بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله.
هذا أخوكم الصغير ينضم إلى قوافلكم، يستنير بضوئكم، ويتتبع خطاكم، ويسترشد بنصحكم!
ألا فلا يعدمن منكم إنارة ولا إرشاداً، ولا نصحاً ولا تقويماً.
وبعد،
فهذه الأبيات هي تجربتي الثانية في عالم القصيد، وأكبر همي تقويم منكسرها، وتسوية معوجّها، إنْ قافية وإنْ وزناً وإنْ معنى!
وقلت:
أطار فؤادي وجهها السَّفـِرُ *** وعصف بروحي خدها النـَّضِرُ
يا شمساً غابت زمان عزتها *** أدجىً دهاكِ أم زاغ بي البصرُ؟
يا قمرُ أين الفرار ليلة الأنوار *** ما غمام ثـَمّ لا ولا أقبل السحَرُ
أيا كواكبَ الدنيا أين مسيركم *** وما للأنجم الزُّهْرِ غشَاها الطـََّمَرُ
دَبَرُوا جميعاً حين طلعتها وأنـَّى *** لهم بقيا وليسوا لها وما جدروا
إني رأيت وليتني عَمِيت ولم أرَ *** رأيت البدرَ والنورُ منه ينحدِرُ
يا بدرُ يا جارَ المُعْلِيَةِ الثريا *** أنتَ البدر لا غرْوٌ ولا زوَرُ
مَرْمَرٌ قانٍ صُبَّ منه ثغرها المُحَلـَّى *** وكالفرسان اصطفت اسنانها الدرَرُ
إنْ يفتر عن تبسم "تـُنـْسَى ابتـ *** ـسام الصبح" ويغشاك الخـَدَرُ
وعينان من زمرد مصفى *** أخـّاذتان وغزْواتها غِيـَرُ
ولحْظاتٌ تغيّب لب الحليم وما *** يبقى بعاقل من رميها سوى الحـِيَرُ
ووجه بَرُوقٌ دون شوائب *** نهارٌ خالصٌ إذ سَلـَفـَه المطرُ
والتاج لا ذهبٌ ولا ورِقٌ بل فا *** حم الشعور كلـَيلٍ تـَوَسَّطـَه القمرُ
ولستُ أطيقُ فوقَ ذا وصفاً *** وإنما يكفيكَ من حرّها الشَّرَرُ
وإذا ما حجب الغمامُ البدرَ ليلةً *** فلا تـَلـْتـَهْ فـَمِنْ خلفه يزّيّن القمرُ
وإني رأيتُ الظواهرَ أقـْمُراً *** فوا حسرتاه، ما الذي ستروا؟
يا عُشـّاقُ إنكمُ أبأسُ الخلقِ كـُلـِّ *** هِمُ وإنَّ طريقـَكـُمْ كلـَّه وَعِرُ
إني ما حييتُ لست بناسٍ عَشِـ *** ـيّة اللـُّقـْيَا لا ما تردد الزفـَرُ
إنها من ملأ لم يسكنوا أرضاً *** ولا عن عال السما صدروا
ليسوا ملائكة ولا كواكباً *** ولا حورَ عينٍ كلا ولا همُ بشر
إن يسلكوا درباً يستعبدوا الناس *** وما كانوا ملوكاً بل وما أَمُرُوا
أوّاهُ قد قـَدِرْنا فأغضينا حتى إذا *** ندّ التفاتٌ سلبونا غارةً إذ قـَدِرُوا
أوّاهُ وا حَرَّ قلبي، كأنها *** بين جنبيّ قد أُضْرِمَتْ سَقـَرُ
فكـّي وَثاق القلب وأمري بما *** تشائي أُلـَبـِّيْ لا كـَذِبٌ ولا غدَرُ
ورثـْتُ من نظراتها أملاً *** وركبني من صدّها الكـَدَرُ
وقالوا تـَسَلَّ فما يدوم غرام *** وسبيل المحبين مُوحِلٌ خـَطِرُ
أيّ سلوى تنسيني دَلّ جفونها *** إنّ في أذنيّ من قولكمْ وَقـَر
إني أسيرٌ لِلـَحْظِ عينيها وما *** تغنِ الأحلامُ عنها ولا الصورُ
إنْ تَمُتْ فإني قائمٌ في الأحيا *** ميْتـًا وإنّ قلبيَ الذي قبروا
ولستُ بحانِثٍ إن أقسمْتُ أنـِّيَ لا أرْ *** تـَقِي بعدها صَعَداً وتلوكني الحُفـَرُ
ضننتِ على المشغوف بنظرة يا *** مُنـْيَةَ النفـْسِ حتى أنتِ قد حَكـَرُوا
يا ربُّ أنتَ رجائي وقد احلولك الـ *** ـليلُ والخلق قد زاغوا وقد فجروا
قد أنزلتـَها في ختـْم وحيكَ *** وإنها قد نطقتْ به السوَّرُ
أنتَ المجيب ولا سواك ملاذ فلا *** تتركـَنـِّي إنـِّي مسَّنِيْ الضَّرَرُ
=======
هذا، وقد قالوا: أعذب الشعر .. الخ!
بقي أن ألفت النظر إلى أنني قد نشرت هذه القصيدة من يومين في منتدى آخر، فلا يظنّ أحد بي غير ما أستحق.
وختاماً، أشكركم إذ قرأتم.
المفضلات