النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أنا راضية والحمد لله

  1. #1

    أنا راضية والحمد لله



    [align=center]

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذه المرأة تزوجت ، وانتظرت أكثر من عشرين عاماً ،



    تنتظر على إثر ذالك ريحانةً لقلبها ،



    تنتظر مولوداً يشنف سمعها بلفظ الأمومة ، ولكن ،



    لم يقدر الله تعالى لها من ذالك الزوج أولاداً ،



    طلبت الانفصال عن هذا الزوج ، مع حبها الشديد له ،



    لكن عاطفة الأمومة لديها سيالة ، انفصلت عن زوجها وتزوجت بآخر ،



    فوهبها المنعم المتفضل بعد طول مدةٍ مولوداً ذكرا ،



    وفي أثناء حملها ، طلقها هذا الرجل ، فوضعت حينها قرة عينها ،



    بعد طول ترقب وانتظار ، وحينها تقدم لها الكثير من الخطاب ،



    ولكنها رفضتهم جميعاً لتربي ولدها ، عكفت على تربيته ،



    لقد علقت فيه آمالها ، ورأت فيه بهجة الدنيا وزينتها ،



    انصرفت إلى خدمته في ليلها ونهارها ، غذته بصحتها ، ونمته بهزالها ،



    وقوته بضعفها ، كانت تخاف عليه من رقة النسيم ، وطنين الذباب ،



    كانت تؤثره على نفسها بالغذاء والراحة ، أصبح هذا الولد قلبها النابض ،



    تعيش معه وتأكل معه ، وتشرب معه ، تؤنسه ، تمازحه ، تنتظره وتودعه ،



    حين يذهب في المجالس وبين الأقارب يحلوا لها الحديث بطرائفه ونوادره ،



    تهب البشائر والأعطيات لكل من يبشرها بنجاحه أو قدومه من سفره ،



    ولما لا وهو وحيدها وثمرة فؤادها ،



    تعد الأيام والشهور لترى فلذة كبدها يكبر رويداً رويدا ،



    كبر ذالك الطفل ، وأصبح شاباً يافعا ، واستوى عوده ، واشتد عظمه ،



    كانت تقف أمامه مزهوة شامخة ، كانت تجاهد على إعانته على الطاعة ،



    كيف لا ، وهي كما تقول الأخت : عرفت منذ الصغر بطول قيامها وتهجدها ،



    لا تدخل مجلساً إلا وتذكر الله وتنهى فيه عن فحش القول أو البذاءة ،



    وهي مع ذالك من أهل الصلاة والصدقة ،



    لطالما تاقت نفسها أن تسمع صوت وحيدها يؤم المصلين في المسجد الحرام ،



    لكم تمنت أن يجعل الله له شأن يعز به دينه ،



    لقد كانت كثيراً ما تختلي بنفسها في أوقات الإجابة تدع ربها ،



    وكم كان اسمه يسيطر على دعاءها ، لا تنامُ إلا بعد أن ينام ،



    ثم تقوم مرة أخرى وتدخل عليه لتعيد غطاءه ، وتصلح حاله ،



    تفعل ذالك في الليلة الواحدة أكثر من مرة ، الله أكبر ،



    مبلغ الحنانِ ومنتهاه ، أحسبُ أنكم تقولون كفى ،



    فقد أبلغتِ في الوصف والثناء ، لستِ والله بمبالغة ، فهذه حالها مع ولدها ،



    عزمت على تزويجه ، لترى ولده وحفيدها ، بدأت تبحث له عن عروس ،



    ثم سعت إلى تقسيم منزلها إلى قسمين ، العلوي له ، والسفلي لها ،



    دخلت عليه في يوم من الأيام كالعادة ، نادته لم يرد عليها ،



    خفق قلبها ، رفعت يده فسقطت من يدها ، هزته بقوة ، لم يتحرك ،



    بادرت بالاتصال على قريب لها ، حضر على عجل ، فحمله إلى المستشفى ،



    أحست أن في الأمر شيئا ، لكنها على أمل ، فماذا عملت ،



    لقد كان من أمرها عجبا !! توضأت ثم يممت شطر سجادتها ،



    وسألت ربها أن يختار لها الخيرة المباركة ، وصلت ،



    وبعد سويعات ، وإذا وحيدها قد مات ، نعم ، بعد أربعين سنة ،



    عشرون سنة ترقبه ، وأخرى مثلها تربيه ، ضاع ذالك في لحظة واحدة ،



    وما كان منها حينما بلغها الخبر ، إلا أن قالت : وحيدي مات ،



    ثم استرجعت ، ثم رددت كثيرا الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله ،



