[frame="4 80"] بسم الله الذي لا رب سواه
الأخ المطنوخ........
تحية طيبة وبعد
أسعدني مرورك وتعقيبك على الموضوع الذي طرحته ،وأسعدني أكثر أنك توافقني الرأي في كثرة شعر الغزل والحب عندنا ...
ولكني أختلف معك في تبريرك لهذه الكثرة....
فأنت تقول أن الشعر الغزلي يحتاج إلى مخيلة واسعة ، بينما لا يحتاج الشعر الوطني أو ما يتناول قضايانا إلى ذلك !!!!!!
من قال لك أخي ذلك؟!!
ثم لماذا تظنون أن الجمال في الخيال وحده ، مجردين الواقع من ذلك ؟!!
إن الواقع أحيانا أجمل بكثير من الخيال ، أتعلم لماذا ؟
لأنه نقطة إشتراك الشاعر مع من حوله ، فإذا ما بنى الشاعر قصائده في خياله الخاص وهام في عالم قد لا يهيم معه فيه أحد ، تقوقع في زوايا الوحدة الشعرية ، لأنه لن يسمع إلا صدى نفسه
ولك في بعض شعراء ما يسمى بالشعر الحر ،دليل على ذلك ، وأخص أولئك الذين يكتبون قصائد أشبه ما تكون بالطلاسم ، والرموز العجيبه
أولئك الذين ينسجون في الخيال صورا لا أدري أمن عالم الإنس أم من عالم الجن نسجوها
شعراء أنسب ما يقال عنهم أنهم شعراء ((((إسمع ولا تفهم)))
هؤلاء الشعراء وبسبب خيالاتهم العجيبه لم يحصدوا لهم من جمهور الشعر إلا القليل ممن ينهج نهجهم ، ويرى رأيهم، ولهذا تغلب عليهم شعراء الوزن والقافية و أهل الخيال المربوط بالواقع.
كذلك تقول أنه بالإمكان تنويع شعر الحب ، كقصيدة في الشوق أو الفراق أو الخيانة أما غيره فلا ،كما أن الغزل يطلق لأفكار الشاعر عنانها لتنطلق أما الوطنية فخطوطها واضحة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اعذرني أيها المطنوخ فأنت هنا منحاز لشعر الحب والغزل
فأولا ألاحظ أنك لا تذكر مقابل شعر الحب إلا الشعر الوطني أو السياسي
مغفلا أغراض الشعر الأخرى
أين أنت من الصداقة في كل صورها ، الصداقة والوفاء، الصداقة والخيانة،الصداقة والبعد.....
أين أنت من الأمومة ، أو وصف الطفولة
وغيرها الكثير الكثير
مواضيع لا تكون باردةً وعاديةً إلا في شعر الشاعر البارد العادي ، أما الشاعر الحقيقي ، فإن الموضوع في شعره شيءٌ آخر.
ثانيا أنت ظالم للشعر الوطني بتحجيرك له في ما أسميته الخطوط الواضحة
من قال لك أن للوطن خطوطا واضحة في الشعر والشاعر ، لماذا تحصرون شعر الوطن في قضية قد تمر به ؟؟
ولماذا ترون أن مخيلة الشاعر لا تنطلق عندما يحكي عن وطنه؟؟
أخي إن الشاعر الحقيقي يستطيع أن يتناول في شعره موضوعا قد يكون باردا مكررا لا يحرك مشاعر القارئ ، فيجعل منه بقوة شاعريته كتلة من المشاعر الملتهبه ، ويخرجه في قالب جديد يشد المتلقي إليه ،وكأنه يسمعه للمرة الأولى.
فالعيب أخي ليس في الموضوعات بل في شاعرية من يتناولها.
وسأتحدث عن الوطن بما أنك ذكرته.......
أخي إن الوطن في الشعر ليس قضية وحسب ...
الوطن في الشعر......
قد يكون حبيبا يتغزل الشاعر به
الوطن في الشعر......
قد يكون معشوقا يهيم الشاعر في حبه ، ويطلق لخياله العنان في وصف هذا الحب .
الوطن في الشعر.......
قد يكون بعيدا ، يتحرق الشاعر شوقا للقياه .... شوقا ينزف الشاعر معه شعرا يصف به حرَّ أشواقه ، ولهيب بعده ، ولهفة قلبه المشتاق
شعراً ... يصف به غربته و ألم فراقه
شعرا قد يعيد كل مغترب إذا ما قرأه إلى وطنه ، أو قد يحرك دمعة مهاجر ، تذكر أرضه
وهل هناك أعظم من شعر يفعل ذلك؟؟؟
وهل في مثل هذه المشاعر خطوط واضحة ؟؟؟
لا أخي المطنوخ
هي قصيدة عن الوطن
ولكنها في قالب لا يعرف حدود الزمان ولا المكان
أخي المطنوخ
قد يكتب الشاعر في موضوع غير الحب والغزل ويبحر بك في صور شتى و أخيلة تحرك الراكد في نفسك
بشرط أن يكون قوي الشاعرية
واقرأ إذا شئت قصيدة الشاعر بحر الشوق (((والله لم أقترف ذنب))
وهي قصيدة ليست بغزلية ولا تتناول الحب
إقرأها وشاهد كيف تحول قوة الشاعرية عند الشاعر موضوعا عاديا إلى جوهرة من المشاعر ، ودرة من الأحاسيس.
............................. تقبل سلامي ابن المضايف [/frame]
المفضلات