اخواني الاعزاء,اخواتي الفاضلات
الحكمة ظالة المؤمن والوضوح شعاره والاعلام هو وسيلته لتبليغ هذه الرسالة التي يحملها كل مسلم...وقد ابتلينا بهذا العصر بفئة جعلت الغموض شعاراً لها للوصول الى اهدافها الملتوية
وان كنت اظن انها طائفة تعيش من دون هدف وتسير من غير وجهة وانما هدفها اشاعة الفوضى
وصناعة الاعداء والتي لاتتطلب سوى التخلي عن الحكمة والتمسك بكل ماهو شاذ وغريب على مجتمعنا ولقد اعجبتني رسالة هذا الشيخ الكريم والعالم الجليل:سلمان بن فهد العودة
فأحببت نقلها اليكم متمنيا ان لاتعمي حروف هذا المقال الواضحة والنيرة خفافيش الظلام والتي
تعودت على العيش في العتمة والتخفي تحت شعارات حب الوطن وماهي الا اسماء نذرت نفسها
لخدمة الشيطان فكانت من اعوانه وتخلت عن هدفها الاساسي(عبادة الله)لتتحول الى عبادة مصالحها وشهواتها مرددة تلك المقولة(مع الخيل ياشقراء) لهذا ايها الاحبة هي دعوة للاقلام النيرة
في هذه المضائف ان تتمسك بالوضوح وان تسلك طريق الفلاح والنجاة وان تتخلى عن طرقها الملتوية واساليبها العقيمة والتي حفظناها عن ظهر قلب وكما قالوا في الامثال(بأنك لاتجني من الشوك العنب) وانما علينا تصفية اذهاننا من الشوائب التي علقت بها وتوحيد اهدافنا السامية والتي لن نتخلى عنها والدفاع عن عقيدتنا ومعتقداتنا السليمة لنكون شوكة في حلق كل من يحاول زعزعة آمننا وآمن هذا الوطن رافعين شعارنا بوضوح واهدافنا بثقة واقلامنا بقوة وغايتنا
هي الاصلاح فهل يصلح العطار ما افسده المفسدون.... نتمنى ذلك افضل من ان نرى ابناء جلدتنا يهلكون امام اعيننا فنتباكى عليهم مرددين
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارًا نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رمادِ
ولكي لانردد على مضض
نعيب زماننا والعيبُ فيهم***وما لزماننـا عيبٌ سواهم
وتقبلوا اشواقي
الرســالة واضحة
سلمان بن فهد العودة 23/2/1426
02/04/2005
إذا كان الإعلام لغة العصر فإن من لا يحسن استخدامه هو كالأصم حين يرافع عن قضية شائكة خطيرة.
ولا محل للشك في أن الوقت الذي يقضيه الناس أمام الشاشة يفوق الوقت الذي يقضونه على مقاعد الدراسة أو العمل أو في المجالس الأسرية.
والتفوق الغربي هو إعلامي في أحد أوجهه، فالإمبراطوريات الإعلامية تنجح في تسويق ثقافة هشّة، بينما تفشل الفوضى العربية والإسلامية والارتجالية والسذاجة في تسويق ثقافة تاريخية راقية.
وأحد وجوه هذا الفشل .. عدم وضوح الرسالة.
فقد نبذل مجهوداً كبيراً، ونضخّ أموالاً طائلة، ونفني وقتاً ثميناً في الترويج لفكرة ما ...
فهي مطبوعة في كتاب.
ومقولة في شريط.
ومنشورة في صحيفة.
ومقدمة في برنامج تلفازي.
وقد دار حولها النقاش في حلقة حوارية..
وهي تشكل المضمون الأساس للعديد من الأعمال الإعلامية الموجّهة لشرائح متنوعة من الأعمار والمستويات، والتي استغرقت آلاف الساعات من البث!