    تقولها بثبات وصبر ، لم تندب ولم تصرخ ، ولم تشق جيباً أو تلطم خدا ،



    هذه هي ثمرة الإيمان تظهر في أشد المواقف وأصعبها وأحلكها ،



    كان وقع الصدمة شديداً على كل من عرف ،



    بعض قريباتها يبكين أمامها ليس لفقد الولد ، ولكن رأفةً بحالها ،



    كانت تنهاهن بحزم وهدوء ، وتقول بلهجتها : ما هذا الخبال ،



    ربي أعطاني إياه ، أنا راضية والحمد لله أنها لم تكن في ديني ،



    الله أكبر ، لقد ضربت أروع الأمثلة في الصبر والرضا ،



    إلا أن بعض النفوس الضعيفة ، من اللاتي يجهلن التسليم والرضا بالقدر ،



    لم يستوعبن موقفها ، فمن قائلة : لعلها أصيبت بحالة نفسية ،



    ومن قائلةٍ : هي ذاهلة ولم تستوعب بعدُ وفاته ،



    وفي تلك الليلة التي مات فيها فلذة كبدها ، حان وقت طعام العشاء ،



    فكان من أمرها عجبا ، امتنع الكثير عن تناوله ،



    أما هي فقد مدت يدها إلى الطعام



    وهي تقول : والله ليس لي رغبة فيه ،



    ولكني مددتُ يدي رضا بقضاء الله وقدره ،



    الله أكبر ، ما أعظم موقفها ، لقد كانت تشعر بالحرقة ،



    لكن على سجادتها بين يدي ربها تناجيه وتدعو لوليدها ،



    نعم ، فقدت فلذة كبدها ، لكنها في الوقت نفسه المؤمنة الراضية ،



    لقد حول صبرها ورضاها مع حسن ظنها بالله تعالى حول هذه المحنة إلى منحة ،



    حينها يكون لها حسن العقبى في الدارين بإذن الله " .



    هذه القصة ذكرها الشيخ خالد الصقعبي في شريط صانعات المآثر.

    [/align]



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #2


    [align=center]الله يجزاك خير على هذه القصه [/align]




  3. #3


    [align=center]واياك أخي الفاضل .. شكرا لمرورك وفقك الله

    أختك

    تذكار
    [/align]



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  4. #4
    مراقب إداري الصورة الرمزية الشبث


    تاريخ التسجيل
    05 2004
    المشاركات
    21,609
    المشاركات
    21,609


    [align=center]

    أحسبُ أنكم تقولون كفى
    ايوالله




    ينقل الى الفله علشان يهجدون المطفوقين شوي




    اخت تذكار الف شكر لك على هالقصه

    والله يرحم الولد ويجزاء امه خير على هالصبر







    وتقلدي تحيتي
    [/align]



    game over

  5. #5


    [align=center]العفو أخي الفاضل .. أسعدني تواجدك رعاك الله

    أختك

    تذكار
    [/align]



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. لله كل الثنــــــــــــا والحمد والمنــــه
    بواسطة ناصر الصراع في المنتدى مضيف ا لشّعر الشعبي"النّبطي"
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 01-10-2008, 13:59
  2. هكذا نجوت اليوم من خسارتي والحمد لله.
    بواسطة المتوقد في المنتدى المضيف الاقتصادي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-03-2006, 07:58
  3. ابشروا تم العثور على معاذ والحمد لله
    بواسطة متفاائل في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 21-04-2004, 01:47

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته