[align=center]كان الاحباش اقدم من شربوا القهوة , وكان اليمنيون يسافرون الى الحبشه
فعرفوا منها القهوة وحملوا البن الى اليمن في القرن الخامس عشر ,
من اليمن انتقلت القهوة الى الحجاز ومصر حيث قوبلت بضجه كبيرة .
ووجدت القهوة سبيلها الى اوروبا عن طريق الاستانه حيث انتقلت الى ايطاليا , ويقال انها رؤيت لاول مرة في البندقيه عام 1624 م.
واول مقهى افتتح في باريس كان لشخص ارمني يدعى مهران
فغشيها السوقة يضجون ويصخبون فازدراها الغلبه وكثرة رجال الادب والعلم القعود فيها للحديث والنقاش .
فأنشأ بروكوب رجل من البندقيه اشتهر بحسن الذوق وكمال الادب في منزل قائم بنفسه حول حديقه ,
واقتصر على القهوة والمثلجات , وتعاقب افتتاح المقاهي على درجات من البذخ والترف , ثم عم باريس صنوف منها .
ولعل اشهر مقاهي باريس في القرن الثامن عشر هو المعروف باسم
دي لورانت فقد كان يختلف اليه نخبه ادباء العصر ومفكريه وعلى راسهم جان جاك روسو ,
وروسو ماري المزاج هجاء بالسليقه صريح يقدس حرية الراي
فثار على زبائن هذا المقهى الارستقراطي وبسط فيهم لسانه ونظم قصيده هجا فيها جميع من يحتسون القهوة ,
فكانت قصيدته ذريعه الى نفيه من باريس الى سويسرا او روما .
وفي عام 1652 افتتح اول مقهى فب لندن , وسرعان ما انتشرت
المقاهي واصبحت منتديات الطبقه الراقيه , يؤمها رجال السياسه
والاجتماع والثقافه يتبادلون فيها الاراء والافكار .
وكانت المقاهي الانجليزيه في اول امرها هي المقر الاول للاحزاب
السياسيه , فكانت هناك مقاه لا يستطيع دخولها عضو من حزب الاحرار .
واخرى لا يستطيع دخولها عضو من حزب المحافظين . وهذه المقاهي الانجليزيه هي الاصل الذي تفرعت منه نوادي لندن المشهورة التي نجدها اليوم مؤسسات اجتماعيه وسياسيه ثابتة الاركان .
ولم تنتشر عادة شرب القهوة في المانيا الا بعد ان غمرت اكثر اقطار
اوروبا , ولكنها لم تلبث ان تمكنت من الشعب الى درجة حملت فريدريك الاكبر على ان يقول متذمرا : ان الزياده المضطرده في استهلاك القهوة عدت امرا لا يطاق فما من احد من عامة الناس وفقرائهم الا وينفق جزءا كبيرا من اجره في اجابة هذه العاده المرذولة .
ونفذت القهوة الى روسيا عن طريق تركيا من ناحية وعن طريق
النمسا من ناحية اخرى , ولكنها كانت هناك عزيزة المنال لغلو ثمنها
فلم تنتشر بين الناس كما انتشرت في سائر اوروبا .
وتعد القهوة هدية العالم القديم الى العالم الجديد , فامريكا لم تعرف
نبات البن حتى عام 1720 , فعندما حمل احد الضباط الفرنسيين
معه ثلاث شجيرات من البن وهو في طريقه الى جزر المارتينك ,
وبينما هو على ظهر السفينه , هبت عاصفه عاتيه عاقتها عن المسير
وحجزتها في عرض البحر بعض الوقت ,
ومنعها من الوصول الى هدفها في الموعد المقرر . وقد تسبب عن هذا التاخير نقص الاغذيه والماء عن حاجة الركاب ,
فاضطروا الى تخفيض حصصهم من الماء العذب , فما كان من هذا الضابط في سبيل المحافظة على هذه الشجيرات الثمينه الا ان حرم نفسه حصته من هذا الماء ليروي بها الشجيرات فوصل بها سالمه الى جزر المارتينك فكانت الاولى ,
واعجب بها المزارعين وراحوا يتسابقون في جلب هذا الشجر من موطنه والاكثار منه , فتحولت مراكز انتاجه من العالم القديم الى العالم الجديد
--------------------------------------------------------------------------------[/align]
المفضلات