بيد أن نقطة الضعف الأساسية هي:
هل دققنا في هذه الفكرة؛ لنعرف مدى صوابية اختيارها... ؟ وهل تمت مساءلتها على ضوء الهدف الأكبر والفقه الأعظم؟
1) هل ثمة يقينيّة في صحة هذه الفكرة وصدقها، بحيث تقاوم الشكوك والتساؤلات والاعتراضات وتواجه الأفكار المضادة والمعززة إعلامياً وثقافياً...؟
هناك الكثير من الأفكار يتم ترويجها دون أن نكون متأكدين من صحتها؛ ولذا فقد تتمخض عن نكسة قاتلة؛ لأن هذه الفكرة استهوت الردود والنقائض، وكانت هدفاً سهلاً للخصوم؛ لأنها لا تتمتع بالوثوقية التامة في ذاتها.
الصواب قد يكون صواباً شرعياً، بحيث تكون أدلة المسألة صريحة وصحيحة وقوية يصعب تفنيدها أو ردها.
يقول الله جل جلاله: (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَالْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)[يونس:32]، ويقول سبحانه وتعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)[الأنبياء:18]، ويقول الله سبحانه: (قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)[سبأ:49].
وقد يكون صواباً عقلياً منطقياً.
أو تاريخياً.
أو .. أو ..
المهم أن الخطوة الأولى هي التحقق من أن ما ننشره ونتحمس له هو صواب في ذاته، وليس مجرد رأي عابر، أو حماس مؤقت، أو خاطرة تذوب تحت وطأة الضغوط المضادّة كما تذوب قطعة الجليد تحت أشعة الشمس.
فليس من الرشد أن نتساهل مع أي أطروحة إعلامية نعتقد أنها تخدمنا وتحقق لنا شيئاً؛ لمجرد أنها تسير في الاتجاه الذي نريد، دون أن نبحث عن دقتها، وعن جدواها؛ فهذا سيوقعنا في تناقضات لا نهاية لها.
فالخطأ، ونصف الصواب، والمشكوك فيه، مقبول ما دام يُوظّف لصالحنا، وسنكون مضطرين لحربه والحملة عليه حين يكون في صف الطرف الآخر، بل سنفرح بوجوده لديهم؛ لأنه يمنحنا نصراً رخيصاً.
ماذا قدمت العنتريات العربية في الحملات المتبادلة للأمة خلال خمسين سنة؟!
لم لا تسعى الحملات الإعلامية إلى تعزيز الموضوعية والنضج والاعتدال لدى المتلقي، بدلاً من استثمار سذاجته أو افتراض سذاجته وتلاعب العواطف به؟
هل نحتاج لمحن وتراشقات فكرية طويلة الأمد؛ لنكتشف أن المسألة "يسيرة"؟
2) والصواب وحده لا يكفي، فأمام صوابات عديدة يأتي دور الاختيار.
وفي القرآن الكريم يقول ربنا سبحانه: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[الزمر:18]، ويقول سبحانه: (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم )[الزمر:55]، ويقول عزّ وتعالى: (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ)[الأعراف:145].
فهناك حسن وأحسن، والأحسن.
والأحسن يندرج فيه الأهم؛ فالمسائل والقضايا المحورية التي تأخذ دورالقاعدة والأصل أولى من القضايا الجزئية والفرعية، ليس فقط لأن الفرعية تحتمل الأخذ والردّ، بل لأن القضية الجوهرية الأصلية ستكون أساساً تُبنى عليه تفريعات ونتائج عديدة.
فتعليم الناس هذه المبادئ أولى من الانهماك في تلقينهم فروعاً لا تكاد تنتهي، وقد لا يفهمونها أو لا يقبلونها؛ لأنها لم تُبنَ عندهم على أساس، ولم تندرج ضمن منظومة متناسقة.
ولذا كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن " فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلُّوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ" رواه البخاري ومسلم.
إن المسلمين اليوم في قلب العالم الغربي، فضلاً عنهم في بلدانهم يديرون معارك حامية حول تفصيلات فقهية خلافية لن تنتهي إلى يوم القيامة، ويشعرون أنهم معها في شغل وأي شغل، وينطلقون إليها بروح حماسية مجاهدة مستميتة! والواقع إنها تستنزف قواهم، وتحجبهم عما وراءها.
كما يندرج في الأحسن: الأنسب، فليس كل حق يُقال لكل أحد، وفي كل وقت، ورحم الله الإمام البخاري حين بوّب في صحيحه: باب " مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الاِخْتِيَارِ مَخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ فَيَقَعُوا فِي أَشَدَّ مِنْهُ"، وساق كلمة الخليفة الراشدي العظيم على بن أبي طالب -رضي الله عنه- حين يقول : حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟!
