[align=center]
ذكرت لي إحدى الأخوات هذه القصة العجيبة :
حيث ذكرت أنها هي التي وقفت على فصولها حيث تقول :
قمت في يوم من الأيام بإلقاء محاضرة في مجمع نسائي وكان موضوع هذه المحاضرة عن تربية الأبناء ،
وما إن انتهيت من هذه المحاضرة
حتى تقدمت إلي امرأة في حدود الأربعين من عمرها فأثنت ودعت لي بخير ،
ثم قالت :
سأروي لك قصتي مع ابني ، لعل فيها العظة والعبرة ،
فقلت لها :
هاتي ما عندك يا أخية فقد استأنست بحديثها واستعذبتها ،
فقد أحسست أنها تحمل في قلبها خيرا كثيرا ، وأحمد الله أن الله لم يخيب ظني فيها ..
ولعلكم تلحظون هذا من خلال قصتها حيث قالت :
لي ولد شاب حرصت على تربيته التربية الصالحة واجتهدت في ذالك ،
ووالله الذي لا إله إلا هو لم أفكر في يوم من الأيام أن أربيه ليخدمني في الذهاب والمجيء ،
وإن كنت أفرح له بذالك حملا له على البر ليؤجر على ذالك ،
وإنما كنت أربيه لأمة الإسلام ليخدمها في أي مكان ،
ولو كلف ذالك روحه التي أحبها أشد ما يكون الحبيب ، شب على ذالك بحمد الله تعالى ،
ولكن صوارف الزمن وفتن الشهوات تقلب الأولاد بين عشية وضحاها ،
رفعت سماعة الهاتف في يوم من الأيام كما تقول هذه المرأة ،
وإذا به يتحدث مع فتاة ، إلهي ، كم تمنيت أن الأرض قد ابتلعتني قبل أن أقف هذا الموقف ،
فناديت ربي بقلب مكلوم ، وقلتُ : إلهي لم أربه لذالك فأقر عيني بصلاحه ،
ثم ذهبت إليه فورا وقلت له وقد سبقتني دمعتي : يا ولدي ما ربيتك لهذه وإنما والله ربيتك للحور العين ،
ويعلم الله ما في قلبي من الحرقة وأنا أحدثه بذالك ،
حتى اطمئن قلبي ثقة بالله على عدم عودته إلى ذالك مرة أخرى ،
اتصلت الفتاة مرة أخرى ، نهرها ثم أغلق السماعة ، وأطرق برأسه ،
أحسست بعدها بتعلق ابني بالمسجد والقرآن ، حتى دخل علي في يوم من الأيام ،
ووالله إنني أعتبر هذا اليوم من أسعد أيامي ،
فقال : يا أمي أريد الجهاد ، فقلت : الله أكبر أي بني ، والله ما ربيتك إلا لمثل هذا ،
ثم قالت : قد تستغربين من قصتي مع ولدي أخية ، وقد تظنين أني لا أحبه ،
ووالله لا أصف محبتي له إلا كما قال أبو كلاب لعمر لما قال له عمر وقد غاب عنه ابنه :
يا أبى كلاب ، ما أحب الأشياء إليك اليوم ؟؟ قال ما أحب اليوم شيئاً ما أفرح بخير ولا يسوئني شر ،
فقال عمر : يا أبا كلاب ما أحب الأشياء إليك اليوم : قال :
بلى كلاب ابني أحب أنه عندي فأشمه وأضمه ضمة قبل أن أموت ،
بكى عمر وقال : ستبلغ ما تحب إن شاء الله تعالى ، والله يا أخية أنني أحبه حباً جما ،
ولكن الإسلام عندي أحب منه ، دفعته إلى أرض الجهاد ، وما زال فيها ، ووالله يا أخية ،
إنني أحب أن أشمه وأضمه ضمة ، ولكن بعد أن أموت وألقاه في الجنة بإذن الله ،،
إنني يا أخية مع حبي له ، لا أعرف بماذا أكافئ من يبشرني باستشهاده ،
إي والله ، هذا هو ما أأمل ،
والده شفقة عليه قطع عنه المصروف الذي كان يرسله إليه طمعاً في رجوعه ،
فتأملتُ ذهباً عندي ، وقلت لها يا نفس : أدركِ الجهاد بالمال على أقل الأحوال ،
قمت ببيع ذهبي ، وكان كثيراً ، وأنا أقوم بين الفينة والأخرى بإرسال ما يسد حاجته ،
ثم قالت وهي ذاهبة : هذا صنيعي مع ولدي البكر ، وأنا أعد إخوانه البقية لهذا الموقف ،
وأسأل الله أن يعوضني خيرا .
هذه القصة ذكرها الشيخ خالد الصقعبي في شريط صانعات المآثر
[/align]
المفضلات