[align=justify]اسمحوا لي إخوتي فأنا أريدُ أن أسلط الضوء على رجالٍ يقفون في وجه أمواج كالجبال ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج الرجل يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما لهو من نور ، في زمن تسارعت فيه المستجدات حتى لا تكاد تميز غثه من سمينه إلا ويكون للجديد جديد ، فهم ـ أخوتي ـ رجال طالما ظلموا ، وطالما تهجم عليهم المتهجمون بباطل كثير وبحقٍ قليل ،فهم حراس الفضيلة وصمام الأمان لهذا المجتمع هم رجال الحسبة رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، رجال آثرونا على أنفسهم ، آثرونا بالراحة والدعة والسكينة فتجدهم يسهرون والناس نيام ، فهم يذودون عن هذا المجتمع كل بلاء فقد قال تعالى ( لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) فلتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوجب الله عليهم أللعنة وهي الطرد من رحمة الله .
وبالمقابل جعلنا خير أمة أخرجت للناس لأمرنا بالمعروف والنهي عن المنكر في قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
أخوتي الأفاضل هم والله تجدهم يموتون في كل يوم مراتٍ ومرات لما يرونه في واقع الميدان من أحداث تدمي القلب فيتحملون عنّا عبأ التعامل معها ، فمرتاً لما رأوا تلك الفتاة الصغيرة وقد حبل لها ذئاب البشر الأحابيل ليفترسوها وهي في غفلة الصبا غير مدركة لما يجري لها ، وما لها من جريرة إلا أنها انساقت خلف كلام معسول من شيطان من شياطين البشر تهواه الصبايا لترضي غرور صباها في لحضة إضمحل فيها الإيمان من قلبها ـ لأسباب عدة ـ فصدقت تلك المسكينة مواثيق وعهود الحب المزعوم ، فخطت خطوة ألزمتها بخطوات فلم تجد يداً تمتد لها إلا يدهم لتخلصها من ذلك المصير المشؤم ، ومرتاً لما رأوا تلك المرأة التي قُلدت ثقة وهي غير أهلاً لها من زوج وأبناء ، ثم انساقت إلى طريق مظلم في لحظة من لحظات الضعف واستغلت من ذئب بشري متربص فلم تعرف بعد ذلك طريقاً للخلاص فسيرها عبدتاً تلبي شهواته الحيوانية ، فلم يكن لها بعد الله إلا رجال الحسبة ، ومرتاً لما رأوا ذلك العربيد الذي سير منزل أطفاله حانتاً وماخوراً للفساد والعربدة غير عابئٍ بالأطفال والنساء الذين يرتجفون كالأغصان من الخوف خلف الأبواب المغلقة ، فلم يجدوا لذة النوم المطمأن إلا بعد أن سير الله لهم أولئك الرجال ، الذين لا يخشون فالله لومة لائم ، فهم حراس الفضيلة بحق ولا شك ،ولا عجب من ناعق ينعق ضدهم ، فهم يقفون بينه وبين هواه ،ويحولون بينه وبين تحقيق شهواته الخبيثة ، وعبثه في حمى الله ، فإن لكل ملك حمى وان حمى الله محارمه ، فهم يعملون غير عابئين بنشاز تلك الأصوات ، وذلك لأنهم تعلموا الدرس من الحكيم لقمان في كلام ربهم في قوله تعالى ( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ...) فهم يعلمون أن كل من تصدى لهذا الأمر حورب من أهل الأهواء فهذه سنة الله في أرضه .
وأني هَنا في هذا المنتدى منتدى أهل الفضيلة والعفاف والرجولة والإيمان ، أسجل موقف احترام وإجلال لؤلئك الرجال ، الذين آثرونا على أنفسهم وأهليهم ، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان يا قوم ، نعم أقر أن لديهم أخطاء ، ولكن لا أقر أن تكون هي المدخل للتشهير بهم والنيل منهم على الملأ ، وأن تكون هي معول الهدم ، وسبب فت عضدهم ،فلا والله لا يسجل في صحيفتي الرضا به ، ولا السكوت عليه ، نعم .. واجب علينا مناصحتهم يوم نجد الخطأ، وان لزم الأمر نشدد عليهم بالقول ، وجهاً لوجه ،فهو المنهج الشرعية والطريقة الصحيحة التي تحقق الهدف المرجو ، وتحقق المصلحة الراجحة ، التي هي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فالله أسأل أن يثبتهم وينصرهم على العابثين بمحارم الله ، وان يعينهم على ما هم متصدين له ، وهو الحمل الثقيل الذي ينوء عن حمله العصبة من الرجال .[/align]
[align=right]والـــســـــلام ... [/align]
المفضلات