطان الرجيم . إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .
محرم1423 هـ
اخوكم
سليمان[/align]
المفضلات