[align=center]
أنا امرأة ٌ أسكنُ في قلبِ رجل
ورجل ٌ يغوضُ في بحر امرأه
مشكلتي
حدّثتْني عنها جدّتي
جدةٌ اسمها
( سلوى الزمن )
قالتْ ليَ ذات يوم :
أيا ابنتي : تعالي
أحكي لك الحكاية
من بداية / النهاية
ومن نهاية / البداية
كانَ فيما كان من أسراركِ
محفورة في ذاكرتي
أنكِ امرأة ٌ مولودة ٌ في زمن الزمان
ساكنة في ذاكرة كل مكان
ذاتكِ موبوءة ٌ - وأنت طفلة ٌ - بحمّى الأحزان
أيا ابنتي
كنت طفلةً تحملينَ كُنهَ العاطفة
رقيقة ً
طيبة ً
وديعة ً
ولكن
يا أسفي !!
أذهَبتْ نضارتَكِ رياحُ العاصفة
أو تعلمينَ ؟
أنك في دفتر السنين
قد سافرت في كون الأنين
وقرأت ذاتكِ في سفر الحزين
كنتَ تمشينَ على بساطِ البراءة
وتحلقينَ في سماء النقاوة
وتغردينَ طائرةَ على أغصان النضارة
ولكن
كنتِ تعزفينَ على وتر القساوة
وتكتبينَ لحناً من دموع السآمة
أيا ابنتي
كنتُ أرقبُ في عينيك لوحةً
مرسومةً بألوان المجاعة !
أيا ترى ؟
أي مجاعة حينها كنتِ تفقدين ؟
مجاعة أكل ..
........... كلا
مجاعة شرب ..
........... كلا وكلا
مجاعة لبس ..
.......... لا وألف كلا !!
مجاعة مختلفة
لم تكن مكتوبةً في قواميس الحياة
ولا قوانين الأمم
ولا صورة محكية في حقوق تدّعي ( حق الأناسي )
مجاعة تدعى ( منع الحنان )
هكذا يا ابنتي
كنت تسكنينَ في بيت الشقاوة
وتلتحفينَ أغطية من صنع الجفاوة
أرأيتِ ؟
أنت تاريخٌ
غير مقروء في سجلات الكتب
لكن
في عينيكِ دستور الزمن
وفي نبضاتِ قلبك حكايات الألم
أيا ابنتي
أنت امرأةٌ أخرى
تعيشين على ضفاف نهرٍ من دموعٍ
منبعها
أنتِ وصورة ذكراكِ من زمن الرجوع
[/align]
المفضلات