[align=center]
إلى مقام الحيّ القيوم ... شكر
الحمد والمنة لك
الشكر والثناء لك
اللهم أنت ولينا
اللهم أنت مرشدنا
اللهم أنت حافظنا
لست أدرك لماذا تراء لي صورة جامعة الملك عبد العزيز في جدة بعد أن تم الإعلان السعودي عن فوز المرشح الدكتور عمر باسودان بمقعد من مقاعد المجلس البلدي ، لست أعلم إلى هذه اللحظة لماذا لم تغادر ذاكرتي صورة أول جامعة على أرض المملكة السعودية حينما ولدت في العام 1968م ، ولدت بيد حضرمي هو الشيخ محمد أبوبكر باخشب ـ يرحمه الله ـ ، ولدت وهي تأتي بالصفة الحضرمية الأولى ، صفة الذوبان حيث المكان ، وحيث الحياة ...
ما بين العام 1968م و العام 2005م سنوات طويلة ، وعقود خمسة من أصل تسعة عقود كان للحضرميين مرامهم ومقصدهم وحياتهم ومعيشتهم بين هضبة نجد وجبال السراة ، فكانوا العون والإعانة ، وكانوا الفؤاد النابض حباً وعرفانا ، وكانوا السيف والمقالة ...
ما بين باخشب وباسودان حكاية الجوهر الحضرمي ، وهي حكاية مكررة من حكايات الحضرميين في جزر الهند الشرقية ، وبلاد الهند ، وسواحل أفريقيا ، ولم تخرج نجد والحجاز عن ذات الفكرة الحضرمية التي وضعت الأسس التجارية بمقربة بيت الله الحرام ، فكان لجهد الحضرميين الأول أن مكنوا أهل الحجاز من تجارة مكة المكرمة فانتزعوا من الهنود مفاتيح التجارة ، وأعادوا لأهل المقام والسقاية جذوة العمل والأعمار ...
جهد الحضرميين الأول كانت محصلته مناصب أولى ومراتب عالية مع ولوج الملك عبد العزيز أرض الحجاز ، فكانوا على المالية والاقتصاد ، ولم يكن هناك مال ، ولم يكن هناك اقتصاد ، غير أنه طيف عابر توسم من خلاله الحضرميين خيراً في ملامح الفارس العربي عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ...
خطوات خجولة في كل مكان ، غير أن القفزة كانت في زمن الفيصل يرحمه الله ملك السعودية الثالث وصاحب القضية ورأس الهمة والعزيمة ، وضع يده بيد معاشر النبلاء الحضارمة ، فشق بن لادن الجبال ومهد الطرق ويسرها ، وجاء باخشب بالجامعة والقلم والدفتر ، وأسس بن محفوظ الأساس الأول في عالم الاقتصاد للدولة فكان البنك وكانت الريادة والسيادة ...
ما بين باخشب وباسودان مشوار طويل من العمل والجهد والجد والمثابرة ، مشوار فيه مسألة مخصوصة بالحضارمة دون غيرهم ، مسألة هي الأمانة والصدق والمروءة ، وهي مسائل يدركها من تعاشر مع النبلاء حيث كانوا ، وحيث أضحوا ، وحيث أمسوا ، هكذا هو الديدن الحضرمي الخالد ...
ما بين تأسيس الجامعة وإشهار الرقم مليون ريال سعودي في زمن كانت فيه المائة ريال تعد ثروة ، وما بين فلاح الحضرمي في انتخابات نجد شيء من قصة نجاح شعب وتحالف أمة واحدة ...
المسألة ليست عنصرية بالمطلق ، فيدرك أهل نجد كما يدرك أهل الحجاز ، أن الحضرميين لهم نبالتهم ونجابتهم وماكنا والله إلا حيث النباله وحيث السمو لا نرمي البئر التي نكفي ظمأ حلقونا منها بحجر ، وأننا تعلمنا أن فؤاداً لجسد آوانا وحمانا من شرور الظلمة في ثورة الحمقى ، ومن جور أبناء لينين وماركوس الملاعين ...
الدكتور عمر باسودان يأتي كآخر المشاهد الحضرمية البارزة في حركة النمو والتطور السعودية ، هكذا هي إرادة الله تعالى أن نكون مع آل نجد وآل الحجاز نسيج يبحث عن السمو ، ويسرع نحو العلو والإرتقاء ...
أننا وإذ نقدر خطوة الديمقراطية الأولى في المملكة السعودية ، فأننا نتوسم في أبن حضرموت النجيب عمر باسودان أن يكون كما عرفت عنا جاوه وحيدر أباد وسنغافورة وماليزيا وكينيا ومدغشقر والصومال وغيرها من المهاجر الحضرمية التي ما تركها الحضرميين بغير الخير والمعروف ، فليكن عمر باسودان رافداً من روافد العطاء التي لن تكل ولن تمل ، فهو من الأرض اليتيمة حضرموت ، وحضرموت لا تنجب غيرهم هؤلاء النجباء ، فصلوا على نبيكم المختار وزيدوه صلاة بعد صلاة فما في الحضرميين من بركة فمن دعاءه بأبي وهو أمي صلى الله عليه وسلم ...
بوركت ارض النبلاء
[/align]
المفضلات