[align=center][/align]
[align=right]يعيش هنا في هذه الأرض مسلمون يحمدون الله على كل ما يصيبهم فإن أصابهم خير اطمأنوا وشكروا، وإن أصابهم ابتلاء حمدوا وصبروا..
وأم مريم.. لم تصبر على الابتلاء فحسب، بل كانت من الشاكرين الحامدين الذين استطاعوا أن يحولوا الابتلاء إلى نعمة، ويتقبلوا قضاء الله بحمده.
وقد التقت مجلة ولدي ( بأم مريم) وابنتها التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف.. فقد أخذت هذه الأم على عاتقها تدريس ابنتها وتحدي إعاقتها.
فابنتها لم تكن تنطق الحروف فأصبحت الآن تلفظ جملة كاملة.. ولم تكن قادرة على تناول طعامها وهي الآن تصر على الأكل بمفردها كما أن نسبة ذكائها أصبحت (86%) أي أقل من معدل ذكاء الطفل العادي بشهر واحد فقط فما هي قصة هذه الأم البطلة؟ دعونا نقرأ معاً قصتها.
أم مريم والإرادة القوية
عندما التقينا (بأم مريم).. عرفنا أنها أم تمتلك إرادة وعزيمة كبيرة.. الابتسامة لا تفارق وجهها وقسمات وجهها تعبر عن حب عميق لابنتها مريم فهي لا تتحرج من إعادة ابنتها مثلما يفعل الكثير من الأسر ( فأم مريم) من القلائل اللاتي لا يمانعن التصوير في المجلة وإجراء اللقاءات.
فهي على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى قد رزقها بمريم لأنه يحبها ويريد لها الخير في الدنيا والآخرة.
الصدمة هي الدافع
بدأت أم مريم حديثها قائلة: لقد كان وقع الصدمة على نفسي كبيراً عندما علمت أن طفلتي تعاني من بعض المشاكل بعد يومين من ولادتها والذي صدمني بشدة أيضاً دكتور الأطفال الذي قال لي بصراحة " ابنتك غير طبيعية" " ابنتك معوقة" وهي مصابة بمرض متلازمة الدوان، ولم يكن يدري أن هذه الصدمة كانت بمثابة الدافع المعنوي لي لتحدي هذه الإعاقة فصممت أن أواجه الواقع الأليم وأبدأ رحلتي الطويلة مع مريم.
مريم والمواد الطبيعية
وتستطرد أم مريم قائلة أوضح لي الطبيب أن حالة ابنتي تستدعي الاهتمام التام بالتغذية وذلك لتنشيط خلايا المخ لأن الأمل كبير في أن تصل درجة ذكائها إلى مستوى متقدم.
فاتبعت مع مريم أسلوباً غذائياً صحياً تماما بعيداً عن أية مواد حافظة لكي يستفيد المخ ويتغذى فاستمريت في إرضاعها إرضاعاً طبيعيا لمدة (6شهور) أما طعامها فيتكون من التمر والعسل.. وشرابها ماء زمزم فهي لم تشرب منذ ولادتها أي ماء إلا ماء زمزم وبعد ذلك بدأت بإضافة السمك والمكسرات لطعامها وذلك لاحتوائهما على نسبة كبيرة من اليود والبروتين.
تمارين مبتكرة
ولقد كنت أتبع مع مريم تمريناً يومياً لتقوية حركة اللسان وذلك بوضع بعض العسل على طرفي الفم.. فتحاول تذوقه وتحرك لسانها يميناً ويساراً مما ساعد في نطقها العديد من الحروف.
تفاعل إيجابي
أما عن مدى تفاعل ابنتها مريم مع العالم الخارجي قالت الأم: لم أجد أي مشكلة في تعويد ابنتي مريم على اللعب مع الأطفال.. بل أصبح لها شعبية بين أطفال العائلة والأصدقاء حتى الأحداث اليومية في البيت وعلاقة مريم بأخواتها علاقة حميمة جداً فهي دائمة السؤال عنهم وخصوصا أختها الكبيرة "شهد" والتي تعلقت بمريم كثيراً فأصبحت تنام معها ولا تفارقها أبداً.. كما أنها تحب الخروج معها للأماكن العامة الحدائق والمطاعم وأحرص على مشاركتها في النشاطات الخاصة بمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتضيف الأم: لقد جاءتني فكرة زيادة تفاعل ابنتي مع البيئة المحيطة بها وقد وجدتها تحب النظر لصور الحيوانات في الحضانة فاشتريت لها قطة وكلباً وحماماً وأرانب ووضعتهم في الحديقة وعلمتها أصوات كل واحد على حدة.. كما أنني زرعت لها الزهور والورود في الحديقة لأعلمها أسماء الألوان.. والحمد لله كان تجاوبها سريعاً كما أن التعامل مع الحيوانات علمها كيف تصبح حنونة.
مريم بركة بيتنا
وتختم أم مريم حديثها قائلة: ميلاد مريم كان وجه السعد والخير على العائلة.. فقد كنتُ ابني بيتاً ولدي التزامات مادية كبيرة ونقصت بعض الأمتار من الرخام ولم تكن متوافرة ولم نكن نعلم كيف سنتصرف ثم بعد ولادتي لمريم.. لا أدري كيف سهلت جميع أمور البناء.. وانفرجت جميع الأزمات المادية.. فأدركت أن مريم هي بركة ووجه خير على البيت كما أن وجودها بيننا يزيد من مشاعر الحب والحنان حتى بين إخوتها الباقين مع العلم أنها أصغر طفلة بين أبنائي الخمسة.
وأوجه كلمتي هنا إلى جميع الأمهات والآباء بأن يدركوا أن هؤلاء الأطفال هم نعمة من الله سبحانه وتعالى ووجودهم بين أفراد العائلة ليس بالأمر المستغرب لا تخجلوا ولا تقفلوا الباب على طفلكم، انطلقوا وإياه إلى المجتمع، ابحثوا عن السبل لمساعدته.. فإن ثوابكم وجزاءكم عند الله كبير.
ما هي متلازمة الداون؟
متلازمة الداون عبارة عن مرض خلقي أي إن المرض يكون عند الطفل منذ الولادة وهو ناتج عن زيادة في عدد الصبغيات ( الكروموسومك) والتي يكون في داخلها تفاصيل كاملة لخلق الإنسان ويحمل الشخص العادي ذكرا كان أم أنثى 46 صبغية يرث الإنسان نصف عدد الصبغيات "23" من أمة والثلاثة والعشرون الباقية من أبيه واكتشف العالم الفرنسي ليجون في عام 1959م أن متلازمة داون ناتجة عن زيادة نسخة من كروموسوم رقم " 21" فيصبح عدد الكروموسومات في الخلية الواحدة 48 بدلا من العدد الصغير 46 والأسباب ارتباط هذا المرض بتقدم عمر الأم فتزيد فرصة الإصابة إذا حدث الحمل بعد أن تتعدى الأم (35 سنة).[/align]
[align=center]منقول لكم من مجلة ولدي
العدد (63) فبراير 2004 ـ ص: 62
أحب أن أنوه بوجود أغلب محتوى هذه المجلة
على موقع المجلة على النت
مجلة ولدي[/align]
المفضلات