[align=center]
ليس بالضرورة أن تدل الابتسامة على السعادة ..!!
بل قد تدل على الرضا والقناعة والتفاؤل أيضا ..
وهذا ماكتشفته بعد أن رأيتها وعايشت حياتها لحظة بلحظة ..
*********
اعتادت أن تلقى صباحها المشرق بابتسامة عذبة وتودعه بذات الابتسامة .. كنت أظنها من أسعد الوجود خاصة وأن مملكتها تزخر بكل ما هو جميل وسعيد أيضا ..!!!!
ذات مرة لقيتها خارج أسوار مملكتها .. بدت لي كطائر فقد سربه .. أو كسجين مل قيده .. نظراتها تمطر الوجود جولها وكأنما تبحث عن شيء وهو أمامها .. وجهها الطفولي اعتلته سحائب حزن غريبة ... انهمرت دموعها دون موعد مع البوح .. قالت وهي تتطلع لما أمامها ...... الحياة جرعات من الهم المتواصل .. إن اكتفيت بجرعة باغتتك الأخرى .. لا بل هي هموم تشن علينا حروبا متواصلة .. ونحن كمن يحاربها دون جدوى ...!!!
" كمن يحاربها دون جدوى " رنت كلماتها الأخيرة في أذني .. وضعت كوب الشاي جانبا واعتدلت في جلستي وضحكت وأنا أقول ... وماذا عساك ياهذه تحاربين ؟؟
لكنها تنبهت لأمرها فاعتدلت هي الأخرى وأعادت إلى وجهها ذاك القناع .. أقصد تلك الابتسامة ...
من حينها لم يفارق مخيلتي منظرها .. لأول مرة منذ أن عرفتها أراها هكذا .
قررت أن أنتزع ذاك القناع لأرى ملامحها الحقيقية .. وأتعرف إليها عن قرب .
يوما ما زرتها فجأة ودون موعد مسبق .. قابلتني بنفس الضحكة والابتسامة ..
لا أعلم لم شعرت برغم ضحكاتها أن هناك لحنا حزينا يختفي وراء نبرة صوتها لعلي أتوهم أو لعلي أيقنت بحاستي السادسة أن شيئا ما يختفي خلف الصورة التي رسمتها لنفسها .
حاصرتها بالأسئلة والاستجواب .. بعد وقت ليس بالطويل أسلمتني قياد نفسها .. وسارت معي بعد أن وضعت قناعها جانبا .. تأملت معها بعضا من زوايا بيتها . لم أرى الألوان الزاهية التي اعتدتها
شيئا ما لم يكن طبيعيا ... ورودها ذابلة حتى من الأريج .. وهناك على منضدة صغيرة رسالة مهملة كتبت بخط يدها .. وحروف متناثرة ..
رسمت لي من الآهات حدود قلبها .. هو قلب لم يتوقف عن النبض والعطاء .. لكني اطلعت على شماله وجنوبه ...
في قلبها ومن كل الجهات يسكن زوج محب كما تقول عنه لكن ليس الحب الذي كانت تريد .. كلماته تخلو من النبرة العذبة والكلمة الحانية ... حروفه تصلها مقطعة دون عناية ..
استطاع أن يلعب دور الرجل الصارم بكل براعة .. الرجل الذي مسح مفردات الحب من حياته ..
سمحت لي أن أقف جانبا لأرى بعضا من فصول حياتها ... ومن منظارها الخاص ..
***********
قالت له في دلال واضح .. أكاد أجزم أن الفراشات تحسدك أن ظفرت بي .. وطيور الصباح وإن غردت فلا يعدو كونها تحية خاصة بي ...
أزاح نظارته جانبا ورمقها بنظرة تخلو من القبول وأعاد نظارته وعاد لصحيفته ....
سألته يوما عن الحب ... فقال وماشأني وشأنه .. لم أحيا به يوما كي أهديك إياه ..
لم تتمالك نفسها حين صرخت قائلة .. وأنااااااا؟؟!!!!
أليس من حقي أن أعيشه ؟؟
قال لها ببروده المعتاد ... عزيزتي .. جميلة منك ابتسامتك عيشي بها ... وأبقي على ضحتك التي تطربين لها ..
وإن شئت فاكتبي رسالة ضمنيها ما أردت من كلام الحب وكلما تلهفت لسماع ما أردتي فاقرأيها وأوهمي نفسك أنها مني ...!!!
*************
تركت بيتا يخلو من الألوان ومضيت أحمل همي وهم صديقتي ..
غير أني تفكرت هل هذا هو أكبر هم ؟؟
وماذا عن المنكوبات والمعذبات .. هل يحق لنا نحن النساء أن نعد فقد الحب هما ..؟؟؟؟
تذكرت كل هذا تبسمت ومضيت .... دون أن أجد الجواب ..
*********
دره ،،،
[/align]
المفضلات