وإذا كان ربنا جعل الحكمة شرطاً للدعوة (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)[النحل:125]. فإن من معاني الحكمة: وضع الشيء في موضعه.
وهذا فرع عن فهم الشريعة فهماً مقصدياً سليماً يمكّن من حسن الاختيار بين المسائل والقضايا والأحكام.
وعن فهم نفسيات المخاطبين وعقولهم، بحيث ينتقى ما يناسبهم، ويكون مدخلاً حسناً لتعريفهم بالحق، وفتح مداركهم لتلقيه وقبوله بسلاسة دون أن يستفز فيهم عوامل المقاومة والرفض والتحدي، وضمن ذلك فهم ظروفهم العامة والمجريات والأحداث التي تشغلهم.
وعن مكنة لغوية تعين على عرض الرسالة وتقديمها في صياغة جميلة متماسكة مؤثرة، تخاطب العقل والعاطفة معاً.
وعن خبرة ودراية تدل الداعية على مكامن القوة ومداخل التأثير، وتعزله عن مزالق الخطأ والفشل والإخفاق.
وفي عناية القرآن الكريم بالمسائل الكبار وتقريرها بمختلف الصيغ والطرائق والأساليب ما يلهم المتبعين أن يعتبروا بنهجه، ويقتبسوا من هديه ما يرسم لهم معالم الطريق الصحيح.
لماذا أكثر القرآن مكيّ على حين أن التشريعات مدنيّة؟
لماذا الحديث المستفيض في القرآن عن الإيمان والتوحيد وقدرة الله وعزّته؟ ما فائدة أمر المؤمنين بالإيمان؟
بإمكانك فهم هذا في سياق إثارة القضايا الكبرى.
وفي الأسلوب النبوي قدوة؛ فقد ساكن صلى الله عليه وسلم المشركين بمكة، فماذا كانت حواراته معهم؟
هل كانت انتصارات شخصية أو مناظرات ساخنة تتطلع فيها النفوس للغَلَب والإفحام؟
أو تشاغلاً بالجزئيات الصغيرة ولغطاً حولها؟
حاشاه صلى الله عليه وسلم، بل كان يتجاوز بعض المواقف التي لا مصلحة في الوقوف عندها كما في صلح الحديبية حين اعترض المشركون على بسم الله، أو على محمد رسول الله...
ثم ساكن اليهود والمنافقين والوثنيين بالمدينة، وجاهدهم جهاداً كبيراً، فماذا كانت قضيته ؟ وكيف كان هديه؟
حكمة في اختيار الموضوع، وحكمة في توقيت العرض، وحكمة في أسلوب الحوار (قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[آل عمران:93]، (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)[التوبة:80].
قبل أن نبذل المزيد من الجهد الإعلامي والوقتي والفكري والنفسي والبدني الحركي في نصرة قضايانا المحلية أو قضايا الإسلام والعروبة، أو في تفنيد أقاويل الخصوم، قبل أن نكتب كتاباً، أو نوزع شريطاً، أو نعدّ حلقة... علينا أن ندقق في صوابية الرسالة التي نريد إيصالها، ونتحرّى عن أهميتها وملاءمتها؛ لئلا يذهب الجهد المبذول أدراج الرياح، أو يأتي بنقيض ما كنا نتوقعه، ويحق علينا قول القائل:
رامَ نَفَعاً فَضَرَّ مِن غَيرِ قَصدِ
وَمِنَ البَرِّ ما يَكونُ عُقوقا
وأن ندرك أن حسن التوقيت من حسن العمل، والشيء في غير وقته مذموم، ومن قرأ القرآن راكعاً أو ساجداً فقد أساء، ومن تحدّث عن الطلاق في حفل الزواج، أو عقد البيع أو المضاربة في جلسة عزاء فما أصاب الحكمة في اختيار الزمن، وإن قال حقاً لا مرية فيه.
إن الجهد المحدود الذي نبذله بعد تحرٍ ودراسة ووعي خير من محاولات واسعة من دون عائدة ولا فائدة، (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)[البقرة:269].
المفضلات