[align=center]مازلت أذكر وجوههم المتلثمة بشماغاتهم.. علامة الحزن والحداد على رجل الرجال.. وهل يفقد الرجال الا الرجال..
والحرائر من النساء..!!
فقيد الرجال..
فقيدهم وعزوتهم..
راح اليوبا..
راح رمزكم..
عاد جميع المغتربين والمغتربات .. الكل أصر ان يودعه.. ان يشيعه.. ان يدفنه .. ويحمل نعشه..
كان خدمته شرفا للجميع بحياته ودفنه شرفا واجر بمماته..
وذهب الجميع..
وعدنا كلنا معا..
لبيته ..
بكينا معا..
حتى الشباب..
بكوا فطوال الوقت كتموا دمعتهم بالمأقي..
لكنهم بكوا بحرقة على غيابه..
سهرنا في بيته العتيق الذي جمعنا دوما..
الذي شهد طفولتنا .. وعزنا ..
وصبانا وكبرنا..!!
قضى جدي..
وترك بداخلي..
عطاء بلا حدود..
وصبرا أزلي لايموت..
لم يكن عندي مجال لاتعلم غير الحب..
غير الصدق..
غير العطاء والعفوية..
حتى التذمر والشكوى لم يكن من طبعي..
مازالت ذكراه العبقة النقية ..
تلفح بأرجاء الحوش..
باعماقنا..
بغرفنا..
بتحركاتنا كلنا..
[/align]
المفضلات