[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
يوم اليــحــاميم ويعرف أيــضــا بـقــارات حـــوق
حدث هذا اليوم بين قبائل طي بعضها في بعض
عد التاريخ هذا اليوم من أشد الأيام التي عرفتها العرب وهو امتداد لحروب الفساد التي نشبت بين قبيلتي ألغوت وجديلة من طي والتي اعتبرت أطول حرب عرفتها العرب حيث بلغت مائة وثلاثين عاما ومن أشدها يوم اليحاميم حدث فيه من العداء ما جعل البعض يخصف نعاله بأذني خصمه ويشرب الخمر بجمجمته وكان السبب في حدوث هذا اليوم أن الحارث بن جبلة الغساني كان قد أصلح بين طي فلما هلك عادت إلى حروبها فالتقت جديلة والغوث بموضع يقال له غرثان فقتل قائد بني جديلة وهو أسبغ بن عمرو بن لأم عم أوس بن خالد بن حارثة بن لأم , وأخذ رجل من سنبس إحدى قبائل الغوث يقال له مصعب بن أذنيه فخصف بهما نعليه وفي ذلك يقول أبو سروه السنبسي:
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نخصف بالآذان منكم نعالنا=ونشرب كرها منكم بالجماجم[/poem]
وتناقل الحيان في ذلك أشعارا كثيرة وعظم ما صنعت الغوث على أوس بن خالد بن لام ,وعزم على لقاء الحرب بنفسه , وكان لم يشهد الحروب المتقدمة هو ولا أحد من سادة طي كحاتم بن عبدا لله وزيد الخيل وغيرهم من السادة ,فلما تجهز أوس للحرب وأخذ في جمع جديلة ولفها قال أبو جابر
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أقيموا علينا القصد يا أل طي=وإلا فان العلم عند التحاسب
فمن مثلنا يوما إذا الحرب شمرت=ومن مثلنا يوما إذا لم نحاسب
فان تقطعيني أو تريدي مساءتي=فقد قطع الخوف المخوف ركائبي[/poem]
وبلغ الغوث جمع أوس لها وأوقدت النار على مناع وهي ذروة أجا وذلك أول يوم توقد عليه النار .فأقبلت قبائل الغوث ,كل قبيلة وعليها رئيسها ,منهم زيد الخيل وحاتم ,وأقبلت جديلة مجتمعة على أوس بن حارثة بن لام ,وحلف أوس أن لا يرجع عن طي حتى ينزل معها جبليها ويعني اجأ وسلمى وتجبي له أهلها , وتزاحوا والتقوا بقارات حوق وهو ماء على طريق المدينة من الجبل فاقتتلوا قتالا شديدا ودارت الحرب على بني كباد بن جندب فأبيروا .قال عدي بن حاتم: إني لواقف يوم اليحاميم والناس يقتتلون إذ نظرت إلى زيد الخيل قد أحضر ابنيه مكنفا وحريثا في شعب لا منفذ له وهو يقول : أي بني أبقيا على قومكما فان اليوم يوم التفاني فان يكن هؤلاء أعماما فهؤلاء أخوال .فقلت: كأنك قد كرهت قتال أخوالك! قال والحديث لعدي فاحمرت عيناه غضبا وتطاول إلي حتى نظرت إلى ما تحته من سرجه فخفته , فضربت فرسي وتنحيت عنه واشتعل بنظره الى ابنيه فخرجا كالصقرين , وحمل قيس بن عازب على بجير بن زيد الخيل بن حارثة بن لأم فضربه على رأسه ضربة عنق لها بجير فرسه وولى فانهزمت جديلة عند ذلك وقتل فيها قتل ذريع ,فقاتل زيد الخيل:
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تجيء بني لأم جياد كأنها=عصائب طير يوم طل وحاصب
فان تنج منها لا يزل بك شامة=أناء حيا بين الشجا والترائب
وفر ابن لأم واتقانا بظهره=يردعه بالرمح قيس بن عازب
وجاءت بنو معن كأن سيوفهم=مصابيح من سقف فليس بآيب
وما فر حتى أسلم ابن حمارس=لوقعة مصقول من البيض قاضب[/poem]
فلم تبق لجديلة بقية للحرب بعد يوم اليحاميم , فدخلوا بلاد كلب فحالفوهم وأقاموا معهم وهذا من الأسباب التي دعت كثيرا من بين طي ينزحون عن بلاد الجبلين إلى العراق والشام وبلاد مصر وانتشارهم هناك
وللكلام بقية حول سد مأرب ورحلة طي الى بلاد الجبلين
دمتم بخير[/align]
المفضلات