[align=center]
اليوم قررت أن أخترق حواجز الصمت ..... قررت أن أتعدى حدود المألوف .... قررت أن أتحدث .....
لتصلكم كلماتي ... أو لعلها صرخاتي .... غير أني لا أدري لمن أوجه رسالتي هذه .... ولا أدري من الذي سينصت لكلمات عذبها الأنين .... أنه بوح السنين ... من المعاناة والألم والحزن الدفين ....
من أين أبدأ لكم رسالتي ....؟؟؟
هل أبدأها من الصغر .... من السنين الأولى .... حين لم أكن أعي من ما حولي غير أني طفل يضمه بيت كبير يسمونه ملجأ .... وحوله أطفال كثر غير أني لم أكن أعرف عنهم ولا عن أسمائهم الكثير ... !
أم أبدأها من سنوات الدراسة ...و سنوات المراهقة الصعبة ... حين عرفت من رفاق المدرسة ... معنى الأسرة بمفهومها الحقيقي .... حين اكتشفت أن مكونات الأسرة هي ... أب وأم ... وأبناء .. !!
لكني لم أعرف هذه الأسرة التي تحدثت عنها كتب المدرسة ... فمن هو الأب ؟؟؟ ومن هي الأم ....التي يسمونها نبع الحنان .... وأي حنان يقصدون .... أنا كل ما عرفته أن الأسرة عبارة عن مربية وعشرة أطفال ...!!!
لكن لعلي سأبدأها من حيث انتهت ... فمن وضعي الحالي .... وأيامي المريرة ... ولحظاتي الصعبة القاسية ... سأبعث برسالتي ....
فلا تلوموني إن كانت كلماتي حزينة ..... أو كانت عباراتي جريئة ... فقد لقيت من التعقيد داخلي ما يكفيها فأبت إلا أن تخرج معقدة ... وبجراح السنين مثخنة ...
اليوم أحكي لكم قصة سنوات من التيه ورحلة البحث عن الهوية الحقيقية أو لعلها رحلة البحث عن الذات ... فقد سافرت نفسي عن نفسي .... فما أصعبه من سفر .... وما أقساه من هجر ...
إنها قصة سنوات مضت على أي حال .... وسنوات لا تزال في طي المجهول ... ولا أعلم كيف ستكون ...؟؟؟
بالأمس نظرت في المرآة ... ولا أدري لماذا أقدمت على هذه الخطوة الساذجة ؟؟؟
تأملت وجه شاب ... ليس غريب علي ... ودوما أراه ... غير أني رأيت فيه ملامح غريبة هذه المرة ..!!
تبسمت وسألت نفسي ... هل أشبه والدي ؟؟ ..... أم أشبه والدتي ...؟؟!
لا بد أن شعري الناعم مثل شعر أمي ... وهذه العينين الصغيرتين لابد أنها تشبه عينا أبي ...
سؤال حائر لم أعرف له سوى جواب واحد .... أني غبي فعلا لأفكر أن أسأل مثل هذا السؤال فليس من حقي أن أعرف هذه المعلومات .... وليس من حقي أن أسأل ... !!
لكني لم ألبث أن هربت من تلك النظرات وقررت الخروج .. أو بمعنى أصح الهروب من هذه الأفكار التي حاصرتني من كل الاتجاهات ...
لكن أنى لي أن أهرب من واقعي الكئيب فهو معي ... وهو ملازم لي ... والأقسى من ذلك أني لم أجد اختيار المكان الصحيح ... خرجت للمجتمع ... لكن نظراتهم أقسى ... هل تتعجبون إن قلت لكم أن البعض منهم يهرب مني ... والبعض الآخر يحذر أبنائه مني .... فما كنت أنا ..... ؟؟؟ هل تعلمون أني انسان مثلكم .... هل تعلمون أني لا أحمل مرضا معدٍ لتفروا مني ...؟؟!!
أخي يا من تقرأ رسالتي هل تفكر بنفس تفكيرهم ..... وهل تنظر لي بنفس المنظار ...؟؟ أتمنى عكس ذلك ...
في الشارع رأيت مشهدا قد ترونه أننتم عاديا لكني أراه غريبا علي وسأظل أراه كذلك ... !
رأيت رجل وامرأة ... الرجل يحمل طفله الذي أخذ يتمايل من الضحك والسرور ... أطلت النظر إليه ليس حسدا لكني كنت أود أن أنعم بدفء العلاقة ولو من خلال غيري .... لحظات مدت المرأة يدها لتأخذ الطفل من أبيه ... لكن الطفل صرخ وردد أجمل كلمة طالما حلمت أن أجد من أرددها له ... قال ... أبي .... أبي ...
أفكاري الساذجة لا تزال تصر على مهاجمتني مجددا ... فبعد هذا المشهد قلت في نفسي ... سأتزوج وأكون أسرة .. وأحتويها وأحميها .... وسأنجب عشرة أطفال لأرى أمامي العشرة كلهم بصوت واحد ينادون ... أبي ...
لن أفارق أولادي وسأجمعهم في حضني ... لن أبتعد عنهم ....
غير أني تنبهت من حلمي فليس من حقي أن أحلم .... فمن الذي سيزوجني .. وأنا لقيط ... مجهول النسب ...
ترى هل سأرى تلك المرأة المسماة أمي .... أم سأقابل الرجل الذي يدعونه أبي يوما من الأيام ؟؟
هل سأعرفهم ... هل سيشعرون بي ؟؟؟ هل يسألون أنفسهم عني وعن مكاني ...؟؟ هل يتمنون أني ميت الآن ؟؟
رغم أني غاضب .... وعلى الجميع ناقم .... إلا أني أتمنى أن أرى ... أبي ... وأمي ...
ليس من أجل أن أناديهم ... بل من أجل أن أقول لهم .......
لماذا تخليتما عني بهذه السهولة .. ؟؟؟!!!
[/align]
المفضلات