بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني وخواتي
الله اسأل أن يأخذ أرواحكم بعدعمر طويل على عمل صالح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت ان أهدي تلك الفوائد لأحبتي في ربي في هذا المنتدى
الفائدة الأولى
عنوانها :
المطلب واحد .............ولكن ..........كيف السبيل إليه
يقول ابن القيم ــ رحمه الله ــ :
قال بعض العلماء :
فكرت فيما يسعى فيه العقلاء , فرأيت سعيهم كله في
مطــــــــــــــــــــــــــلوب واحــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
وإن
اختــــــــــــــــــــــــــــــلفت طرقهم في تحصيـــــــــله
رأيتهم جميعا إنما يسعون في :
دفع الهــــــــــــــــــــــــــــّم و الغـــــــــــــــــــــــــــمّ
عن نفوسهم
فهذا بالأكل والشرب
وهذا بالتجارة والكسب
وهذا بالنكاح
وهذا بسماع الغناء و الأصوات المطربة
وهذا باللهو والعب
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فقلت :
هذاالمطلوب مطلوب العقلاء
ولكــــــــــــــــــــــــــــــن
الطرق كلهـــــــــــــــــــــــــــــــــا
غــــــــــير موصـــــــــــلة إليــــــه
بل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أكثرها إنما يوصل إلى ضده
ولم أر في جميع هذه الطرق كلها
طـــــــــــــــريقاً موصلة إليه إلا :
الإقبال على الله
ومعاملته وحده
وإيثار مرضاته على كل شيء
ص : 297
الفائدة الثانية
طريق النجاة
فائدة في غاية الأهمية
بعد أن تحدث العلامة ابن القيم-رحمه الله-عن عقوبات المعاصي ووسائل الشيطان في إيقاع بني آدم فيها تكلم عن فاحشتي الزنا واللواط بعدها سأل سؤالاً مهماً وهو:
فإن قيل : وهل مع هذا كله دواء لهذا الداء العضال ؟ ورقية لهذا السحر القتال ؟..
فأجاب : قيل : نعم . . الجواب من أصله : (( ما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء
علمه من علمه وجهله من جهله )) .
والكلام في دواء هذا الداء من طريقين :
احدهما ــ حسم مادته قبل حصولها .
والثاني ــ قلعها بعد نزولها .
وكلاهما يسير على من يسره الله عليه ، ومتعذر على من لم يعنه ، فإن أزِِِمَّة
الأمور بيديه .
فأما الطريق المانع من حصول هذا الداء ، فأمران :
أحدهما : غض البصر :
فإن النظرة سهم مسموم من سهام ابليس ، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته ، وفي غض البصر عدة منافع ــ وهو بعض أجزاء الدواء النافع ــ :
• احدها : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، فليس للعبد في دنياه وآخرته , أنفع من امتثال أوامر ربه ............
• الثانية : أنه يمنع وصول أثر السهم المسموم ــ الذي لعل فيه هلاكه ــ إلى قلبه .
• الثالثة : أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعيَّةً عليه ــ الله ــ
• الرابعة : أنه يقوي القلب ويفرحه , كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
• الخامسة : أنه يكسب القلب نوراً ، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ، .............
• السادسة : أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل ، والصادق والكاذب .
• السابعة : أنه يورث القلب ثباتاً وشجاعة وقوة ، فجمع الله له بين سلطان النصرة والحجة ، وسلطان القدرة والقوة ، كما في الأثر : (( الذي يخالف هواه يَفْرِقٌ الشيطان من ظله )) .
• الثامنة : أنة يسد على الشيطان مدخله إلى القلب ....
• التاسعة : أنه يًفرَّغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها .....
• العاشرة : أن يعين العين والقلب منفذاً وطريقاً يوجب انفصال أحداهما عن الآخر ، وأن يصلح بصلاحه ، ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب . وكذلك في جانب الصلاح فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به والسرور بقربه فيه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .
فهذه . . إشارة إلى بعض فوائد غض البصر تطلعك على ما ورائها .
الطريق الثاني : ــ من حصول تعلق القلب ــ اشتغال بما يبعده عن ذلك .
ويحول بينه وبين الوقوع فيه ، وهو إما خوف تعلق أو حب مزعج ، فمتى خلا القلب من خوف ما فواته اضر عليه من حصول هذا المحبوب ، أو خوف ماحصوله آخر عليه من فوات هذا المحبوب ، أو محبة ماهو أنفع له وخير له من هذا المحبوب ، وفواته آخر عليه من فوات هذا المحبوب ، أو محبة ماهو أنفع له وخير له من هذا المحبوب ، وفواته آخر عليه من فوات هذا المحبوب ، لن يجد بداً من عشق الصور .
وشرح هذا : أن النفس لا تترك محبوباً إلا المحبوب أعلى منه ، أو خشية مكروه حصوله اضر عليها من فوات هذا المحبوب .
وهذا يحتاج صاحبه إلى أمرين إن فقدهما أو أحداهما لم ينتفع بنفسه :
أحدهما : بصيرة صحيحة :
يفرِّق بها بين درجات المحبوب والمكروه ، فيؤْثِر أعلى المحبوبين على أدناهما ، ويحتمل أدنى المكروهين ليخلُص من أعلا هما ، وهذا خاصة العقل ، ولا يعد عاقلاً من كان بضد ذلك بل قد تكون البهائم أحسن حالاً منه .
الثــاني : قوة عزم وصبر:
يتمكن به من هذا الفعل والترك ، فكثيراً مايعرف الرجل قدر التفاوت ، ولكن يأبى له ضعف نفسه وهمته وعزْمته على إيثار الأنفع ، من جشعه وحرصه ووضاعة نفسه
خسة همته ........
