بسم الله الرحمن الرحيم
الضياغم قبيلة عربية قحطانية ، هاجرت من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها ، ويفهم من كلام ابن رسول في "طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب" أنهم كانوا في القرن السابع الهجري موجودين في جنوب الجزيرة العربية.
ويتوقع أن هجرتهم إلى نجد كانت في القرن التاسع الهجري أو الذي يليه. ومن هذه الهجرة نشأت أسطورة الضياغم الجميلة ، وهي طويلة جداً ، وما يعنيني هنا هي قصتهم مع سلطان مارد ، الذي كانت نهايته على أيديهم ، وقد ذكرت في مقال سابق أسطورة سلطان مارد ، ووعدت أن أورد كيف كانت نهايته على أيدي الضياغم.
أبطال الأسطورة:
سلطان مارد ، ومن الضياغم : عرار وعمير ، وهما أبناء عم ، وميثاء ، وتختلف الروايات فمرة يجعلونها زوجة عمير أخت عرار ، ومرة يجعلونها أخت عمير ، وفارس الضياغم: حميدان.
وأشهر هذه الروايات تقول:
ذات يوم كان جماعة من الضياغم من شمر قاطنين على الأسياح فرأى سلطان مارد صبياً منهم يسبح في ماء العين وسأل : هل له أخت؟ قالوا وكان يسمعه رجل من الضياغم اسمه عرار آل راشد ، وكان له ابن عم على خلاف معه اسمه عمير ، وله أخت اسمها ميثا ، فأراد عرار أن يكيد لابن عمه عمير ، فقال لسلطان مارد : نعم إن له أختاً تسمى ميثا ويمكنك أن تطلب يدها من أخيها عمير ، لعلمه أن عمير لا يستطيع أن يمتنع من سلطان مارد. فأرسل سلطان مارد إلى عمير يطلب منه أخته ميثا.
قالوا : فرجع عمير إلى قومه وقد ارتفعت ملابسه من شدة الغضب ، فسألوه عن السبب ، فأخبرهم الخبر. قالوا : وكان لعمير أخ أبكم لا يتكلم اسمه حميدان ، فارس شجاع ، فلما سمع الخبر نطق بكلمة لم ينطق بعدها شيء : "ميثا لا" وذاك لشدة عضبه. عندها اتفق القوم على ألا يزوجوا ميثا لسلطان مارد واحتالوا عليه وبيتوا أمراً هو أن يطلبوا منه مثلة لكي تستعد فيها ميثا للقائه ، ثم وضعوا بديلة عنها أمة سوداء ، داخل هودج ، وطلبوا منه ألا يقربها حتى يختفون عن نظرها ، لئلا يسمعوا صياحها لأنهم أرغموها على الزواج ، فلما ذهبوا ودخل على الفتاة لم يجد ما كان يتوقع فعرف الخديعة ، وسار بجنده في آثار الضياغم حتى أدركهم في الصريف ، فتقاتل القوم ، والتقى سلطان مارد بحميدان ، فضرب كل منهما خصمه ضربة قضت عليه وماتا معاً ، وانهزم جيش سلطان مارد بعد مقتلة كبيرة جرت عليهم وحمل الضياغم حميدان فدفنوه في الصريف ، قالوا : ولا يزال قبره معروفاً.
وفي ذلك يقوم شاعرهم ، ويقال انه عمير بن راشد نفسه ، والبعض ينسبه لميثا مع اختلاف في بعض الأبيات والألفاظ :-
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تهيّا لنا عند أبرق السيح عركه= تمنّاه حضّار الرجال غياب
تقول ميثا يا الراشد يا هلي =الروم لحقونا بغير حساب
لحقونا يبون ميثا غصيبة =ودون ميثا صبيان تسن حراب
يبون ميثا نقوة من حريمنا =وأنا أقول فيها خزوة وعتاب
وحجاب يذود الخيل في ذارع وعتاب=ولا عاد ما يثني لهن رقاب
تناطح حميدان وسلطان مارد =تهيّا لذا من كف هذا صواب
تعاقبوا ضرب بشلفا سنينه =عرينيةً تودع الدروع خراب
ترى مذبحه بالدمت بالرمث بالصفا =حوالي قويرات الصريف نصاب
ترى الذبحا بالبرقا ثمانين ملبس =غير العواري مالهن حساب
[/poem]
والقصيدة في روايات أخرى أطول من ذلك بكثير ، وأن هذه القصة على الأشهر حدثت في منطقة القصيم بالسعودية ، لكن هناك ايضاً من يذكر أنها حدثت في منطقة الجوف شمال السعودية !!؟
المفضلات