ــ مشكلتك ما تدري ماذا يحدث‚‚ الوجوه امامك تتغير في الثانية‚‚ وتعود لك وكأنها لم تفعل شيئا‚‚ كأنها تبيع وتشتري في ملامحها‚‚ أحيانا تندهش من فعلتها وسوء سلوكياتها‚‚ وتنظر للافق الذي يأتون منه‚‚ فتجدهم‚‚ «ناس» تحب مصلحتها لحد انها تبيعك‚‚ وهي تضحك لك‚
ــ المشكلة ان البعض‚‚ يبيع ويشتري‚‚ حتى في اخلاقه معك‚‚ لا تعرف من الصادق في مشاعره‚‚ وهل هو فعلا يتحدث بصدق‚‚ أم ان النوايا أصبحت خبيثة لا تشكل امامك سوى مساحة ضبابية ‚‚ لا تقوى على كسرها الا في الوقت الضائع‚
ــ بعض الناس‚‚ اعتقد انهم يمثلون لك كل شيء جميل‚‚ بينما داخلهم يسكن الشر والنفاق والمجاملات والكذب‚‚ وعشق الصعود‚‚ حتى تصل نواياهم لحد انهم يرخصون في اي شيء مقابل هذا الصعود الذي يشكل في حياتهم التضحية‚‚ ضد من؟ وعلى جهد من؟ هذا لا يهم‚
ــ البعض تجد ان اسهمه مرتفعة‚‚ الكل هنا‚‚ يعمل بنشاط‚‚ ويحاول كل منهم ان يصبح في الصورة‚‚ ومهما كان الثمن فلا يهم‚‚ حتى تجد ان الدنيا صارت مختلفة لا تعرف من الصاحب والعدو‚‚ متغيرات اكثر من القدرة على تصديقها‚‚ وعلى تركيبات غريبة‚‚ يؤلمك المشهد‚‚ وتصبح انت الضحية لانك طيب‚‚
ــ في كل من المواقف تكشف هذه الوجوه‚‚ وجوه تشبه البلاستيك‚‚ تظهر لك على حقيقتها‚‚ برداءة معدنها‚‚ قد تصيبك الدهشة‚‚ وانت تكتشف يوما بعد آخر ان الزيف كل العلاقة‚‚ لا ترى فيها شيئا سوى هذه اللعبة القذرة التي تطال حتى مشاعرك الانسانية‚‚ لمجرد انك لم تقبل ان تطرق باب الكبار وتنحني لهم‚
ــ صور مرعبة‚‚ ونماذج لا تعرف سوى نفسها ومصالحها‚‚ تبيعك لا غرابة من ذلك‚ تشتري بذمة مزورة كل الحقائق‚‚ تنقلب وكأنها لم تفعل جرمها‚‚ ولم تطعن فيك ولم تسابقك في حجز مكان لها‚‚‚ بثمن مدفوع‚‚ وأيا كان الثمن فذلك لا يهم لمجرد انها اصبحت في سوق النخاسة‚‚ تبيع وتشتري حتى في نفسها‚
ــ تبقى على حقيقة مرعبة‚‚ من تصدق من؟ ومن يضحك على الآخر في طريقة مبرراته‚‚ واسلوبه‚‚ انه بريء‚‚ وهو ابعد من هذه البراءة التي فقدناها في زمن الكل يبحث عن مكان له‚‚ وعن مركز له‚‚ وعن مصلحة له‚‚ حتى تصبح دهشتك امرا طبيعيا في زمن مقلوب وفي زاوية حادة جدا‚‚ والبقية تأتي‚‚ لكن يبقى السؤال من تصدق من؟! اكيد لا تدري‚
منقول
المفضلات