[align=center]
قريباً من بعلبك 000
وقفت أشتري منها التوت يوماً ،
عرضت عليّ البضاعة .
فرأيتها وكأنها قد قطّعت شفائفها .
اللون لون العندم (1)، والملمس كأنه البلسم .
أقصد التوت!!
قلت لها : ياسيدتي أريد القليل ؟
لا أريد إلا إرواء الغليل !
قالت : إذاً خذ ماتشتهي بالمجان .
قلت : معاذ الله ! لانأخذ إلا بالأثمان .
طال النقاش والأخذ والعطاء 000
ففتحت بالقلب جرحاً تماثل للشفاء .
تركت النقاش بالتوت !
وقلت البقيّة البقيّة(2) قبل الموت .
انتفخ السحر(3) ، وكأني غارق بالبحر .
قالت : ما بالك يافتى ؟
قلت : الهوى ثم الهوى .
قالت : أنت هنا ربيال (4)؟!
قلت : لست بغاوي ولا محتال .
ضحكت ضحكةً ملوّنه0000
ثم أردفت قائله :
قلبك أخضر مثل الشجر ،
والنطق يبتلعني كالحوت .
قلت : قلبي أخاف أن ينفجر ،
ويصبح بلون التوت .
أرجوك بادليني الغرام والهيام ؟َ!
فأنا بالنضرة الأولى صرت أسيرك .
قالت أفكر بالأمر ملياً على ريثٍ وأناة ،
وفي قابلٍ(5) تجد الرد ياهناة (6).
وها أنا أنتظر العطلة لأخذ الأجابة ،
عسى أن تكون بصالحي أيه السادة .
000000000000000000000000000000000
1/ العندم : شجر يستخرج منه صبغة شديدة الحمرة .
2/ البقية البقية : يقولها العرب في الحروب عندما تكون القبيلة في وضع الانهزام وتخاف من الاستأصال .
3/ السحر : الرئة .
4/ الربيال : الرجل الذي يغزو لوحده .
5/ قابل : يعني في السنة المقبلة .
6/ هناة : تطلق على الرجل الغريب .
[/align]
المفضلات