عادة قديمة...
الساعة الآن الثالثة صباحا
وأنا للتوّ
عدت لداري ....
الكل يلبسون ليلهم
وأنا.......؟؟
ليلي مثل نهاري ...
دخلت غرفتي
خلعت ما بأرجلي
نزعت ما أحمل على ظهري
ولبست أضراري ....
أمسكت قلمي كعادتي
طرحت أوراقي
وأشعلت فيهم ناري ....
أتوسط الأربع الصامتة
أتوسطها منذ زمن
مع أقداري ....
فيهما طاولة وكرسي
أجلس معهم
ثم أشعل شمعتي
وأنزع عنى ستاري ......
كل يوم أقيم محاكمة
وكل يوم أقرر ألف قرار ....
متهم وبريئ
ظالم ومظلوم
مرة افصح
وتارة أدراي ...
مرة أكتم
ومرة أصرخ
وتارة أبدو عاري ...
لا دفئ يلفني
سوى البرد
سوى الخوف
لقد جف بحري
وجفت حتى أنهاري ...
على الطاولة توجد أوراقي
شهادتي في فشلٍ
نال كل إصراري ....
على الطاولة توجد أوراق مبعثرة
أقلام مكسرة
وبقايا عمر جاري ....
بين الأربع الصامتة
ماكث منذ زمن
منذ طفولة عابسة
تواصلت بقاياها هنا
هنا بجواري ....
بين الأربع الصامتة
لا شيئ يكسر سكوني
ولا شيئ يرم دماري ....
إنتهيت أخيرا
إنتهيت بالرغم أنه
ما كان هذا إختياري ..... أن
أسجن
وأن أحزن
أن أتعلم كيف أحترق
على دفاتري أشعاري
كيف أشرب من العطش
وأرتوي من مراري ...
الساعة الأن الرابعة صباحا
حان وقت خروجي
إلى الشوارع
لأجوبها ، أمشطها
أفر فيها من فراري .....
أقف تحت أضوائها
وأشهد معها
ذوباني ... وإنهياري
تحت حبات مطر متفرقة
أمد خطواتي المتلاشية
إلى حيث ما قاتدتني أنظاري ...
ما عدت قادر على التفكير
ما عدت أفهم لغتى
تداخلت أفكاري ..
تحطم يختي منذ زمن
صار ألواح عائمة
في أيام هائمة
تحطم ذات يوم
في عواصف بحاري ...
في أعاصيري الهوجاء
في أعنف تيار
لا توجد في قاموسي لغة إسمها حب
ولا يوجد في تاريخي شيئ إسمه حب
ضاع كل شيئ
وانهار تذكاري ...
هناك رفيق دائم
وجليس ناعم
إسمه الرعب
هو من ينير أنواري....
منذ قرون وأنا موجود
ومنذ قرون وأنا أنتظر
ساعة رحيلي
أنتظر نهاية رحلاتي
وكل أسفاري ....
عندها سأنسى
أني كنت يوما
في الثالثة صباحا
أعود لداري .....
جمال الجزائري
المفضلات