منذ أسابيع قليلة نشرت احدى المجلات تحقيقا عن من يوصفن بالمسترجلات من النساء..
وبعد ذلك بفترة وجيزة طالعت تحقيقا مشابها في صحيفة عربية يومية تتناول هذه الظاهرة ذاتها..
واشتمل التحقيقان على آراء لفتيات يتصرفن كما يتصرف الشباب..
ويرين أن حياة الشباب من الذكور أكثر جدية وعملية من حياة الفتيات التي تغلب عليها المظاهر والاهتمام بما هو شكلي.ز
كما قرأت آراء للشباب حول نظرتهم لمثل هؤلاء الفتيات.زوهي آراء تكاد تجمع على عدم تحبيذهم لهذا النوع من الفتيات لو فكروا في اختيار شريكاتهم للحياة..
فغالبية الشباب ميالون للمرأة الانثى الرقيقة الناعمة اللطيفة وينفرون من المرأة الخشنة المتشبهة بالرجال..
كما قرأت ايضا آراء لباحثين في علم الاجتماع واطباء نفسانيين يحللون هذه الظاهرة ويردونها الى عوامل كامنة في التنشئة العائلية والاجتماعية.. أو الى عوامل هرمونية في تكوين الفتيات المعنيات تجعل منهن أميل الى سلوك الرجال منه الى سلوك النساء..
الى هنا والامور ماشية تمام لكن مالفت نظري في الآراء الواردة في التحقيقين ذلك الخلط الواعي او اللا واعي بين امرين او مفهومين او صورتين:
صورة المرأة الخشنة..وصورة المرأة القوية!!
وهما صورتان مختلفتان كليا..
فاحدى المشاركات في التحقيق وصفت نفسها بانها فظة في نطاق حديثها عما تعتبره خشونة في تصرفتها وفي شخصيتها..بينما انبرت نساء اخريات شاركن في التحقيق المنشور في الجريدة العربية لدفاع عن صورة المرأة القوية اللواتي يتمتعن بها(ماذا يريد منا رجال القرن الواحد والعشرين ان نكون؟؟هل يريدنا خانعات؟؟مستكينات؟؟))
هكذا تساءل بعض النساء في سياق دفاعهن عن انفسهن!!
هذا الخلط بين الامرين الخشونة والغيرة..يغيب الفواصل بين صورتين ختلفتين او متناقضتين للمرأة..
وفي الاجمال فان الفكرة السائدة عن ميل الرجل للمرأة الرقيقة فكرة صحيحة..
الرجال نفرون في الغالب من الخشونة في طباع المرأة وفي سلوكها وفي تصرفاتها..ويرون في ذلك خروجا على التقسيم المتبع بين صورة المرأة وصورة الرجل..
وهو تقسيم راسخ في الوعي يعززه اختلاف التكون النفسي والجسدي بين الجنسين..
ويبدو هذا النفور مفهوما او متناسقا مع سوية الامور..
لكن من الظلم أن ينسحب هذا على صورة المرأة القوية..لانه بوسع المرأة ان تكون رقيقة وعذبة وقوية في الوقت نفسه..
اعرف ان الكثير من النساء ميالت الى ان يظهرن بمظهر الضعيفات رغبة منهن في ابداء انوثة مفترضة وتكريسا للانطباع الشائع بان المراة تكون ارق كلما كانت اضعف..لكنني احسب ان الرجل السوي..القوي..الواثق من نفسه يفضل المرأة قوية الشخصية على المرأة المستكينة..
كلما ازداد الرجل نضجا ووعيا وازداد ثقة في نفسه كانت شخصية المرأة القوية الواعية أكثر جاذبية له..
وتدل التجربة على ان مثل هذه المرأة ذات الشخصية القوية يمكن ان تكون رقيقة جدا.. وعذبة جدا..وناعمة جدا..
دون ان يتناقض ذلك لوهلة مع قوة شخصيتها..بل ان اتحاد هذين الشرطين يجعلنا امام امرأة نموذجية مرغوبة..
رد مع اقتباس
المفضلات