شيخنا الفاضل ,,
في عرفنا لايطلق على أم الزوج لفظ (( حماة )) بل هي خالة أو عمة والبعض يناديها بالأم ,,
عادة الحماة هي أخت الزوج والحمو هو أخوه ,, لكن يبدو أن الفكر الوافد من المسلسلات بدأت في التأثير على عاداتنا ومصطلحاتنا ,,
أم الزوج ليست قضية جديدة أو أنها جاءت كما ذكر بعض الإخوة مع المسلسلات ,, فهذا ليس بصحيح ,,
القضية قديمة وقد تكون ظهرت مع ظهور أول أم زوج في هذه الدنيا
من الطبيعي أن تكون هناك خلافات بين الزوجة وأم الزوج لأنهما عادة يكونان من جيلين مختلفين والجيل الأقدم يحاول عادةً فرض أسلوب ونمط حياته على الجيل الذي بعده ,,
هذا بين الأجيال المختلفة سواء بين الأب وابنه أو بين المدرس وتلميذه فكيف اذا كان الأمر بين أم الزوج وزوجة ابنها !!
ابنها الذي تشعر أنه ملك لها وقطعة منها والتي لم تكن لترضى أن تبيعه أو تفرط فيه ولو كان في ذلك نجاتها من موت محقق ,,
كيف بها وهي تهبه لامرأة قد لاتعرفها فينتقل من حضنها إلى حضن آخر ,, وقد ينتقل من بيتها إلى بيت آخر ,,
لايمكن لأحد أن يتصور كيف ستكون مشاعر تلك الأم الرؤوم ,, وهي تتخيل أنها بذلك تفقد فلذة كبدها وترمي به إلى امرأة أخرى غيرها ,,
بالتأكيد ستنظر لتلك الزوجة على أنها ندٌ لها ,,وهذا في أحسن الأحوال ,, وإلا فإن نظرتها لها قد تكون أسوأ من ذلك ,,
أما الزوجة فستكون مشحونة بكمٍ هائل من المشاعر والعواطف التي تريد بها أن تخلب لب زوجها وتملكه لتسعد معه في حياتها ,,
إذن تلك (( الأم )) يمتلئ قلبها حزناً وأسى على فراق ابنها ,,
وهذه (( الزوجة )) امتلأ قلبها بالفرح والسعادة لأنها امتلكت زوجها ,,
ثم في أقل من كلمة من إحداهن على الأخرى تكون كالشرارة التي أشعلت الفتيل ,,
فلا الأم قادرة على تقبل هذا الوضع الذي ترى أن فيه تفريطا بابنها ,,
ولا الزوجة أيضاً ستتقبل أن يتدخل أحد أي أحد ولو كانت أم زوجها أن يتدخل في علاقتها بزوجها ,,
والسبب يعود في ذلك إلى قلة الوعي وعدم معرفة كل طرف منهما بما له وما عليه تجاه الآخر ,,
وقد يقف الزوج حجر عثرة بينهما أيضا فيكون سبباً رئيسيا في اشتداد الأزمة ,,
على الأم أن تدرك أنها لم تكن لتربي ابنها إلا لتؤهله للاستقلال بحياة جديدة أخرى ,, ولا بد أن تستحضر حياتها من قبل فهي أيضا قد أخذت زوجها من أمه ,,
وعلى الزوجة أن تعي أنها حين استقلت بزوج وبيت فهذا لايعني أن تلغي وجود أم زوجها من حياتها ,, ولا بد أن تفكر في مستقبلها غداً مع أبنائها حين يتزوجون ,,
وفي الختام الأمر كله بيد الزوج فهو الذي يستطيع أن يدير دفة العلاقة بين أمه وزوجته إلى ماهو أفضل ,,
والزوجة الذكية تستطيع بلباقتها وحسن تصرفها أن تجعل أم الزوج أماً لها فتكسب رضاها وقد تقف معها ضد ابنها في بعض الأمور كما سمعنا في بعض القصص >>> يعني لو أعرس عليها
أتمنى أن أكون قد أفدتكم في هذا الموضوع وأعتذر عن الإطالة المعتادة
المفضلات