ص :273 ــ279 بتصرف
الفائدة الثالثة :
الفرق بين حسن الظن والغرور
يقول ابن القيم :
الفرق بين حسن الظن والغرولر
هو أن حسن الظن إن حمل على العمل وحث عليه وساق إليه فهوصحيح .
وإن دعا إلى البطالة و الانهماك في المعاصي فهو غرور .
ص : 58
الفائدة الرابعة :
الوقفة الأولى مع الدعاء
الدعـــــــاء . . . . كـــــالقــــوس
يقول ابن القيم ــ رحمه الله ــ :
وكذلك الدعاء , فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب , ولكن
قد يتخلف عنه أثره :
[ 1 ] ــ إما لضعف في نفسه ــ بأن يكون دعاءً لا يحبه الله لما فيه من العدوان ــ .
[ 2 ] ــ وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعـــــــــاء.
فيكـــــــــــــــون :
بمنزلة القوس الرّخو جداً , فإن السهم يخرج منه خروجاً ضعيفاً ,
[ 3 ] ــ وإما لحصول المانع من الإجابة , من أكل لحرام , والظلم , ورين الذنوب
على القلوب , واستيلاء الغفلة و الشهوة واللهو وغلبتها عليه .
ص : 9
الفائدة الخامسة :
الوقفة الثانية مع الدعاء
انتبــــــــــــــه ! ! !
يقول ابن القيم ــ رحمه الله ــ :
.. وكثيراً ما نجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم , ويكون قد اقترن بالدعاء
ضرورة صاحبه ــ الداعي ــ وإقباله على الله , أو حسنة تقدّمت منه , جعل الله
ــ سبحانه ــ إجابة دعوته شكراً لحسنته , أو صادفت وقت إجابة , ونحو ذلك
فأجيبت دعوته ,
فيظــن :
الظان أن السّــــــر
في لفظ ذلك الدعاء , فيأخذه مجرداً عن تلك الأمور
التي قارنته من ذلك الداعي .
وهذا كما إذا استعمل رجل دواءً نافعاً في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي
ينبغي , فانتفع به ـ بإذن الله ـ , فيظن غيره أن استعمال هذا الدواء بمجرده
كاف في حصول المطلوب , فإنه بذلك غالطاً .
و هذا موضع يغلط به كثير من الناس .
ومن هذا أنه قد يتفق دعاؤه باضطرار عند قبر فيجاب , فيظن الجاهل أن السّر
للقبر , ولم يعلم أن السّر للاضطرار وصدق اللجإ إلى الله ـ تعالى ـ فإذا حصل
ذلك في بيت من بيوت الله كان أفضل و أحب إلى الله . . .
ص : 21
الفائدة السادسة
الوقفة الثالثة مع الدعاء
متى ينفـــع الدعـــاء؟
يقول ابن القيم ــ رحمه الله ــ :
والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ،
والسلاحُ بضـــــــاربه ، لا بحـــــده فقط ،
فمتى كان السلاح سلاحاً تاماً لا أمة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت النكاية في العدو ، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلَّفَ التأثير .
فإذا كان الدعاء في نفسه غير صالح ، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء ، أو كان ثَمَّ مانع من الإجابة ، لم يحصل الأثر
الفائدة السابعة
وقفة تـــــــــأمل
يقول ابن القيم ــ رحمه الله ــ :
فتأمل هذا الموضع ، وتأمل شدة الحاجة إليه !!
فكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاق الله ، وأن الله يسمع كلامه ويرى مكانه ويعلم سره وعلانيته ، ولا يخفى عليه خافيه عليه خافية من أمره ، فإنّه موقوف بين يديه ومسئول عن كل ما عمل ،
وهو مقٌيم على مساخطه ، مطيع لأوامره ، معطل لحقوقه ، وهو مع هذا يحسن الظّن به ،
وهل هذا إلا من خِدَعِ النفس وغرور الأماني ؟
ص : 35
الفائدة الثامنة
من هــم شــر الناس ؟
يقول ابن القيم ــ رحمه الله ــ :
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيميه يقول :
كما أن خير الناس الأنبياء ، فشر الناس من تشبه بهم من الكذابين ، وأدعى أنه منهم وليس منهم ،فخير الناس بعدهم : العلماء والشهداء والمتصدقين والمخلصون وشر الناس من تشبه بهم يوهم أنه منهم وليس منهم .
ص : 50
الفائدة التاسعة :
من أسباب الوقوع في المعاصي
يقول ابن القيم ــ رحمه الله ــ
فإذا اجتمع إلى ضعف العلم عدم استحضاره ،
وغيبته عن القلب في كثير من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بنا يضاده ،
وانظم إلى ذلك تقاضي الطبع وغلبات الهوى ،
واستيلاء الشهوة ،
وتسويل النفس ،
وغرور الشيطان ،
واستبطاء الوعد وطول الأمل ،
ورقدة الغفلة ، وحب العاجلة ،
ورخص التأويل ،
وإِلْف العوائد ،
فهناك لا يمسك الإيمان إلا الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا
ص : 57 ـ 58
الفائدة العاشرة :
الرجــــــــــــــاء
يقول ابن القيم ــ رحمه الله ــ :
ومما ينبغي أن يعلم أن من رجاء شيئاً استلزم رجاؤه ثلاثة أمور :
أحدها : محبة ما يرجوه .
الثاني : خوفه من فواته .
الثالث : سعيه في تحصيله بحسب الإمكان .
وأمــا . . . رجاء لا يقارنه شيء من ذلك , فهو من باب الأماني .
والرجاء شيء , و الأماني شيء آخر .
فكل راج خائف , والسائر على الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات .
ص : 59
يتبع............
المفضلات